السلام عليكم فضيلة الشيخ الحبيب ورحمة الله وبركاته
سمعت رواية بخصوص عمر ين الخطاب ولكنّي لا اعرف مدى صحتها , مضمون الرواية انه في يوم القيامة, يرى ابليس رجلا يعذب عذابا شديدا فيقول ابليس للرجل ويحك من انت ؟ ولم تعذب هذا العذاب ؟ اناعصيت الله جل وعلى ولم اعذب بمثل عذابك . فيقول له الرجل انا عمر بن الخطاب. ما صحة هذه الروايه فضيلتكم و ما هي مصادرها؟ نسألكم الدعاء شيخنا اثابكم الله وحفظكم
احمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روى العياشي (رضوان الله عليه) في تفسيره عن الإمام الصادق عليه السلام: "إذا كان يوم القيامة يؤتى بإبليس في سبعين غلا وسبعين كبلا، فينظر أبو بكر إلى عمر في عشرين ومائة كبل وعشرين ومائة غل! فينظر إبليس فيقول: من هذا الذي أضعفه الله العذاب وأنا أغويت هذا الخلق جميعا؟ فيُقال: هذا عمر! فيقول: بما حُدِّدَ له هذا العذاب؟ فيقال: ببغيه على علي عليه السلام".
(تفسير العياشي: ج2 ,ص224)
روى سُليم بن قيس (رضوان الله عليه) عن سلمان الفارسي رضوان الله عليه: "إذا كان يوم القيامة يؤتى بإبليس مزموما بزمام من نار، ويؤتى بعمر مزموما بزماميْن من نار، فينطلق إليه إبليس فيصرخ ويقول: ثكلتك أمك! من أنت؟ أنا الذي فتنت الأولين والآخرين وأنا مزموم بزمام واحد وأنت مزموم بزماميْن! فيقول: أنا الذي أمرتُ فأُطِعْتُ، وأمر الله فعُصِيَ".
(كتاب سليم بن قيس الهلالي: ص164)
روى المفيد (رضوان الله عليه) عن الإمام الصادق عن أمير المؤمنين عليهما السلام: "خرجت ذات يوم إلى ظهر الكوفة وبين يدي قنبر، فإذا إبليس قد أقبل، فقلت: بئس الشيخ أنت! فقال إبليس لعنه الله : ولم تقول هذا يا أمير المؤمنين؟ فوالله لأحدثنك بحديث عني عن الله عز وجل ما بيننا ثالث. إنه لما هبطت بخطيئتي إلى السماء الرابعة ناديت: يا إلهي وسيدي، ما أحسبك خلقت خلقا هو أشقى مني. فأوحى الله تعالى إلي: بلى، قد خلقت من هو أشقى منك، فانطلق إلى مالك يريكه. فانطلقت إلى مالك فقلت: السلام يقرأ عليك السلام ويقول: أرني من هو أشقى مني. فانطلق بي مالك إلى النار، فرفع الطبق الأعلى فخرجت نار سوداء ظننت أنها قد أكلتني وأكلت مالكا. فقال لها: اهدئي فهدأت. ثم انطلق بي إلى الطبق الثاني فخرجت نار هي أشد من تلك سوادا وأشد حمى. فقال لها: اخمدي. فخمدت، إلى أن انطلق بي إلى السابع، وكل نار تخرج من طبق هي أشد من الأولى. فخرجت نار ظننت أنها قد أكلتني وأكلت مالكا وجميع ما خلقه الله عز وجل. فوضعت يدي على عيني وقلت: مرها يا مالك تخمد وإلا خمدت. فقال: إنك لن تخمد إلى الوقت المعلوم. فأمرها فخمدت. فرأيت رجلين في أعناقهما سلاسل النيران معلقين بهما إلى فوق، وعلى رؤوسهما قوم معهم مقامع النيران يقمعونهما بها. فقلت: يا مالك، من هذان؟ فقال: أو ما قرأت على ساق العرش - وكنت قبل قرأته، قبل أن يخلق الدنيا بألفي عام - (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أيدته ونصرته بعلي). فقال: هذان عدوا أولئك وظالماهم".
(الاختصاص للمفيد: ص108 واللفظ عن البحار: ج8 ص315)
روى الشيخ حسن بن سليمان الحلي عن حذيفة (رضوان الله عليه) في حديث عيد فرحة الزهراء (عليها السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الله تعالى في حديث قدسي يتوعّد فيه عمر بن الخطاب لعنه الله: "ولأصلينّه وأصحابه قعرا يُشرف عليه إبليس فيلعنه".
(المحترض لحسن بن سليمان الحلي: ص51).
وفقكم الله لمراضيه
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
20 محرم 1433 هـ