بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جناب الشيخ هل لكم ان تبينوا لنا مامعنا الصحابة والصحابي؟
هاتف الشيباني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنّ للصحبة معنى لغوي وهو ذاك الذي يلازم شخصا أو يعاشره بنحو من الأنحاء. أما المعنى الاصطلاحي فهو يعني التطبع بأخلاق ذلك الصاحب. فالصحبة الحقيقية هي التي تُكسب صاحبها شيم وأخلاق صاحبه.
المنافق صاحب بالمعنى "اللغوي" وأما الصاحب بالمعنى "الاصطلاحي" فهو هذا الذي جاءت صفاته على لسان أمير المؤمنين عليه السلام من أمثال عثمان بن مضعون وحمزة سيد الشهداء وعمار بن ياسر والمقداد وجابر بن عبدالله الانصاري وتلك الثلة الطاهرة الطيبة المخلصة المؤمنة الراجعة لأهل بيت محمد صلى الله عليه وآله.
قبل النص الذي بين أمير المؤمنين فيه صفات الصاحب الحق أمر علي عليه السلام باتباع أهل البيت عليهم السلام وهذا ينبيك عن أنّ تحسره على أولائك الرجال من أصحاب رسول الله إنما هو لاتباعهم بعد مضي رسول الله سيد أهل بيت النبي علي بن ابي طالب عليهما السلام كأبي ذر الغفاري وأمثاله من الصفوة المؤمنة الطيبة وهؤلاء هم الاصحاب الحقيقيون.
ننقل هذا النص من خطاب له عليه السلام لعموم أهل الكوفة:
(إنّى لعلى بيّنة من ربّى ،ومنهاج من نبيّى ، وإنّى لعلى الطّريق الواضح ألقطه لقطا,انظروا أهل بيت نبيّكم فالزموا سمتهم,واتّبعوا أثرهم ، فلن يخرجوكم من هدى ولن يعيدوكم فى ردى, فإن لبدوا فالبدوا, وإن نهضوا فانهضوا, لا تسبقوهم فتضلوا, ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا, لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله فما أرى أحداً يشبههم منكم, لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً و قد باتوا سجداً و قياماً، يراوحون بين جباههم و خدودهم، و يقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم كأن بين أعينهم ركب المعزي من طول سجودهم، إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم، و مادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفاً من العقاب و رجاءً للثواب)
هنا أيضا معنى يبينه تلميذ أهل البيت عليهم السلام والمفرغ عن علومهم سلمان رضوان الله عليه حيث يبين أنّ الصاحب الحقيقي هو ذلك الذي تمتد صحبته لرسول الله إلى دار القرار فيكون معه في الجنة
في سير أعلام النبلاء ورد هذا النص:
عن أبي البختري قال جاء الاشعث بن قيس وجرير بن عبد الله فدخلا على سلمان في خص فسلما وحيياه ثم قالا: أنت صاحب رسول الله؟ قال لا أدري فارتابا, قال: إنما صاحبه من دخل معه الجنة.
وفقكم الله لمراضيه
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
17 ذو الحجة 1433 هـ
