بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
قال تعالى:(وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ، فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ ) هل يستشف من الآية اختلاف الحكمين وأفضلية حكم سليمان عليه السلام وإن كان ذلك صحيحا فلماذا كان حكمه أفضل ، أم أنه حكم واحد واختلاف في التطبيق ،كما وجهه بعض المفسرين أم أن لها توجيه آخر وما هو؟
أفيدونا جزاكم الله عن محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين كل خير
باسمه تعالى شأنه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى أحزان أهل البيت (عليهم السلام) في شهر صفر. جعلنا الله وإياكم ممن يثأر لهم مع ولدهم المنتقم الحجة أرواحنا فداه وعجل الله تعالى فرجه الشريف.
التوجيه الصحيح والذين نطقت به الروايات الشريفة هو أن الحكم قد نُسخ، فإن داود (عليه السلام) حكم بحكم الأنبياء قبله، وسليمان (عليه السلام) حكم بحكم الأنبياء بعده، وذلك في شأن الغنم إذا أفسدت بستانا. وقد أراد الله تبارك وتعالى أن يبيّن للناس هذا النسخ، فأجرى هذه الواقعة بين النبيّيْن (عليهما السلام) ليظهر ذلك أمام الكافة ولا ينسوه. ولا يعني هذا أن حكم سليمان أفضل من حكم داود، أو العكس، بل إن كلا منهما عالم بما يصنع وأن الأمر لا يعدو تثبيت حكم النسخ من خلال هذا الإظهار.
رزقكم الله تعالى تحصيل دقائق العلوم ببركة الولاية لمحمد وآل محمد صلوات الله عليهم. والسلام.
الخامس والعشرين من شهر صفر لسنة 1427 من الهجرة النبوية الشريفة.