السلام عليكم
ما رأيكم بالروايات التي تقول بأن الامام علي أرسل الحسن والحسين ليدافعا عن عثمان؟
وشكرا لكم
محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد سيد الشهداء ومولى الأحرار الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).
لم يرسلهما الإمام (عليه وعليهما السلام) للدفاع عن الطاغية عثمان (لعنه الله) بل للحفاظ ما أمكن على عدم إراقة الدماء ووقوع الفتنة التي تمخّضت عنها حروب ثلاث هي الجمل وصفين والنهروان، فقد كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يعلم أنه لو قُتل عثمان لصار ذلك حجة للطلب بدمه فتقع حرب الجمل ثم حرب صفين ثم يخرج الخوارج بسبب التحكيم في حرب النهروان، فكل هذه الحروب ما هي إلا آثار وتبعات لذلك الأمر، فكان الأولى استبقاء عثمان وخلعه وتسليم الأمر إلى الخليفة الشرعي علي بن أبي طالب (عليهم السلام) حتى تُتجنَّب تلك الحروب الدامية، وهذا هو ما دفعه لأن يرسل الحسنين (عليهما السلام) ليقفا على باب الدار حفظاً للصالح العام، وإلا فإن عثمان مهدور الدم شرعاً ولذا لم يقتص أمير المؤمنين (عليه السلام) من أحد من قتلته رغم أن بعضهم كان من كبار قادة جيشه وأصحابه.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
ليلة 26 محرم الحرام 1431