الشيعة في مواجهة تهويد وتحريف الدين الإسلامي - قصة كفاح تاريخية -
ملخّص الجلسة الثامنة والعشرون:
هذا ما وعدنا به في الجلسة السابقة؛ وهو ما قيل في ما ابتدعه عمر بن الخطاب اقتفاءً لسنن اليهود، مما سجله علماؤنا الأبرار في مصنفاتهم. وهذا نطرحه كنموذج من نماذج كفاح علماء الشيعة للتهويد.
جاء في بحار الأنوار للعلامة المجلسي عليه الرحمة في المجلد 30 ص358 (في سياق بعض ما أحدثه عمر بن الخطاب في شريعتنا):
"وأما الصلاة فأفسد من حدودها ما فيه الفضيحة والهتك لمذهبهم. (...) ثم أتبع ذلك بقوله: آمين، عند الفراغ من قراءة سورة الحمد، فصارت عند أوليائه سنة واجبة، حتى أن من يتلقن القرآن من الأعاجم وغيرهم وعوامهم وجهالهم يلقنونهم من بعد قول ولا الضالين: آمين، فقد زادوا آية في أم الكتاب، وصار عندهم من لم يأت بها في صلاته وغير صلاته كأنه قد ترك آية في كتاب الله.
وقد أجمع أهل النقل عن الأئمة عليهم السلام من أهل البيت أنهم قالوا:
من قال: آمين في صلاته فقد أفسد صلاته وعليه الإعادة، لأنها عندهم كلمة سريانية معناها بالعربية: افعل، كسبيل من يدعو بدعاء فيقول في آخره: اللهم افعل، ثم استن أولياؤه وأنصاره رواية متخرصة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه كان يقول ذلك بأعلى صوته في الصلاة، فأنكر أهل البيت ذلك، ولما رأينا أهل البيت عليهم السلام مجتمعين على إنكارها صح عندنا فساد أخبارهم فيها، لأن الرسول صلى الله عليه وآله حكم - بالاجماع - أن لا نضل ما تمسكنا بأهل بيته عليهم السلام، فتعين ضلالة من تمسك بغيرهم.
وأما الدليل على خرص روايتهم أنهم مختلفون في الرواية:
فمنهم من روى: إذا أمّن الامام فأمّنوا.
ومنهم من يروي: إذا قال الامام (ولا الضالين) فقولوا: آمين.
ومنهم من يروي: ندب رفع الصوت بها.
ومنهم من يروي: الاخفات بها. فكان هذا اختلافهم فيما وصفناه من هذه المعاني دليلا واضحا - لمن فهم - على تخرص روايتهم.
ثم أتبع ذلك بفعل من أفعال اليهود، وذلك عقد اليدين في الصدر إذا قاموا في الصلاة، لان اليهود تفعل في صلاتها ذلك، فلما رآهم الرجل يستعملون ذلك استعمله هو أيضا اقتداء بهم وأمر الناس بفعل ذلك،
وقال: إن هذا تأويل قوله تعالى: (وقوموا لله قانتين) يريد بزعمه التذلل والتواضع، ومما روي عنه بالخلاف أنه قال للرسول صلى الله عليه وآله يوما: إنا نسمع من اليهود أشياء نستحسنها منهم، فنكتب ذلك منهم؟. فغضب النبي صلى الله عليه وآله وقال:
أمتهوكون أنتم يا بن الخطاب، لو كان موسى حيا لم يسعه إلا اتباعي. ومن استحسن ذلك في حياة الرسول من قول اليهود فاستحسانه بعد فقد النبي أولى، وقد أنكر أهل البيت عليهم السلام ونهوا عنه نهيا مؤكدا، وحال أهل البيت ما شرحناه من شهادة الرسول صلى الله عليه وآله لهم بإزالة الضلالة عنهم وعمن تمسك بهم فليس من بدعة ابتدعها هذا الرجل إلا أولياؤه متحفظون بها مواظبون عليها وعلى العمل بها، طاعنون على تاركها، وكل تأديب الرسول الذي قد خالفه الرجل ببدعة فهو عندهم مطروح متروك مهجور ويطعن على من استعمله، وينسب عندهم إلى الأمور المنكرات".
لمزيد من التفصيل راجع الجلسة الثامنة والعشرين من الليالي الرمضانية لسنة 1438: