• إن التقوى ليست في الحلم والتواضع والتخشع ونحو ذلك فحسب؛ إنما هي في الجهاد أيضًا والحرب والمصادمة والمواجهة.
• إنها إذ كانت لباس التقوى كما في قوله تعالى (ولباس التقوى) فإنها لها من المصاديق ما لها، ومن أبرزها ما قاله أمير المؤمنين عليه السلام وبيّنه وهو الجهاد.
• إن الإنسان الذي يلبس لباس العلم والتقوى، ليس يراد من لابسه أن يلتزم بشيء من العبادات والواجبات والمستحبات وأن يبتعد عن كل ما فيه شبهة مثلا، بل يراد منه مضافا لما تقدم أن يبدأ حربا ومواجهة مع العدو.
• إن العالم تعددت فيه صور الكفر والفساد والانحراف، فلابد من محاربة هذه الصور ومواجهة هذا الواقع المريض، وهذه هي الحرب، كمحاربة الفكر الإلحادي وما أشبه.
• إذا رأى المعمم أن هناك فئة من البشر توجب على نفسها وعلى غيرها احترام شخصيات ساقطة الاحترام شرعا، يجب عليه أن يتحرك وأن يحارب هذه الفكرة، ولا يجوز له أن يقعد مع القاعدين ولا يبالي ويكتفي بنفسه وأهله!
• قال أمير المؤمنين عليه السلام: فقبحا لكم وترحا حين صرتم غرضا يرمى، يُغار عليكم ولا تَغيرون، وتُغزون ولا تَغزون، ويُعصى الله وترضون.
• بعض المعممين تراه يبرر لأهل المعاصي ويداهنهم ويشرعن لهم ما يفعلون، كل ذلك استمالة لقلوبهم ورغبة لما في جيوبهم وسعيا للشهرة والرفعة الاجتماعية من ورائهم، إنه بلاء ومرض أصيبت به قطاعات واسعة من طبقة رجال الدين.
• إن المعمم الحقيقي هو الذي يحارب ويواجه، ولا يرضى أن يعصى الله عز وجل، وتجده غير مستقر إذا رأى شهرة المعاصي بهذا الشكل؛ فكيف لو كانت هذه المعاصي من قبيل البدع التي ترسخت في المجتمع.
• يفترض هنا أن لا يكون له قرار ولا يسكن ولا يهدأ حتى يسعى بملئ جهده لاقتلاعها وإن كانت قد تجذرت في أقوام وفي طوائف، وهذا دورك وإلا لا تعتمر العمامة.
• إن أمير المؤمنين عليه السلام لام أصحابه الذين قعدوا عن الجهاد وتثاقلوا عنه فبعدما بيّن أن الجهاد هو درعه الحصينة ولباس التقوى؛ دعا عليهم فقال: فقبحا لكم وترحا حين صرتم غرضا يرمى يُغار عليكم ولا تَغيرون، وتُغزون ولا تَغزون، ويُعصى الله وترضون.
• إن السكون الدائم والموادعة الدائمة دون الإغارة والغزو الفكري ليس من التقوى في شيء.
• إن المتقي الحقيقي هو الذي يحارب ولا يقبل باستمرار حالة السكون والموادعة، لأن هذه الحالة إن استمرت سوف تستجلب الذل كما حصل في واقع أمتنا الشيعية مع الأسف.
• رغبت الشيعة بالموادعة فقط، حتى إذا ما قام أحد منا وأعلى صوته في سبيل الله وأغار فكريا على الآخرين وعرض مثالب أئمتهم وسخف معتقداتهم ألخ.. قيل له أنت تحدث الفتنة ويحارب ويضيّق عليه ويبهت ويظلم.
• بسبب كل ذلك دفعت الأمة الشيعية الثمن باهظا، وتمثل ذلك بالذل، وكل هذا مصداق لقول أمير المؤمنين عليه السلام في كتاب الغارات للثقفي (يأتي الذل من وادع، غلب المتخاذلون).