الشيعة في مواجهة تهويد وتحريف الدين الإسلامي - قصة كفاح تاريخية -
ملخّص الجلسة الخامسة والعشرون:
بلغ بنا الكلام إلى أن بعضاً من المتهوكين المهودين من أصحاب النبي الخائنين المنافقين حاولوا أن يستوردوا شرعيةً من أهل الكتاب وما بأيديهم من كتب محرّفة مفتراة على الله عز وجل، وهذه الشرعية التي أرادوا إستيرادها إنما أرادوا بها تصحيح السقيفة وتعديل حكماها أو رموزها والإيهام بسلامة خطها. -كما تقدم في الجلسة السابقة-.
وهذا جانب آخر يبين لنا مورداً من موارد استيرادهم الشرعية كذلك:
في البداية والنهاية لابن كثير في المجلد 9 الصفحة 283: باب "ذِكرُ الأخبار عن الائمة الإثني عشر":
"الذين كلهم من قريش وليسوا بالاثني عشر الذين يدعون إمامتهم الرافضة; فإن هؤلاء الذين يزعمون لم يل أمور الناس منهم إلا علي بن أبي طالب وابنه الحسن، وآخرهم، في زعمهم، المهدي المنتظر، في زعمهم بسرداب سامراء وليس له وجود ولا عين ولا أثر، بل هؤلاء من الأئمة الاثني عشر المخبر عنهم في الحديث، الأئمة الأربعة، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم. ومنهم عمر بن عبد العزيز بلا خلاف بين الأئمة على كلا القولين لأهل السنة في تفسير الاثني عشر كما سنذكره بعد إيراد الحديث".
ويقول ابن كثير "وفي التوراة التي بأيدي أهل الكتاب ما معناه: إن الله تعالى بشّر إبراهيم بإسماعيل وأنه ينمّيه ويكثّره ويجعل من ذريته اثنى عشر عظيما.
يشير ابن كثير هنا إلى ما جاء في سفر التكوين -الإصحاح 20، الفقرة 17-:
"وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه ها أنا أباركه وإثمره وأكثره كثيراً جدا إثني رئيسا يلد واجعله أمة كبيرة".
يقول ابن كثير: "قال شيخنا العلامة أبو العباس ابن تيمية: وهؤلاء هم المبشر بهم في حديث جابر بن سمرة. وقرر أنهم يكونون مفرقين في الأمة، ولا تقوم الساعة حتى يوجدوا. قال: وغلط كثير ممن تشرّف بالإسلام من اليهود فظنوا أنهم الذين تدعو إليهم فرقة الرافضة، فاتبعوهم.
"وقد قال نعيم بن حماد حدثنا ضمرة، عن ابن شوذب، عن أبي المنهال، عن أبي زياد عن كعب قال: إن الله وهب لإسماعيل من صلبه اثني عشر قيما، أفضلهم وخيرهم أبو بكر وعمر وعثمان".
فأين هو ابن كثير في تفسيره الذي وجدناه شديداً فالإنكار على كعب الأحبار ورواياته وقوله أن الأمة "لا تحتاج الأمة إلى حرف واحدٍ مما فيها"، لماذا في هذا المورد صارت الأمة محتاجة إلى كعب الأحبار؟!
لمزيد من التفصيل راجع الجلسة الخامسة والعشرين من الليالي الرمضانية لسنة 1438: