يقول السيد كمال الحيدري حلقة أمس في برنامجه الأطروحة المهدوية وهو في صدد شرح حديث
"لا تجتمع أمتي على ضلالة"
قال أن أهل البيت عليهم السلام بذلك إنما يعتبرون أقوال كبار المخالفين إذا وافق قولهم عليهم السلام وليس كما يقوله البعض بأنهم أي الأئمة عليهم السلام يسفهون آراء كبار أهل الخلاف؟
علي جواد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
ـ إن صحّ ما نقلتموه عن المذكور فهو كاذب على محمد وآله الاطهار عليهم الصلاة والسلام.
آل رسول الله صلى الله عليه وآله قد سفّهوا دين المخالفين كله لا فقط رموزه وكون بعض أقوالهم توافق ما قال آل رسول الله هذا لايعني أنهم ليسوا على ضلال ولا يعني انهم محترمون عند آل رسول الاطهار صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين!
عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : (إطلبوا العلم من معدن العلم و إياكم والولائج فهم الصدادون عن الله)
آل رسول الله صلى الله عليه وآله لم يسفهوا مخالفيهم فحسب بل علمونا أن نتقرب إلى الله بالبراءة منهم كما في نص الزيارة الجامعة الشريفة: ( وأبرأ من كل وليجة دونكم, وكل مطاع سواكم)
يقول مولانا الصادق في شأن كبير كهنة القوم الحسن البصري:
(فليذهب الحسن يمينا وشمالا فوالله ما يوجد العلم إلا هاهنا)
فهل البراءة من كل من خالفهم تدل على احترام؟ هي فوق مستوى التسفيه. هي إقصاء تام لهم.
اما الحديث الذي استدل به ذلك الجويهل وفسره على هواه فهو لعمري عما قريب يفضحه ويُكذّب مدعاه إذ الامام العسكري عليه السلام يبين فيه معنى حديث تأوله اهل الخلاف على غير وجهه الصحيح
يقول الامام العسكري عليه السلام:
(وعلى تصديق ما أنزل الله مهتدون لقول النبي صلى الله عليه وآله : لا تجتمع أمتي على ضلالة ، فأخبر النبي صلى الله عليه وآله أنّ ما اجتمعت عليه الامة ولم يخالف بعضها بعضا هو الحق ، فهذا معنى الحديث لا ما تأوله الجاهلون ، ولا ما قاله المعاندون من إبطال حكم الكتاب ، واتباع حكم الاحاديث المزورة ، والروايات المزخرفة ، واتباع الاهواء المردية المهلكة التي تخالف نص الكتاب وتحقيق الآيات الواضحات النيرات ونحن نسأل الله أن يوفقنا للصواب ، ويهدينا إلى الرشاد )
(بحار الانوار: ج5,ص 22,21)
فليخبرنا ذلك الجويهل من يقصد الامام بقوله (الجاهلون’ المعاندون)؟ كل هذا التسفيه والتحقير لمن؟ أليس لمخالفيهم؟
أليسَ المخالفون هم الذين يعملون بالرأي في مقابل النص مستندين الى هذا الحديث وامثاله بتأويلهم الباطل له؟ فرد عليهم الامام ووصفهم بالجاهلين المعاندين وبين حقيقة هذا الحديث وهو يعني أنّ الحق هو ما اجتمعت عليه الامة ولم يخالف بعضها بعضا.
تفسير الامام هذا ينسف معتقدهم بأكمله حيث نحن وهم متفقون على فضل آل رسول الله الاطهار وعدالتهم فهذا حق ولكننا لسنا نجتمع على كون خلفائهم الذين يوالونهم عدولا! بهذا يسقط معتقدهم كله ويثبت فقط التشيع لمحمد وآله الاطهار
يحتاج هذا الرجل الجويهل المعاند دروسا مكثفة في المقدمات الحوزوية.
وفقكم الله لمراضيه
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
20 شعبان 1433 هـ