ملخّص الليلة الرابعة والعشرون، وهي عبارة عن تغريدات نشرها مكتب الشيخ على موقع التواصل الاجتماعي تويتر:
ختمنا جلستنا البارحة بمقولة لأمير المؤمنين عليه السلام سمعت من دعائه وابتهاله إلى الله حيث قال: اللهم إني سرت فيهم بما أمرني رسولك وصفيك فظلموني، وقتلت المنافقين كما أمرتني فجهلوني.
لم تعرف الأمة علي عليه السلام وجهلت قدره. كرهوا عليا عليه السلام لأنه قتل المنافقين. كان يعاني عليه السلام من تفشي ظاهرة الجهل والجهالة التي أدت إلى أن يُجهل الإمام نفسه.
كان يعاني من الجاهلين الذين يعترضون على شدته على المنافقين وأوكار البغاة. أنكروا عليه شدته، وأنهم يريدون منه المصالحة مع المنافقين.
الاعتراض على شدة علي عليه السلام أودت إلى جهله. صار كل واحد منهم موجها للرأي العام فتشتت الكلمة وصار كل واحد منهم معه جماعة.
كانوا يخالفونه صلوات الله عليه وكانوا يتحدثون بلغة سلبية تؤدي إلى تثبيط العزائم بل إلى حدوث الانشقاقات، مما يسبب ارباكا عاما، فبدلا من أن يكونوا عونا له فإذا يتحولون إلى عناصر تخريبية من باعث الجهل والحماقة.
نضرب لكم مثالا: شخص لعلكم جميعا تسمعون عنه للمرة الأولى؛ هو أبو مسعود عقبة بن عمر البدري الخزرجي الأنصاري، هو شخصية ركيكة جاهلة تندفع بالجهل لمعاكسة الإمام الشرعي في توجهاته.
في سير أعلام النبلاء للذهبي م4 ص106: لما خرج علي استخلف أبا مسعود على الكوفة وتخبأ رجال لم يخرجوا مع علي فقال أبو مسعود على المنبر أيها الناس من كان تخبأ فليظهر فلعمري لئن كان إلى الكثرة إن أصحابنا لكثير وما نعده قبحا أن يلتقي هذان الجبلان غدا من المسلمين، فيقتل هؤلاء هؤلاء وهؤلاء هؤلاء حتى إذا لم يبق إلا رجرجة من هؤلاء وهؤلاء ظهرت إحدى الطائفتين ولكن نعد قبحا أن يأتي الله بأمر من عنده يحقن به دماءهم ويصلح به ذات بينهم.
يقول أبو مسعود "إذا لم يبق إلا رجرجة من هؤلاء وهؤلاء" أي أراذل هؤلاء وأراذل هؤلاء. وقول أبي مسعود "يأتي الله بأمر من عنده يحقن به دماءهم ويصلح به ذات بينهم" يحكي كأنه يحب وحدة المسلمين.
أبو مسعود كان خليفة الإمام علي عليه السلام في الكوفة فيتحدث بقول كهذا خاطبا بالمسلمين. قوله يسبب إرباكا في المجتمع فيعزف البعض عن القتال مع عليه إذ يقولون إن كان خليفته غير مقتنع بتلك الحرب فكيف نشارك؟! الناس بطبيعة الحال ميالون لهذا القول.
من يكون واعيا آنذاك هو ذاك الذي يستجيب لنداء الجهاد. من يقول أن كل داعية للمصالحة والسلام هو على حق دائما؟!
نادى السادات بالمصالحة والسلام منذ السبعينيات، ومضى على قوله ياسر عرفات وصوّر مع إسحاق رابين وصالحت المنظمة الفلسطينية، ثم ما الذي حدوث؟ ضاعت القدس وبيت المقدس وفلسطين والمسلمون لم يحركوا شيئا! أين الملايين؟! ليس لهم الآن سوى الأغاني.
بل نجد علاقات منفتحة مع الكيان الصهيوني إذ صار كل شيء على المكشوف. زيارات متبادلة بين "السعودية" والكيان الصهيوني وعلاقات مزدهرة على المكشوف.
في ضجة خبر نقل السفارة الأمريكية إلى القدس شاهدت برنامجا يقول فيه محلل صهيوني لمست فيه الصدق حيث قال تعالوا يوم السبت سرا أريكم مسؤولي السلطة الفلسطينية كيف يسكرون ويعربدون وهم لا يريدون أن تقام دولتهم لأنهم سينحصرون فيها ولا يتمكنون من المجيء "لإسرائيل" للسهر.
لا ينبغي على أمتنا أن تنخدع بكل من يرفع شعار السلام والوئام والمحبة والوحدة الإسلامية. على فرض أن صاحب الدعوة مخلص ومؤمن ولكن بدعوته قد تنتعش جبهة الأعداء.
في المعجم الكبير للطبراني برقم 521: لما خرج علي إلى صفين استخلف أبا مسعود على الكوفة وكان رجال من أهل الكوفة استخفوا عليا فلما خرج ظهروا وكان ناس يأتون أبا مسعود فيقولون قد والله أهلك الله أعداءه وأظفر المؤمنين، فقال أبو مسعود: إني والله ما أعده ظفرا ولا عافية أن تظهر إحدى الطائفتين على الأخرى قالوا: فمه؟ قال: يكون بين القوم صلح فلما قدم علي ذكروا ذلك له فقال علي اعتزل عملنا قال وذاك مه؟ قال إنا وجدناك لا تعقل عقلة قال: أما أنا فقد بقي من عقلي ما أعلم أن الآخر شر.
قال خسيس يدور في فلك النظام الإيراني: نقدم ولاية الإمام علي ثمن بخس للوحدة الإسلامية، وقال أمثالها رفسنجاني وغيره.
هو الغدر بعلي عليه السلام أن يقول رجال لهم مكنة ودولة ويزعمون أنهم من شيعته ويتحدثون بمنطق أبي مسعود.
منطق القعود عن نصرة الحق ومحاربة الباطل والدعوة للصلح مع المنافقين والمنحرفين والبغاة هو منطق غير العقلاء (الجهلة).
أبتدأت معكم من بداية شهر رمضان المبارك أتحدث إليكم عن كيفية خذلان الأمة لأمير المؤمنين عليه السلام حيث كان على وشك أن يقضي على المنافقين والبغاة والطغاة فما استطاع تحقيق ذلك بسبب الخيانة الداخلية.
الذين خانوا أمير المؤمنين عليه السلام كانوا على أنواع: منهم من باعه طمعا ما في أيدي طاغية كعقيل وعبيد الله بن العباس حيث ذهبا لمعاوية، أو باعه بالمال كعبد الله بن العباس حيث سرق أموال البصرة وهرب، أو باعه بسبب جهله كأبي مسعود البدري الخزرجي الأنصاري.
الحريص على الوحدة الزائفة والحريص على عدم سفك الدماء فينتعش الطغاة هو عند أمير المؤمنين عليه السلام لا عقل له.
يجب علينا أن ننظر في المخرجات فإن كانت المخرجات قامعة للباطل وأهله فنحن معك، وإن كانت المخرجات معززة للباطل وأهله فإننا ضده.
دعا حسن نصر الله قبل سنوات كردة فعل على جهودنا دعا المراجع من الطرفين أن يعلموا "ميثاق شرف" يتفق عليه الفريقين في تحريم سب رموز الطائفتين. يا أحمق مخرجات قولك تكون ترسيخ الباطل وإماتة الحق.
ما دعا إليه حسن نصر الله ستكون مخرجاتها مرسخة للباطل مميتة للحق حيث سيختفي سب الظالمين وسيعظم البكري برموزه فيتحول الشيعة إلى بترية ثم إلى بكرية، وسمعنا من أخ تشيع قبل ليلتين أن أهله كانوا شيعة ثم صاروا بترية فانقلبوا إلى بكرية!
أنتم جبهة المقاومة والممانعة ضد الكيان الصهيوني وجبهة المصالحة مع السقيفة، ونحن جبهة مقاومة وممانعة ضد الكيان الصهيوني وضد السقيفة. موقفنا واحد ومبدأنا واحد. أنت وظيفتك في الأصل أن تكون رجل دين وداعية.
أنت وظيفتك في الأصل أن تكون رجل دين وداعية. يقول النبي صلى الله عليه وآله من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية فهل دعوت أحدا للتشيع؟! هل شيعت أحدا؟! هو بنفسه يقول أن هداية الناس ليس في جدول اهتماماته.
لو افترضنا جدلا أن حسن نصر الله كان ذا نية سليمة وصادق في دعواه فأقل ما يقال فيه أن لا عقل له حاله كحال أبي مسعود. فكيف إذا كان منحرفا لا دين له حيث دان بإمام جائر والدائن بإمام جائر لا دين له كما جاء في الحديث.
الحريص على المصالحة ومنع سفك الدماء المفضي إلى انتعاش جبهة لا عقل له، لا عقل له فلو كان له عقل لالتفت لقول الله تعالى: قاتلوا التي تبغي، ولقول النبي صلى الله عليه وآله المخبر عن قتال علي للناكثين والقاسطين والمارقين، ولقول أمير المؤمنين عليه السلام الذي ولّاه.
أنت مع أي طرف تكون؟ ومن تختار؟ لو طبقنا هذه الأبحاث على واقعنا اليوم لانحل كثير من المشكلات، فالتاريخ يعيد نفسه. لو أن الأمة ذهبت مع أبي مسعود الأنصاري لكانت كلفة الدماء أكثر.
لو تخيلت حرب صفين التي استمرت 3 أشهر ونظرت إلى الجماجم والقتلى والدماء التي سالت، لدخل عليك الشيطان وسوّل لك واستغل رهبة الموقف فترى عليا عليه السلام أخطأ في هذه الحرب. هذا قول الأحمق. فلو لم تمض تلك الدماء لرأينا دماء أكثر تجري.
لو أن الحرب استمرت وقتل أمير المؤمنين عليه السلام معاوية لما جاءت دولة بني العباس وبني أمية وبني عثمان ولما جاءت هذه الدول والجماعات الإرهابية. بلغ الإرهاب كل بقاع العالم.
كلما ازداد البكري تدينا صار إرهابيا أكبر، وكلما ازداد الشيعي تدينا صار أحرص على حقن الدماء أكثر. استمع للخطاب البكري والخطاب الشيعي، ومنها كتاب السيد السيستاني في توصياته للحشد الشعبي بعد الفتوى التي أطلقها ضد داعش.
كل إنسان منصف يرى المعادلة جيدا؛ كلما ازداد الشيعي تدينا كلما ازداد أحرص على حقن الدماء أكثر، وكلما ازداد البكري (وإنصافا لا أقول الكل) تدينا كلما صار إرهابيا أكثر.
من تختار؟ تختار عليا عليه السلام؟ أم تختار أبا مسعود البدري؟ الواقع امتداد للتاريخ، فهناك خط المواجهة الذي هو امتداد لخط علي عليه السلام، وهناك امتداد لخط أبي مسعود البدري، وامتداد لخط معاوية، فمن تختار؟
في العالم الشيعي تجد أصحاب العالم الثاني والثالث والرابع تختار المهادنة إذ يطلبون عدم المواجهة والمصادمة والنقاش مع الطرف الآخر.
بعض الشيعة صحيح أنهم يعارضوننا ولكنهم يقولون لابد من وجود قناة أو اثنتين تلجم النواصب. هناك شخصية معروفة مرموقة من جماعة السيد السيستاني غير مسموح لي بذكر اسمها قالت إذا غضبت من قنوات النواصب شاهدت قناة فدك ليبرد قلبي.
ينكر علينا البعض أننا نوجه سهامنا ضد الجبهة الداخلية، فأقول لعلها هي الأولى إذ أن العدو الخارجي مشخص معروف أو العدو الداخلي فهو الذي ينخر من الداخل فيهدم.