السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل على محمد و آل محمد
هل هناك زوجه من زوجات الرسول قد تزوجت من بعده و اذا الاجابه نعم من تكون
و هل هناك ايه قرآنيه تمنع ذلك
و شكرا
محمد دشتي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله لكم الأجر في مصابنا الجلل بسيدنا ومولانا أبي عبدالله الحسين عليه السلام وأهل بيته وأنصاره وسبي نسائه وعياله , جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأره مع إمام هدى منصور من أهل بيت محمد عليهم الصلاة والسلام.
نعم هناك أكثر من زوجة من زوجاته (صلى الله عليه وآله) تزوجت من بعده زواجا باطلا هو بمنزلة الزنى. منهن قتيلة بنت قيس الكندية. إرتدت من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ونكحت عكرمة ابن أبي جهل من بعده.
ـ قال تعالى : "وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا (53)" سورة الأحزاب.
لاحظ الزيادة في تغليظ وتأكيد الحرمة بقوله تعالى "أبدا". أي لا يحل ولا يجوز ذلك لأحد مطلقا ولا بأي حال من الاحوال. ولكنّ القوم زوجوا قتيلة بنت قيس بفتوى من أبي بكر لعنه الله بحجة أنّ رسول الله لم يدخل بها!
قال تعالى: "النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ" هذه الاية ليس فيها أي تشريف مطلق، إنما المراد بها هو بيان أنه يحرم على المؤمنين الزواج بنساء النبي من بعده (صلى الله عليه وآله) كما يحرم عليهم الزواج بأمهاتهم إلى الأبد. ومع ذلك فإن بعضاً من أزواج رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد نكحن الرجال بعده رغم أنه لم يطلقهن! كقتيلة بنت قيس الكندية التي سمح أبو بكر بن أبي قحافة بزواجها من عكرمة بن أبي جهل بدعوى أنه لم يدخل بها وقد ارتدّت بعده! وهذا خلاف حكم الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) لأن زوجة الأب حتى إنْ لم يدخل بها تكون محرمة على أبنائه إلى الأبد، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) أعظم في الحرمة من آبائنا كما قال ال رسول الله صلوات الله وسلامه عليهم حين ذكروا قضية الكندية لعنها الله.
ـ شكرا لتواصلكم
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
12 صفر 1432