الشيعة في مواجهة تهويد وتحريف الدين الإسلامي - قصة كفاح تاريخية -
ملخّص الجلسة السابعة والعشرون:
هنالك شخصية أخرى من الشخصيات التي نرى أنه لابد من البحث في شأنها وفي دورها في تهويد الدين الإسلامي، رغم أن هذه الشخصية بحسب القراءة الأولية لا تبدو ذات دور كبير في هذا الشأن، ولكن إن ها هنا أمارات وعلامات تعلنا نضع هذه الشخصية في دائرة الإتهام أيضاً، وهي شخصية زيد بن ثابت.
ما الذي يدفعنا إلى وضع زيد بن ثابت في دائرة الاتهام، وأنه من جملة المتهوكين المتهودين؟! الذي يدفعنا إلى هذا مثل هذه الأقوال التي ودناها في مصادر التأريخ، وصادرةً من شخصيات متهودة معروفة، وإحدى تلك الشخصيات أبو هريرة وابن عمر تلميذي كعب الأحبار، وسنرى في هذين القولين وصف زيد بن ثابت بأنه حبر من الأحبار. فالجماعة التي كانت معروفة أنها قناة للإسرائيليات وأنهم تتلمذوا على يد كعب الأحبار اليهودي، فإنها لما تصف شخصاً بأنه حبر لهذه الأمة وأنه من أحبارها هذا يجعلنا نفكر في مدى اقتراب هذه الشخصية من منهج وسلوك هذه الجماعة، وإلا لما وصف بهذا الوصف؟!
فكل من يوصف بالحبرية لابد أن يكون مشوباً بالثقافة الإسرائيلية وأن يكون له دور في تهويد الدين الإسلامي، وهذه قاعدة لابد أن نضعها نصب أعيننا.
في كتاب تهذيب التهذيب لابن حجر في المجلد 3 ص 399 (في ترجمة زيد بن ثابت):
"قال أبو هريرة يوم مات زيد، مات اليوم حبر الأمة وعسى الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفا".
وفي كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي المجلد 2 ص 434 (في ترجمة زيد):
"عن سالم قال كنا مع ابن عمر يوم مات زيد بن ثابت، فقلت: مات عالم الناس اليوم، فقال ابن عمر يرحمه الله، فقد كان عالم الناس في خلافة عمر وحبرها".
وهذه كلها تمثل لنا مؤشرات على أن هنالك شيئاً ما، ولابد أن هنالك على الأقل نزعة يهودية لزيد بن ثابت، وإلا ما كان المتهودون كأبي هريرة وعبد الله بن عمر يثنون عليه بهذه اللغة المتهودة بلغة الوصف البحرية.
وفي سير أعلام النبلاء أيضاً: "عن القاسم بن محمد قال كان عمر يستخلف زيداً في كل سفر". و "قال خارجة بن زيد: كان عمر يستخلف أبي، فقلما رجع إلا أقطعه حديقة من نخل".
لمزيد من التفصيل راجع الجلسة السابعة والعشرين من الليالي الرمضانية لسنة 1438: