لماذا يحرم الشيعة أكل السمك الميت في الماء؟ وما هي الرواية أو الحديث الذي يدل على هذا الموضوع؟
وما قولكم في الحديث المنسوب للنبي (ص) وهو عندما سئل عن البحر قال (هو الطهور ماؤه الحل ميتته) ألا يتعارض هذا الحديث مع فتوى الشيعه؟
عبد الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسعد الله أيامنا وأيامكم.
أفاد سماحة الشيخ أن من تلك الروايات رواية علي بن جعفر عن أخيه الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام، قال علي: ”سألته عن سمكة وثبت من نهر فوقعت على الجُدِّ (أي الشاطئ) من النهر فماتت هل يصلح أكلها؟ قال عليه السلام: إن أخذتها قبل أن تموت ثم ماتت فكُلها، وإن ماتت قبل أن تأخذها فلا تأكلها“. (وسائل الشيعة - الباب 34 من أبواب الذبائح - الحديث 1).
ومنها الرواية عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام) أنه سُئل: ”السمك ميتة؟ قال عليه السلام: إن السمك ذكاته إخراجه من الماء ثم يُترك حتى يموت من ذات نفسه، وذلك أنه ليس له دم، وكذلك الجراد“. (وسائل الشيعة - الباب 31 من أبواب الذبائح - الحديث 8).
ومنه تعرف أن معنى ”الحل ميتته“ تركه يموت من ذات نفسه بعد الإخراج من البحر، وذلك أنه ليس له دم، فلا تحتاج تذكيته إلى فري الأوداج كما في غيره من حيوانات البر.
ولو أن أهل الخلاف رجعوا إلى أئمة أهل البيت النبوي (صلوات الله عليهم) لعرفوا معاني الأحاديث النبوية الشريفة، لأن أهل البيت أعرف بشريعة جدهم (صلى الله عليه وآله) من غيرهم. إلا أن أهل الخلاف أعرضوا عنهم وأعرضوا عن وصية النبي (صلى الله عليه وآله) باتباعهم حين قال: ”إني مخلف فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي“. (صحيح مسلم ج7 ص122 وسنن الترمذي ج2 ص307 وسنن الدارمي ج2 ص432 ومسند أحمد ج3 ص14 وج4 ص366 ومستدرك الحاكم ج3 ص109 وغيرها كثير كثير بألفاظ متقاربة).
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
ليلة 18 ربيع الأول 1431