بسم الله الرحمان الرحيم
شيخنا العزيز
مامدى صحة الرواية التي تنسب الى الامام علي ع
لو فعلها بنو الأصفر لوضعت يدي في يد معاوية؟
و ماهو مصدرها ؟ و ماهو تفسيرها ؟
هل صحيح أن الأئمة ع كان يدعون بالنصر و التوفيق لجيوش بني أمية خلال الفتوحات التي قاموا بها ؟
و بارك الله فيكم
مستبصر من تونس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بمراجعة الشيخ أفاد أن ذلك كله من الأكاذيب ودعايات البترية والأحزاب المنحرفة حيث لم يرد مثل ذلك في أي مصدر معتبر. بل دلت السيرة والأحاديث الشريفة على أن قتال البغاة مقدّم على قتال الكفار لأن الخطر الداخلي أعظم شراً من الخطر الخارجي. ولذا قال مولانا الإمام الحسين (عليه السلام) لمعاوية حين كتب إليه يحذره من الفتنة التي تسبب ضعف الأمة واستقواء أعدائها بحسب ادعائه: «إني لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأمة من ولايتك عليها، ولا أعلم نظراً لنفسي ولديني ولأمة جدي أفضل من أن أجاهدك» (الاحتجاج للطبرسي ج2 ص21 وبحار الأنوار للعلامة المجلسي ج44 ص213)
ولما سأل أبو بكر الحضرمي مولانا الإمام الصادق عليه السلام: «أهل الشام شر أم أهل الروم؟ قال عليه السلام: إن الروم كفروا ولم يعادونا، وإن أهل الشام كفروا وعادونا»! (الكافي الشريف للكليني ج2 ص410)
وقد أخرج ابن شهراشوب عن مولانا الإمام الباقر عليه السلام: «أنه ذكر الذين حاربهم علي عليه السلام فقال: أما إنهم أعظم جرما ممن حارب رسول الله صلى الله عليه وآله! قيل: وكيف ذلك يابن رسول الله؟ قال: أولئك كانوا أهل جاهلية، وهؤلاء قرؤوا القرآن وعرفوا أهل الفضل، فأتوا ما أتوا بعد البصيرة». (مستدرك الوسائل للميرزا النوري ج11 ص66)
ولذا أفتى فقهاؤنا بجواز الاستعانة بأهل الذمة في قتال أهل البغي. قال المحقق الحلي رضوان الله تعالى عليه: «وللإمام أن يستعين بأهل الذمة في قتال أهل البغي». (شرائع الإسلام للمحقق الحلي ج1 ص266)
ومعاذ الله أن يكون الأئمة من آل محمد (عليهم السلام) يدعون بالنصر والتوفيق لجيوش بني أمية الذين كانوا يغزون من أجل توسيع رقعة سلطان خلفاء الجور وجلب مزيد من الغنائم والجواري لهم لا أجل لنشر كلمة الإسلام، إنما كان الأئمة (عليهم السلام) يدعون بالنصر لحماة ثغور بلاد المسلمين فقط، وهم أولئك المرابطون الذين كانوا يحرصون على حماية حدود المسلمين المستضعفين من حملات الكفار والبغاة على السواء.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
2 رجب 1431