ملخّص الليلة السادسة، وهي عبارة عن تغريدات نشرها مكتب الشيخ على موقع التواصل الاجتماعي تويتر:
عرفتم أن الطاغية عمر كان مخادعا وهي من صفات المنافقين، قال تعالى: [ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين(9) يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون (10) في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون(11)]
ثبت لكم أن عمر بن الخطاب كان جاهليا منافقا مخالفا لهدي النبي صلى الله عليه وآله ولم يتخرّج من مدرسته.
قد يستعظم من يسمعنا الآن أن عمر كان متعمدا الخلاف للنبي صلى الله عليه وآله، فنقول: أنسيتم رزية الخميس وما ترويه كتب الحديث عندكم؟!
أنسيتم ما أخرجه أحمد في مسنده برقم برقم 13726: عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم "دعا عند موته بصحيفة، ليكتب فيها كتابا لا يضلون بعده"، قال: فخالف عليها عمر بن الخطاب حتى رفضها.
إذا كان عمر يتعمد مخالفة النبي صلى الله عليه وآله في حياته فكيف بعد وفاته؟!
جاء في الإصابة في تمييز الصحابة م6 ص157 ما مضمونه أن المغيرة كان يُكنّى بأبي عيسى فأنكر عليه عمر وشهد له "الصحابة" أن النبي كنّاه فخالف عمر قائلا: غفر له، وإنا لا ندري ما يفعل بنا، وكناه أبا عبد اللَّه.
في قول عمر إشارة أن النبي صلى الله عليه وآله قد أخطأ وأذنب فغفر الله له! وهذه مقولة في منتهى الكفر والقباحة!
ما رواه ابن حجر في الإصابة رواه أبو داوود في سننه برقم 4963، وكذلك صححه الحاكم ورواه في مستدركه برقم 5896 بلفظ "وإنا في خلج"،
لا تستبشع كلامي فإنها نظرة عمر للمصطفى صلوات الله عليه وآله، وهناك من كهنة أهل الخلاف من تابع عمر كأبي العلا المباكفوري في كتابه "تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي".
دفع خبر عمر المباركفوري إلى مناقشة كنية الترمذي (أبو عيسى) فأفرد لها بحثا في مقدمة شرحه على جامع الترمذي في الصفحة 288. تابع المخالفون قول عمر ونبذوا النبي صلى الله عليه وآله وهي في مسألة الكنية فقط!
هذا بحد ذاته كاشف عن أن هذا المذهب منحرف، وأهل السنة هم أهل سنة عمر! فلا يقولنّ أحدكم أنكم أهل سنة النبي صلى الله عليه وآله إلا بالبراءة من عمر بن الخطاب.
لا تتسمّوا باسم أهل السنة زورا! إننا نكني عليا عليه السلام بأبي تراب لأن النبي صلى الله عليه وآله كنّاه مع إتخاذ الأمويون لها مذمة، فكانت أحب الكنى إليه.
إذا النبي صلى الله عليه وآله سمّى أحدا باسم أو كنّى أحدا بكنية فإننا نلتزم بها.
بالنسبة لما قالوا أن عمر ضرب ابنه فإنها تحتاج إلى وقفة. روى ابن شبة في تاريخ المدينة م2 ص752 :قال (أسلم): كان عمر إذا بعثني إلى أحد من ولده قال لي: لا تخبره لم بعثتك إليه; فلعل الشيطان يعلمه كذبة!
يكشف لك الخبر السابق كيف كانت طبيعة العلاقة بين عمر وأبنائه وأنه لم يربهم على الصدق والفضيلة، كما أنه يكشف أن أبناء عمر يكذبون فلا يزعمن أحد أن ابن عمر كان صدوقا.
يروي الشيخ خبرا أن جارية ابن عمر جاءت لعمر تشتكي بخله، فأرسل خادمه إليه وجرت تفاصيل مفادها أن أسلم كاذبا ومرتشيا، وكذلك ابن عمر، وموقف عمر حينما ضرب خادمه بالدرة.
لِمَ لم تُجعل هذه التفاصيل في مسلسل "عمر" وكيف كان يعدو خلف خادمه ليضربه كأنهما "توم وجيري" وهي واقعية!
جاء ابن عمر المكنى بأبي عيسى لأبيه بعدما طلبه، فقال: أتعرف أن لعيسى لأب؟.. فقال: لم لا تكني بكنى العرب أبو سلمة أبو حنظلة أبو عرفطة!
لم يكن عمر يخالف هدي النبي صلى الله عليه وآله في التكنية فقط بل حتى في التسمية، حيث كان عمر يكره التسمية بأسماء الأنبياء كأتاتورك!
من خباثات أتاتورك لمسح علامات الإسلام، حينما جاء أصدر قرارا ألا يسمي أحد باسم "محمد" صلى الله عليه وآله تحت ذريعة أن الأب قد يسب ابنه فيسيء لاسم النبي صلوات الله عليه وآله.
جاء الطبقات الكبرى م5 ص51: أن عمر بن الخطاب جمع كل غلام اسمه اسم نبي فادخلهم الدار ليغير أسماءهم فجاء آباؤهم فاقاموا البينة ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سمى عامتهم فخلى عنهم.
خلّى عنهم عمر لأنه أُحرج بعدما اجتمع حوله الرجال وأقاموا البينة أن النبي صلوات الله عليه وآله سمّى عامتهم، وإلا فعل بهم كما فعل بالمغيرة بن شعبة وما تركهم.
يروي أخبارا عن مدح المخالفين لعبد الرحمن بن الحارث بن هشام حيث أنه ربيب عمر من جانب وناصر عائشة في الجمل من جانب آخر، وكانت تتمنى أن لا ترزق من النبي 10 ولد مقابله.
عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ابن أخي أبي جهل، كان اسمه طوال عهد النبي صلى الله عليه وآله إبراهيم، فكيف تحوّل اسمه إلى عبد الرحمن؟!
جاء في الطبقات لابن سعد م5 ص6: أن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام كان اسمه إبراهيم فدخل على عمر بن الخطاب في ولايته حين أراد أن يغير اسم من يسمى بأسماء الأنبياء فغير اسمه فسماه عبد الرحمن فثبت اسمه إلى اليوم.
يقول المخالفون حينما مضى النبي صلى الله عليه وآله كان ابن الحارث عمره 10 سنوات، أي 10 سنوات على الأقل كان يُسمى بإبراهيم فبدله عمر لعنه الله وعائشة لا تسميه إلا بهذا الاسم وكذلك الرواة. لا مبالاة بما قاله النبي الأعظم.
بعد هذا كله تأتي لتتبجح وتقول أنك على سنة النبي صلى الله عليه وآله؟! لو كنتم كذلك لسميتم إبراهيم بإبراهيم لا عبد الرحمن.
تحريم عمر التكني بأبي عيسى وتحريمه التسمية بأسماء الأنبياء مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وآله.
كنّى النبي صلى الله عليه وآله المغيرة بأبي عيسى وبينّا ذلك، أما التسمية بأسماء الأنبياء فقد قال صلوات الله عليه وآله: تسمّوا بأسماء الأنبياء.. وأقبحها حرب ومرة!" (سنن أبي داوود برقم 4950 ومصادر أخرى).
يقول النبي صلى الله عليه وآله أقبح الأسماء (حرب ومرة)، ومر معنا أن عمر أمر ابنه أن يكني نفسه بكنى منها (حرب ومرة). القبيح عند النبي صلوات الله عليه وآله حسن عند عمر، والحسن عند النبي قبيح عند عمر، ومضى المخالفون على ما قال عمر.
كان عمر مخالفا لسنة النبي صلى الله عليه وآله وهديه، ويخطئ النبي صلى الله عليه وآله، ولا يستحيي المخالفون أن يمضوا على سنة عمر ويدعون النبي صلى الله عليه وآله.
إن النبي صلى الله عليه وآله حينما ولد له ولد سمّاه (إبراهيم). كان عمر بن الخطاب جاهليا وعلى سنتها واعتقاداتها، وهذه حقيقة لابد أن يسلّم بها أهل الإنصاف.
في تفسير الطبري م18 ص104: قال خالد: وسمع عمر بن الخطاب رجلا يقول: يا ذا القرنين، فقال: اللهم غفرا، أما رضيتم أن تسموا بأسماء الأنبياء، حتى تسموا بأسماء الملائكة؟ فإن كان رسول الله قال ذلك، فالحق ما قال، والباطل ما خالفه.
منذ متى صار ذو القرنين من الملائكة؟! سيتبين بعد قليل، ثم هب أنه كان من الملائكة فما الإشكال أن يسمي الرجل ابنه باسم الملائكة؟!
لا يفرحن المخالف بهذه الزيادة فإنها ليست قول عمر بل هي من قول ابن إسحاق: فإن كان رسول الله قال ذلك، فالحق ما قال، والباطل ما خالفه.
ودليل ذلك ما رواه ابن هشام في سيرته: قال ابن إسحاق: الله أعلم أي ذلك كان، أقال ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم لا؟ فإن كان قاله، فالحق ما قال.
جاء في البداية والنهاية ج2 ص537: وأغرب من قال: ملكا (ذا القرنين) من الملائكة. وقد حكي هذا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فإنه سمع رجلا يقول لآخر: يا ذا القرنين، فقال: مه، ما كفاكم أن تتسموا بأسماء الأنبياء حتى تسميتم بأسماء الملائكة.
إن الاعتقاد بأن ذا القرنين ملك هو اعتقاد جاهلي كما جاء في المحاسن والمساوئ للبيهقي ويروي الشيخ الخبر وأخبارا أخرى من مصادر أخرى.
إن عمر كان ذو اعتقاد جاهلي مخادع ماكر يخالف سنة النبي صلى الله عليه وآله فلماذا تستبعدون أن يكون عمر مخالفا لأمر النبي صلى الله عليه وآله متعمدا؟!
إذا كان عمر على هذا النحو، فلماذا تستبعد أن يوّلي جاهليا مثله كمعاوية على الأقل إكراما لأمه لما كان بينهما؟!
الزهراء عليها السلام وروحي فداها حينما قامت للاعتراض على أبي بكر وعمر قالت: أفحكم الجاهلية يبغون؟!