ملخّص الليلة العشرون، وهي عبارة عن تغريدات نشرها مكتب الشيخ على موقع التواصل الاجتماعي تويتر:
إن كثيراً من الناس قد انشقوا عن أمير المؤمنين فمنهم من خان ومنهم من انصرف عنه عليه السلام ومل أيامه لما أظهره فيهن من صرامة في الحق وحزم في العدل.
إنا نلاحظ أن غالب الكبراء الدنيويين ككبراء العشائر ومن أطلق عليهم "أصحاب النبي" صلى الله عليه وآله غالبهم صاروا أعداءاً لعلي عليه السلام لأنهم ما تحملوا شدته في ذات الله.
إن عقيلاً الأخ الأكبر لأمير المؤمنين قد خانه وكان يعد شخصية كبيرة ذات ثقل إجتماعي لا يستهان به وهناك من خانه عليه السلام وقد كان يفوق عقيلاً في التأثير ويعلوه في المقام والمنزلة وهو عبد الله بن عباس الذي كان يعد عند عامة المسلمين ترجمان القرآن وحبر الأمة.
عبد الله بن عباس كان في ذلك الزمان يعد الرجل والمطاع الثاني في دولة أمير المؤمنين عليه السلام فهكذا أظهر نفسه سواءاً عند محبي علي أو مبغضيه.
إن المتتبع لسيرة عبد الله بن عباس يلتمس بجلاء أنه كان يجتهد في نصرة أمير المؤمنين عليه السلام وإظهار باطل أعدائه وإزهاق هذا الباطل فمن ذا يصدق أن الرجل الثاني في زمان أمير المؤمنين خانه تاليا!
ننتقي موقفاً من مواقف عبد الله بن عباس التي دافع فيها عن أمير المؤمنين عليه السلام من أنساب الأشراف للبلاذري المجلد الثالث في الصفحة الـ ٣٠٧ "لما قامت الحرب بين علي ومعاوية بصفين فتحاربوا أياما قال معاوية لعمرو بن العاص...".
إلى أن قال "فكتب إليه عبد الله بن عباس أما بعد فإني لا أعلم رجلا من العرب أقل حياءا منك، إنه مال بك إلى معاوية الهوى وبعته دينك بالثمن اليسير، ثم خبطت للناس في عشواء طخياء طمعا في هذا الملك، فلما لم تر شيئا أعظمت الدماء إعظام أهل الدين...".
إن من يقف على هذا الموقف من عبد الله بن عباس ومواقف كثيرة أخرى يجده شخصية إيمانية فذة لايمكن أن يستدرجها الشيطان لترتكب جريمة الخيانة والسرقة والإستيلاء على بيت مال المسلمين والتطاول على أمير المؤمنين عليه السلام والإنقلاب عليه.
إن عبد الله بن عباس كانت عنده ذات نقطة الضعف التي كانت عند أبيه وابن عمه عقيل وهي حب المال فهم أمام المال لا يمكن أن يصمدوا.
من اختيار معرفة الرجال "استعمل علي عليه السلام على البصرة عبد الله بن عباس، فحمل كل مال في بيت المال بالبصرة ولحق بمكة وترك عليا عليه السلام، وكان مبلغه ألفي ألف درهم".
إلى أن قال: "فصعد علي عليه السلام المنبر حين بلغه ذلك فبكي فقال: هذا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله في علمه وقدره يفعل مثل هذا، فكيف يؤمن من كان دونه، اللهم إني قد مللتهم فأرحني منهم، واقبضني إليك غير عاجز ولا ملول".
إن علياً عليه السلام كان كالجبل لا يهزه شيء فلم يبلغنا أنه حينما خرجت عليه عائشة مثلاً صعد المنبر وبكى لكن بكاءه عليه السلام مما فعله عبد الله ابن عباس كان بلا شك لجرح غائر جداً حيث الطعنة كانت بليغة وشديدة.
نداء لمن يترضى على عبد الله بن عباس ويتسمى بالتشيع إن هذا الذي أبكى إمامكم بعد ما خانه وطعن به في الظهر لأن همه كان بطنه وفرجه وقد صدق الأمير عليه السلام حينما قال "من كانت همته ما يدخل بطنه كانت قيمته ما يخرج منه" فهذه قيمة ابن عباس!
لماذا تجعلون عبد الله بن عباس عظيما؟ نحن نحارب الأفكار المغلوطة لدا أهل الخلاف وتقديسهم لأبي بكر وعمر وأضرابهما ممن لا يستحق التقديس وفي ذات الوقت تريدونا أن نغض الطرف عن نفس المرض في أوساطنا الشيعية!؟ فلا خير فينا إذاً!
إن قواعد آل محمد عليهم السلام ومعاييرهم ومقاييسهم تجري على الجميع القريب والبعيد فهذا أبو بكر البعيد نسباً عنهم نطبق عليه المعايير فنرفضه وابن عباس القريب نسباً نطبق عليه ذات القواعد والمعايير فنرفضه أيضاً وبهذا نكون من أهل العدالة والإنصاف.
نقرأ في رجال الكشي ما كتبه الأمير إلى ابن عباس: "فإني قد كنت أشركتك في أمانتي ولم يكن أحد من أهل بيتي في نفسي أوثق منك لمواساتي وموازرتي وأداء الأمانة إلي فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كلب...قلبت لابن عمك ظهر المجن وفارقته مع المفارقين وخذلته أسوء خذلان...".
إلى أن قال عليه السلام: "فكأنك لم تكن تريد الله بجهادك، وكأنك لم تكن على بينة من ربك، وكأنك انما كنت تكيد أمة محمد صلى الله عليه وآله على دنياهم، وتنوي غرتهم، فلما أمكنتك الشدة في خيانة أمة محمد أسرعت الوثبة وعجلت العدوة، فاختطفت ما قدرت عليه اختطاف الذئب...".
إن ابن عباس بحسب القرآن والسنة كان من الغاوين فإنا نقرأ في سورة الشعراء {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ} فهناك من يعبد صنماً وهناك من يعبد دنيا ومال.
نقرأ في الكافي الشريف: "عن أبي جعفر في قول الله: {فكبكبوا فيها هم والغاوون} قال هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره"وابن عباس تنطبق عليه هذه الصفة ففي كتابه لابن العاص قال "إنما طلبك للدنيا وطلبي لله" وهذا القول قد خالفه إلى غيره أخيرا.
إن قول العلامة المجلسي رضوان الله تعالى عليه هو القول الفصل في ابن عباس فقد قال: "قد انحرف عن أمير المؤمنين عليه السلام وذهب بأموال البصرة إلى الحجاز، ووقع بينه عليه السلام وبينه مكاتبات تدل على شقاوته وارتداده".
إن ذرية عبد الله بن عباس كانوا مثله ومثل أبيه كلهم دنيويون طامعون بالملك سفلة أنذال وهذا ما يفسر كيف كان ابن عباس قناة الإسرائيليات في الإسلام وحجم الإنحرافات التي أدخلها في الدين كانت أعظم وأضخم مما جاء به حتى أبو هريرة!
إن اللعنات لابد أن تصب في هذه الليالي على ابن عباس لا على ابن ملجم فحسب فلولاه لما تجرأ ابن ملجم على أمير المؤمنين! فإن ابن ملجم قتله بدعوى الثأر لمن قتل من المسلمين وهذه الحجة قد أخذها من ابن عباس الذي قال في آخر كتاب له "تلقى الله بدماء المسلمين".
أَمثل أمير المؤمنين عليه السلام يتهم بقتل المسلمين بغير حق!؟ الله أكبر! من الذي كان يقذفه رسول الله صلى الله عليه وآله في لهوات الحروب؟ من الذي لولا سيفه لما قام الدين ولا استقام؟
إن مولانا زين العابدين عليه السلام حينما سأله رجل عن قتل أمير المؤمنين عليه السلام المسلمين بغير حق بكى وقال: "ما قتل علي عليه السلام لا مؤمناً ولا مسلما".