• في أمالي الشيخ الطوسي رضوان الله تعالى عليه برقم 1082 بسنده عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني الرازي في منزله بالري ... علي بن أبي طالب قال: قلتُ أربعا أنزل الله تعالى تصديقي بها في كتابه: قلت: المرء مخبوء تحت لسانه، فإذا تكلم ظهر، فأنزل الله تعالى ﴿ولتعرفنهم في لحن القول﴾ قلت: من جهل شيئا عاداه، فأنزل الله: ﴿بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله) قلت: قدر - أو قال: قيمة - كل امرئ ما يحسن، فأنزل الله في قصة طالوت: ﴿إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم﴾ قلت: القتل يقل القتل، فأنزل الله: ﴿ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب﴾.
• لعل أحداً من المخالفين يقول بماذا إذن تستكرهون وتستبشعون ما ورد عندنا من أحاديث فيها أن عمر بن الخطاب قال مقولات أنزل الله تعالى تصديقها في كتابه؟! إذا أجزتم للإمام علي عليه السلام، فلماذا لا تجيزونها لإمامنا عمر؟
• نقول في الجواب: أن هناك فرقا فيما بينهما. أولًا إن هذا عليٌ وذاك عمر ضاعف الله عذابه. وعلي من بيت أهل النبوة وباب مدينة علم النبي صلى الله عليه وآله وما خالفه قط ومعصوم ألخ.. أما عمر في المقابل فهو من المنافقين وممن خالف الله ورسوله في موارد شتى من أبرزها "رزية الخميس".
• ثم إن الأحاديث التي تروونها يا أهل الخلاف في شأن تصديق الله لمقولات عمر تختلف عن الأحاديث التي نرويها في تصديق الله لأمير المؤمنين علي عليه السلام، فإنها لم ترد فيها ألفاظ القرآن الحكيم بذاتها وتراكيب الآية وعينها كما هو واضح في الرواية السابقة.
• كما أنكم تروون ذلك عن عمر بن الخطاب نفسه كما جاء في صحيح البخاري برقم 402 عن أنس بن مالك قال: قال عمر بن الخطاب وافقت ربي في ثلاث، فقلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى.
• فنزلت واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وآية الحجاب، قلت يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن فإنه يكلمهن البر والفاجر فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه فقلت لهن عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن فنزلت هذه الآية.
• وفي تفسير الطبري برقم 1635 عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: إن يهوديا لقي عمر فقال له: إن جبريل الذي يذكره صاحبك، هو عدو لنا. فقال له عمر: (من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين). قال: فنزلت على لسان عمر.
• وفي تفسير السيوطي م6 ص94، وأخرج الطيالسي وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أنس قال: قال عمر وافقت ربي في أربع، (...) ونزلت (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين) (ثم أنشأناه خلقا آخر) فقلتُ أنا: (فتبارك الله أحسن الخالقين) فنزلت (فتبارك الله أحسن الخالقين).
• يقول الله (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) فرسالة نبينا صلى الله عليه وآله للعالمين رحمة، مع أن تاريخ النبوة المحمدية فيه من الحروب ما فيه، منذ أن بدأ النبي دعوته، ومعنى ذلك أن هذه الحروب في حقيقتها وكنهها رحمة ما دامت في مواردها الأخلاقية.
• إن الإسلام ليس ذلك الدين السلبي والتغافلي الذي يتغافل عن تحديات الواقع، بل هو ذلك الدين الإيجابي المتصدي بقوة وشجاعة لتحديات الواقع. إنه ليس ذلك الدين الذي يرسم نظرية هلامية يبقيها طي الكتب والدفاتر دون أن يتصدى فعليا لتطبيقها على أرض الواقع.
• إن سيف رسول الله صلى الله عليه وآله كان رحمة للعالمين. ولا يمكن لأحد يحترم عقله ويحترم أصول البحث العلمي إلا أن يقر بهذه الحقيقة وهو أن حروب رسول الله كانت حروبا أخلاقية ونظيفة وأسهمت في استتباب الأمن والسلام في تلك الجزيرة التي كانت غارقة في الهمجية والدم.
• لو دعا أحد إلى الحرب ورفع لوائها لجاء بعض السذج وقالوا بأن هذا الإنسان دموي وبشّعوه في أعين العامة لأنه يدعو إلى الحرب، والمفروض أنه يدعو إلى السلام! إن عليكم أن تنظروا إلى غايته من تلك الدعوة.
• يقول الله تعالى (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) .. ما هو لباس التقوى؟ يفسّر ذلك مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له.
• قال الشريف الرضي في نهج البلاغة برقم 27 قد قالها يستنهض بها الناس حين ورد خبر غزو الأنبار بجيش معاوية فلم ينهضوا، وفيها يذكر فضل الجهاد، ويستنهض الناس، ويذكر علمه بالحرب، ويلقي عليهم التبعة لعدم طاعته.