السلام عليكم
اللهم صل على محمد و آل محمد .. شيخنا أريد إجابات تلجم أفواه المخالفين لهذه الأسئلة ..
1-هل يعقل أن يطيع الصحابة أبا بكر ويأتمروا بأمره ويخالفوا الوصية لعلي بلا مصلحة دينية أو دنيوية ، خاصة وأن عليا من بني هاشم ؟
2- إذا كانت الإمامة خاصة بالمعصوم وبالوصية فمن يحكم المسلمين في حال غيبة المعصوم ، وهل العصمة تشمل جميع آل البيت وإلى الآن ..؟
3- قال الإمام الحسين عليه السلام في دعائه على شيعته : ( اللهم إن مَتَّعْتَهم إلى حين فَفَرِّقْهم فِرَقاً ، واجعلهم طرائق قدَداً ، ولا تُرْضِ الوُلاةَ عنهم أبداً ، فإنهم دَعَوْنا لِينصرونا ، ثم عَدَوا علينا فقتلونا ) لايمكنك تكذيبي فهو الحسين ان كذبتني كذبته ؟
4- سفينة النجاه .. من يقودها ياترى.. مرجعية الشيرازى ولا الخوئى ولا الخامنئى ولا فضل الله؟ كلكم تدعون وصلا بأهل البيت وتناقض فتاواكم تكشفكم ؟
هذا و نصركم الله بحق الزهراء عليها السلام و السلام عليكم
عبدالعزيز
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
ج1 لو أنّ كلّ من عرف الحق نصره وذبّ عنه لما اشتكى أهل الحق هضماً وظُلما.
ذات التساؤل يمكن توجيهه مثلا بخصوص دواعي سكوت الشعب الليبي على مدى أربعة عقود من الزمان . فأي مصلحة دينية أو دنيوية كانت تدعو الشعب الليبي للقبول برجل مريض مختل مجرم كمعمر القذافي وتركه حاكما عليهم على مدى أربعة عقود من الزمان؟
كان الركون إلى السلامة والدعة والتخاذل هو ما جعلهم صامتين وراضخين طوال هذه السنوات ولكنهم حينما عزموا على التغيير وهبوا في ثورة شعبية عارمة لإسقاطه وقدموا الدماء في سبيل التحرر منه كان لهم ذلك. هذه الخطوة جَبُنَ وتخاذل عنها مجتمع الأصحاب رغم أنّ الانتصار على الحكومة الانقلابية ومرتزقتها لم يكن يتطلب أكثر من أربعين رجلا مخلصا مستعدا للتضحية والفداء كما سيتبين لكم في كلامنا القادم.
البشر بطبيعتهم يحبون الدعة والراحة والسلامة.
عندما رحل رسول الله صلى الله عليه وآله بعد أن جمع شتات ذلك المجتمع وأعزّ أهله وذاقوا طعم الأمن والطمأنينة كان جزاء رسول الله منهم خذلانهم لأهل بيته الطاهرين وركونهم إلى الدّعة, وقد صوّرت الزهراء البتول عليها السلام حالهم فقالت في خطبتها الفدكية:
(ألا قد أرى أن قد أخلدتم إلى الخفض, وأبعدتم من هو أحقُ بالبسط والقبض, وخلوتم إلى الدّعة, ونجوتم من الضيق بالسعة فمججتم ماوعيتم ,ودسعتم الذي تسوغتم)
الزهراء عليها السلام تبين أنهم قد ركنوا الى الراحة والسلامة وقد بينت لهم حالهم التي كانوا عليها قبل أن يستنقذهم الله بأبيها صلى الله عليه وآله بقولها عليها السلام:
(وكنتم على شفا حفرة من النارمُذقة الشارب ونهزة الطامع, وقبسة العجلان, وموطئ الأقدام, تشربون الطرق وتقتاتون القدّ والورق, أذلةً خاسئين تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد صلى الله عليه وآله) إلى آخر خطبتها العصماء عليها السلام.
فمن أراد أن يعرف ويشخص بدقة حقيقة ما جرى في تلك الحقبة وسبب انهزامية وسلبية مجتمع الاصحاب آنذاك فليرجع إلى الخطبة الفدكية لسيدة النساء عليها السلام فتتضح له الامور وتنجلي عن قلبه وعقله الحيرة.
الأمر الآخر من قال أنّ الأصحاب (كلهم) رضخوا لأبي بكر لعنه الله؟
بل اعترض عليه جمع من الاصحاب في السقيفة ولكنّه فرض حكمه بالقوة عن طريق استعانة عمر بن صهاك لعنه الله بعصابة من بني أسلم من خارج المدينة (الشبيحة, البلطجية) وهؤلاء فرضوا الحكم بالقهر ولم يلقوا مقاومة من مجتمع المدينة.
أما ما كان من أمر علي عليه السلام فإنه التزم وصية رسول الله صلى الله عليه وآله
من جواب سابق للشيخ الحبيب:
أما أنه لماذا لم يقتص علي (صلوات الله عليه) من أبي بكر وعمر عليهما اللعنة؟ فجوابه: أنه (عليه السلام) حاول ذلك، غير أن القوم كانت لهم عصابة، وهو واحد، فينبغي أن يعدّ لهم عدّة من الرجال. وبالفعل فقد تحرّك أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في هذا الاتجاه ودعا الناس إلى مبايعته على جهاد القوم، لكن العدة التي بها يمكن تحقيق الانتصار عليهم لم تكتمل، وهي عدة الأربعين رجلاً، فقد علم أمير المؤمنين من أخيه رسول الله (صلى الله عليهما وآلهما) أنه بغير تحقق هذا العدد من الرجال لا يتحقق الانتصار.
روى سُليم بن قيس في حديث أن الأشعث بن قيس (لعنه الله) قال لأمير المؤمنين عليه السلام: "ما منعك يابن أبي طالب حين بويع أخو تيم بن مرة وأخو بني عدي بن كعب وأخو بني أمية بعدهما؛ أن تقاتل وتضرب بسيفك؟ وأنت لم تخطبنا خطبة - منذ كنتَ قَدِمْتَ العراق - إلا وقد قلتَ فيها قبل أن تنزل عن منبرك: والله إني لأولى الناس بالناس وما زلت مظلوما منذ قبض الله محمدا صلى الله عليه وآله. فما منعك أن تضرب بسيفك دون مظلمتك؟ فقال له علي عليه السلام: يابن قيس! قلتَ فاسمع الجواب: لم يمنعني من ذلك الجبن ولا كراهية للقاء ربي، وأن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لي من الدنيا والبقاء فيها، ولكن منعني من ذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وعهده إلي، أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله بما الأمة صانعة بي بعده، فلم أكُ بما صنعوا - حين عاينته - بأعلم مني ولا أشد يقيناً مني به قبل ذلك، بل أنا بقول رسول الله صلى الله عليه وآله أشد يقينا مني بما عاينت وشهدت، فقلت: يا رسول الله؛ فما تعهد إليَّ إذا كان ذلك؟ قال: إنْ وجدتَ أعواناً فانبذ إليهم وجاهدهم، وإن لم تجد أعواناً فاكفف يدك واحقن دمك حتى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنتي أعوانا". (كتاب سليم بن قيس ص214)
وروى أيضاً عن سلمان الفارسي المحمدي رضوان الله تعالى عليه: "فلما كان الليل حمل علي فاطمة على حمار وأخذ بيدي ابنيه الحسن والحسين عليهم السلام فلم يدع أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا أتاه في منزله، فناشدهم الله حقه ودعاهم إلى نصرته، فما استجاب منهم رجل غيرنا الأربعة (سلمان وأبو ذر والمقداد والزبير)فإنّا حلقنا رؤوسنا وبذلنا له نصرتنا، وكان الزبير أشدنا بصيرة في نصرته". (كتاب سليم ص146)
وروى أيضاً أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لأبي بكر وعمر عليهما اللعنة: "أما والله لو أن أولئك الأربعين رجلاً الذين بايعوني وفوا لي؛ لجاهدتكم في الله". (كتاب سليم ص275)
ومن مصادر أهل الخلاف؛ قال ابن أبي الحديد: "وقد روى كثير من المحدثين أنه عقيب يوم السقيفة تألم و تظلم واستنجد واستصرخ حيث ساموه الحضور والبيعة وأنه قال وهو يشير إلى القبر: يا ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي! وأنه قال: وا جعفراه! ولا جعفر لي اليوم! وا حمزتاه! ولا حمزة لي اليوم". (شرح النهج لابن أبي الحديد ج11 ص111 وقريب منه رواه ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ج1 ص31)
وروى أيضاً: "إنّ علياً عليه السلام لمّا استنجد بالمسلمين عَقيب يوم السقيفة وما جرى فيه، وكان يحمِل فاطمة عليها السلام ليلاً على حمارٍ، وابناها بين يدي الحِمار وهو عليه السلام يسوقه، فيَطْرُق بيوت الأنصار وغيرهم، ويسألهم النُّصرة والمَعُونة، أجابه أربعون رجلاً، فبايعهم على الموت، وأمرهم أن يُصْبِحوا بُكرةً مُحلّقي رُؤوسهم ومعهم سلاحهم، فأصبح لم يُوافِهِ عليه السلام منهم إلا أربعة: الزبير، والمِقداد، وأبو ذرّ، وسلمان. ثمّ أتاهم من الليل فناشدهم، فقالوا: نُصبّحك غُدوة، فما جاءه منهم إلا الأربعة، وكذلك في الليلة الثالثة، و كان الزبير أشدّهم له نُصرة، وأنفذهم في طاعته بصيرةً، حلق رأسه وجاءه مِراراً وفي عنقه سيفه، وكذلك الثلاثة الباقون، إلّا أنّ الزبير هو كان الرأس فيهم". (شرح النهج لابن أبي الحديد ج11 ص14)
ومن مجموع الروايات يُستفاد أن عليا (صلوات الله عليه) قد بدأ حملة التحشيد للاقتصاص والأخذ بالثأر وإرجاع الحق إلى نصابه عبر قتال أبي بكر وعمر وعصابتهما الانقلابية، وبايعه أربعون رجلاً على ذلك، فاكتملت العدة، إلا أنه لم يفِ منهم إلا أربعة، فاضطر للعدول عن القتال. فدعوى أنه (عليه السلام) لم يحاول جهاد المجرمين الغاصبين باطلة، أما قعوده بعد ذلك فهو فيه معذور لأنه لم يجد أعواناً بعدة أربعين رجلاً يكفون للقتال كما أمره الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله) بذلك. وهذا نظير قعود رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن قتال قريش قبل بدر رغم إجرامها بحق المسلمين، وما ذلك إلا لأن العدة المطلوبة - وهي ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً - لم تكتمل، وحين اكتملت أعلن رسول الله (صلى الله عليه وآله) الجهاد بأمر الله تعالى.
فلا يُقال: ولماذا الأربعون؟ إذ يُقال: إن الله تعالى هو مَن يحدّد، وكما حدّد عدة الثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً شرطاً لقتال قريش، كذلك حدّد عدة الأربعين رجلاً لقتال أبي بكر وعمر والمنافقين. فإذا لم يتحقق الشرط سقط القتال. ولهذا نظائر كثيرة في سيرة الأنبياء والأوصياء عليهم السلام. والله هو العالم العارف بالمصالح، ولا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، فليس لأحد الاعتراض على ما يحكم به.
من الجيد الاطلاع على هذاالجواب السابق بتمامه.
إنّ "غالبية " المجتمع آنذاك ركنت إلى الدعة والسلامة وكانت سلبيتها سببا في استقواء عمر وأبي بكر وزمرتهما بعصاباتهما المسلحة.
وهذا ليس غريبا فقد تنبأ رسول الله صلى الله عليه وآله بارتداد أغلب أصحابه وقد تمثل ذلك في قيادة قسم منهم للانقلاب على الوصي الشرعي وخذلان القسم الآخر للوصي الشرعي وعدم القيام معه ضد الحكومة الانقلابية ومجاهدتها والسكوت على هضم آل بيت نبيهم صلوات الله وسلامه عليهم.
من جواب سابق للشيخ:
إننا لا نحترم ممن تسمونهم (صحابة) إلا الذين احترموا الله والنبي والأئمة الشرعيين عليهم السلام، كأمثال أبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي المحمدي والمقداد بن الأسود الكندي ومصعب بن عمير البدري وحذيفة بن اليمان وعثمان بن مظعون وعمار بن ياسر المخزومي وجابر بن عبد الله الأنصاري وخالد بن سعيد بن العاص الأموي وأخواه أبان وعمرو وغيرهم من المسلمين المؤمنين الصادقين ممن لم ينقلبوا على أعقابهم القهقرى.
أما البقية فلا نحترمهم وليس لهم عندنا إلا البراءة إلى الله تعالى منهم ومن أفعالهم التي كانت مصيبة على الإسلام والمسلمين.
ولا يهولنّك موقفنا هذا تجاه معظم من تسمونهم (صحابة) فإن هذا هو موقف رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي نصّ على أن أكثر أصحابه هالكون في نار جهنم ولن ينجو منهم إلا أقل القليل، وذلك في روايات وأحاديث مستفيضة، منها ما رواه البخاري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ”أنا فرطكم على الحوض وليرفعن رجال منكم ثم ليختلجن دوني فأقول: يا رب أصحابي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك“! (صحيح البخاري ج7 ص206).
وأخرج البخاري أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ”يرد على يوم القيامة رهط من أصحابي فيجلون عن الحوض فأقول: يا رب أصحابي! فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، انهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى“. (المصدر نفسه).
وأخرج البخاري أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ”بينا أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم، فقلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: وما شأنهم؟ قال: انهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى. ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم، قلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: ما شأنهم؟ قال: انهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى. فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم“. (المصدر نفسه)"
سيفيدكم الاطلاع على هذه الرسالة تامة
ج2ـ في عصر الغيبة قد أرجع الإمام المهدي عليه السلام للفقهاء العدول وجعلهم حجة علينا.
هناك رواية أمر فيها الامام المهدي عليه السلام بالرجوع في زمن الغيبة الى رواة الحديث . لماذا؟ لأنهم يفقهون ما يروون لذا هم قادرون على استخراج الحكم الشرعي من تلك الروايات. من يروي الحديث يكون عارفا به أي متفقها فيه و إلا يكون إرجاع الإمام المكلف اليه محض عبث وجلّ الامام المعصوم عن ذلك. فهل كل الناس في ذلك العصر كانوا رواةً للحديث؟ فإذاً هناك نخبة وفئة خاصة أرجع الإمام المعصوم إليها غيرهم وهم اولائك الذين يروون الحديث رواية دراية وفقه.
لمّا كان أمر الرجوع الى الفقهاء بهذا الخطر فقد تصدى الامام المعصوم عليه السلام بنفسه إلى تشخيص مواصفات الفقيه الذي يرجع إليه المكلف في حال تعذر الاتصال بالامام المعصوم.
في زمن الإمام العسكري عليه السلام رغم انّ الاتصال به لم يكن مستحيلا على العوام تماما وإنما كان هناك صعوبة في إمكانية التواصل مع الامام في تلك الفترة العصيبة إلا أنه عليه السلام أرشد من يتعذر عليه الاتصال بالامام الى الفقهاء.
قال عليه السلام:(فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظا لدينه، مخالفا على هواه، مطيعا لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه، وذلك لا يكون إلا بعض فقهاء الشيعة لا كلهم)
(وسائل الشيعة ج27 ص131 عن تفسير الإمام العسكري عليه السلام).
ولذا في زمن الغيبة الصغرى حيث تعذر على العوام تماما الاتصال المباشر بالإمام فقد صدر "الأمر "بالرجوع إلى رواة الحديث فهم القادرون على إعطاء الحكم الشرعي لانهم يفقهون ما يروون.
ـ المعصومون الذين جعلهم الله تعالى حجة علينا بصفتهم أمناء الشريعة بعد نبينا الكريم صلى الله عليه وآله هم الزهراء عليها السلام والأئمة الإثنى عشر عليهم الصلاة والسلام.
لكنّ مقام الإمامة بوصفه منصب خلافة (دنيوية) و(دينية) هذا جعله الله تعالى للأئمة الإثنى عشر صلوات الله وسلامه عليهم.
في هذا الجواب تجد التفاصيل
ـ كما أنّ الانبياء يتفاوتون في الفضل فكذلك المعصومون من أهل بيت النبوة حيث بعد المعصومين الأربعة عشر يأتي معصومون هم في الفضل يلونَ المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام كزينب الحوراء عليها السلام والعباس عليه السلام وعلي الأكبر بن الحسين عليهما السلام.
هؤلاء يأتمرون بأمر الأربعة عشر معصوما عليهم السلام وتكون أدوارهم بتوجيه من المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام و يكون لأقوالهم وأفعالهم وتقاريرهم حجية .
لنقرب الصورة نقول كان هارون وموسى معصومَين إلا أنّ موسى عليه السلام نبي من أُولي العزم وهو أفضل من هارون عليه السلام وقد كان هارون عليه السلام يأتمر بأوامر موسى عليه السلام.
ـ الآن إمام هذا الزمان هو الإمام الثاني عشر الغائب المهدي محمد بن الحسن العسكري عليه وعلى آبائه الطيبين الطاهرين الصلاة والسلام.
ج3 نعم قال الإمام الحسين عليه السلام هذا ولكن دعا به على من؟ على نفس تلك الجموع التي اصطفت لقتاله بأبي هو وأمي وهؤلاء هم الذين خاطبهم الحسين عليه السلام بقوله:
(ويلكم "يا شيعة آل أبي سفيان"، إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون يوم المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون)
الذين دعى عليهم الحسين هم "شيعة آل أبي سفيان" لا شيعة الحسين عليه السلام وهؤلاء هم الذين قتلوه وهم من دعوه وغدروا به وهم من ادعوا الولاء لأهل البيت عليهم السلام وقتلوهم تماماً كما يدعي اليوم البكريون الذين يسمون أنفسهم زورا أهل السنة والجماعة محبة أهل البيت وموالاتهم بينما يدافعون عن قتلتهم وظلمتهم ويوالونهم ويقتلون شيعة أأهل البيت ويفجرون مراقد ائمتهم عليهم السلام وأقلامهم مشحوذة للدفاع عن يزيد ومعاوية وعثمان وقتلة الزهراء عليها السلام عمر وأبي بكر وأعوانهما لعنهم الله. .
شيعة الحسين عليه السلام الابرار الحقيقيون قسم منهم نصره واستشهد معه في كربلاء وقسم حُصرَ في الكوفة ومُنع من الخروج وأصلا كان الشيعة في الكوفة قلة بعد استشهاد أمير المؤمنين عليه السلام حيث قتل معاوية لعنه الله منهم خلقا كثيرا وقام بما يسمى عمليات تطهير طائفي.
ج4 هذا السؤال هو في منتهى الحماقة والسذاجة.
لو سألنا البكريين فقلنا لهم:
هل كان الأصحاب يختلفون في أحكام الشرع في زمن وجود رسول الله صلى الله عليه وآله؟ سيقولون كلا لأنّ رسول الله موجود ويرجعون فيما اختلفوا فيه إليه.
نقول لهم: فلماذا وقع الاختلاف عندكم ليس في الفروع فقط (الفقه) بل الاصول (العقائد) أيضا حتى انقسمتم إلى أشاعره وماتريديه ومعتزله وتيمية وغيرها؟.
يقولون وقع ذلك بسبب اختلاف مشايخنا في فهم الروايات التي وصلت إلينا عن رسول الله صلى الله عليه وآله واختلاف طرقهم في استخراج الاحكام منها.
نحن الشيعة نقول:
في زمن وجود المعصوم ايضا لم يقع الشيعة الأبرار في اختلاف في أصولهم وفروعهم.
من يعرض عن النبي صلى الله عليه وآله ومن بعده الامام المعصوم في زمن وجوده فهو مُقصّر لذا يكون مخالفة أحدهم للآخرين في مسألة من مسائل الشرع زمن وجود النبي أو الإمام مردّه إلى تقصيره وعدم رجوعه للمعصوم وهذا لا يُعذَر عليه.
أما في زمن الغيبة حيث تعذّر الاتصال بالمعصوم فإنّ اختلاف الفتوى مردّه إلى القصور وليس التقصير والأول يعذر الله تعالى عليه العبد فهو لا يكلفه إلا وسعه.
لكنّ الشيعة ينهلون من معين واحد وهو روايات الطاهرين عليهم السلام وهذا في زمن الغيبة يشفع لهم اختلافهم في الفروع لسلامة اعتقاداتهم (الأصول) وتوحّدها وإن اختلفت فتاواهم في المسائل المتعلقة بالفروع.
إذا سلم الأصل فالفرع وإن شكت "بعض" ثماره تغيرا بسبب عوامل جوية خارجة عن الارادة فإنّ ذلك لا يعني أنّ الشجرة لم تعد ذات فائدة وأنه ليس ثمّة ثمار صالحه على الاطلاق تُجنى منها.
اما الطائفة البكرية فهم لديهم خلل وانحراف في الأصول وبالتالي طبيعي أن تكون فروعهم كلها فاسدة.
الاختلاف في الفتوى هو أحد جراحات زمن الغيبة ولذلك في زيارتنا للامام المهدي عليه السلام نخاطبه بقولنا (السلام عليك يا مهدي الأرض ومبين عين الفرض)
من يريد أنّ يصوّر غياب الإمام المعصوم على انه أمر عادي وليس يؤثر بحال علينا ولم يُحدث أي فارق في حال الأمة فهو جاهل.
أما عن قولهم لمن يرجع الشيعة؟ فعامة الشيعة يرجعون للأعلم والأعلمية في العادة تكون محصورة بين أربعة مراجع أو خمسة على الأكثر فيأخذ المكلف أحكام دينه عمن يطمئن إلى كونه الأعلم منهم وفق تشخيص من يثق بهم من أهل الخبرة. بينما البكريون يأخذون دينهم عن كل من هب ودب من مشايخهم وقد تطرق الشيخ الى ذلك في أحد أجوبته بقوله:
هذا الذي ذكرتَ هو من مساوئ ما يسمى بالتسنن لا من محاسنه، ويكفيك لاستدراك عمق المأساة أن تقف على شكوى أهل مذهبك مما أسموه (فوضى الفتاوى) كما عبّر أمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي محمد عبد السلام العبادي في تصريحاته لجريدة المدينة للسعودية قبل نحو عامين، فراجع.
إن من مفاخر التشيع أن الذي تُقبل منه الفتوى لا يكون إلا فقيهاً جامعاً لشرائط الفقاهة قد طوى عمراً مديداً في حوزات العلم والاجتهاد وقد عُرِكَ عركاً وصُقِلَ صقلاً وناجزته المحافل العلمية بالنقض والإبرام والإشكال والإلزام مناجزة الفارس لمن على شفا حفرة! وما ذاك إلا لعظم وخطورة موقع المرجع والمتصدّي للإفتاء، فإن بيده أزمِّةُ أمور الناس في أحكامهم ومعاملاتهم، وهذا دين الله تعالى وليس لعبة حتى يُفتي فيه كل أحد!
ثم إنّ عامة المكلفين يتحرّون الأعلم من الفقهاء لتقليده، فإذا ما استقرّ اطمئنان الواحد منهم إلى أحد الفقهاء قلّده دينه ورجع إليه وحده في معرفة أحكامه، إذ كيف يرجع إلى مَن هم سواه وهو يراهم دونه في العلم وأبعد عن إصابة الحكم الواقعي؟! نعم؛ إن هذا الفقيه الأعلم إن تردّد في مسألة أو احتاط جاز لمقلده أن يرجع إلى غيره ممن جزم بفتوى، على أن يكون هذا الغير من الفقهاء الشامخين ممن تدور حولهم الأعلمية أيضاً.
هكذا تكون الحيطة في دين الله تعالى والحرص على شريعته، أما أن يأخذ المكلف ضغثاً من هذا وضغثاً من ذاك حسب هواه؛ فذاك ما يُحدث (فوضى الفتاوى) ويستلزم وقوع التناقضات والتهافت، وهو خطأ فاحش، وأفحش منه أخذ المكلف الفتوى من كل مَن هبَّ ودبَّ وإن كان من مشايخ الحكومات ومَن يسمّون بدعاة الفضائيات كما هو حاصل لدى أهل الخلاف! هنا تجدون رابط للإطلاع
وفقكم الله لمراضيه
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
14 ذو القعدة 1433 هـ