السلام عليكم ما المقصود بالبترية وجزاكم الله خير جزاء المحسنين
حيدر الفيلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البترية في كل زمان تلبس ثوبا مختلفا وقناعا جديدا ولكنّ الوجه القبيح لها هو ذاته لا يتغير.
البتري في هذا الزمان هو كل من يظهر شكلا من أشكال الدعوة إلى تطبيع العلاقات مع حكام السقيفة وإبداء الاحترام لهم والكف عن النيل منهم.
البتر في اللغة هو القطع فمن تجده يبتر ركن البراءة بالدعوة للكف عن الجهر به بدون مسوغ شرعي حقيقي ويبدي ولو مثقال ذرة من الاحترام لطواغيت السقيفة وأمثالهم أو يترضى عنهم بكل صلافة بينما تجده يحارب ويهاجم المؤمنين أولياء آل محمد عليهم السلام الذين يفضحون أعداء أهل البيت ويجهرون بالبراءة منهم, فهو بتري يقطع طريق البراءة من أعداء أهل البيت عليهم السلام.
أصل التسمية جاء بتقرير الامام عليه السلام لكلام زيد بن علي.
من جواب سابق للشيخ
الشيعة يروون عن زيد بن علي حديثا يبيّن موقفه من أبي بكر وعمر (لعنهما الله) ضمن موقفه من (البترية) وهم جماعة من مدّعي التشيع خلطوا ولاية علي (صلوات الله عليه) بولاية أبي بكر وعمر. فقد روى الكشّي عن سُدير قال: ”دخلت على أبي جعفر (الباقر) عليه السلام معي سلمة بن كهيل وجماعة، وعند أبي جعفر عليه السلام أخوه زيد بن علي، فقالوا لأبي جعفر عليه السلام: نتولّى عليا وحسنا وحسينا ونتبرّأ من أعدائهم؟ قال: نعم. قالوا: نتولى أبا بكر وعمر ونتبرّأ من أعدائهم؟ قال: فالتفت إليهم زيد بن علي فقال لهم: أتتبرؤون من فاطمة؟! بترتم أمرنا بتركم الله! فيومئد سُمُّوا البترية“. (رجال الكشي ص236). (هنا)
كثير من عمائم اليوم المدعية للتشيع تشترك في "المناط" مع بترية ذلك الزمان. ولتتضح لك الصورة أكثر لاحظ هذه الرواية عن مولانا الرضا عليه السلام
جاء في حديث إمامنا الرضا (صلوات الله عليه) الذي أخرجه الصدوق عن الحسن بن علي الخزاز قال: "سمعت الرضا عليه السلام يقول: إن ممن ينتحل مودتنا أهل البيت مَن هو أشد فتنة على شيعتنا من الدجال! فقلت: بماذا؟ قال: بموالاة أعدائنا ومعاداة أوليائنا! إنه إذا كان كذلك اختلط الحق بالباطل واشتبه الأمر، فلم يُعرف مؤمن من منافق"! (وسائل الشيعة ج16 ص179 عن صفات الشيعة للصدوق)
طبق الحديث السابق على كثير من معتمري العمائم ودعاة التشيع تجدهم مثلا يبدون الموالاة لعائشة عدوة آل محمد بمنافحتهم عنها والترضي عليها وفي المقابل يبدون العداء لأولياء آل محمد كالشيخ الحبيب ويهاجمونهم! وولا تغرنّك العناوين التي يبررون تحتها مواقفهم المخزية تلك ولكن فقط انظر إلى الساحة الشيعية لتعرف أثر مواقفهم الدنيئة تلك على الشبان المساكين ضعفاء الشيعة الذين وثقوا بهؤلاء الدجالين ولاحظ كيف يصل الأمر بأحدهم للتوقف في شأن لعن عائشة الحميراء لعنها الله.
هنا في هذه السلسلة تطرق الشيخ للفرقة البترية وعرض نماذج لمن ينتسبون إليها في هذا العصر فتابعها
وفقكم الله لمراضيه
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
19 محرم 1433 هـ