بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و ال محمد آل الله
و اللعنة الدائمة و الوبيلة على أعدآئهم و ظالميهم أعدآء الله إلى يوم لقآء الله .
سلام عليكم
ما هو السر الالهي لاختيار كربلاء ارضا يستشهد عليها الامام السبط عليه السلام ؟
و هل لها خصوصية مسبقة أم ان قدسيتها حادثة بعد استشهاد ابي عبد الله الحسين عليه السلام ؟
جزاكم الله خير الجزاء حفظكم الله وسدد خطاكم في خدمة الدين والمذهب والسلام عليكم
باسمه جل ثناؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد سيدنا ومولانا أبي عبد الله الحسين واستشهاد أهل بيته وأصحابه عليهم جميعا أفضل الصلاة وأتم السلام، جعلنا الله وإياكم من الثائرين الطالبين بدمائهم مع المنتقم لهم مولانا صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف.
قد وردت عدة روايات في أن أرض كربلاء لها خصوصية مسبقة وأنها مفضلة على سائر البقاع لتواضعها لله تعالى فجزاها خيرا بأن جعلها مرقد وليه الحسين (صلوات الله عليه) وقطعة تزف إلى الجنة لتكون أفضل أرض فيها. فمن تلك ما عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: ”خلق الله تبارك وتعالى أرض كربلاء قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام، وقدَّسها وبارَك عليها، فما زالَتْ قبل خلْق الله الخلق مقدّسة مباركة، ولاتزال كذلك حتّى يجعلها الله أفضلَ أرْض في الجنّة وأفضل منزل ومسكن يسكن الله فيه أولياءه في الجنّة“. (كامل الزيارات ص279).
ومنها ما عن الصادق عليه السلام: ”زوروا كربلاء ولا تقطعوه، فإنّ خير أولاد الأنبياء ضمنته، ألا وإن الملائكة زارَتْ كربلاء ألف عام من قبل أن يسكنه جَدِّي الحسين عليه السلام، وما مِن ليلة تمضي إلاّ وجبرئيل وميكائيل يزورانه“. (المصدر نفسه).
ومنها ما عن الصادق عليه السلام أيضا: ”إنَّ اللهَ تبارَك وتعالى فضّل الأرضين والمياه بعضها على بعض، فمنها ما تفاخَرَتْ ومنها ما بَغَتْ، فما مِنْ ماءٍ ولا أرض إلاّ عوقبت لتركها التَّواضع لله حتّى سلّط اللهُ المشركينَ على الكَعبة، وأرسل إلى زَمزم ماءً مالحاً حتّى أفسد طعمَه، وإنَّ أرض كربلاء وماء الفُرات أوَّلُ أرض وأوَّلُ ماء قدَّس اللهُ تبارك وتعالى، فباركَ الله عليهما فقال لها: تكلّمي بما فضّلك الله تعالى فقد تفاخرتِ الأرضون والمياه بعضها على بعض؟! قالت: أنا أرض الله المقدَّسة المباركة؛ الشِّفاء في تُربتي ومائي، ولا فخر، بل خاضعة ذليلة لمن فعل بي ذلك، ولا فخر على مَن دوني، بل شُكراً لله. فأكرمها وزاد في تواضعها وشكرها الله بالحسين عليه السلام وأصحابه“. (المصدر نفسه).
أنار الله دربكم بمحمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم. والسلام.
الثاني من شهر صفر الأحزان لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.