بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة الشيخ ياسر الحبيب حفظك الله ورعاك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد ...
هل تفضلون للعوام – من غير الاختصاص – الدخول في المناظرات مع المخالفين – سواء في المواضيع التي لديه شيء من الاطلاع فيها أو التي ليس لديه اطلاع فيها ولكنه قد يعود فيها إلى أهل الاختصاص أو من يعرف-؟ وقد وصلني أن بعض المشايخ طلبوا من بعض الشباب عدم الخوض في المناظرات المذهبية لأنها قد تعطي نتيجة عكسية؟ وهنا سؤال ما مقصودهم بالنتيجة العكسية ومتى قد يحدث ذلك؟ وما الأسلوب الذي تفضلوه للشباب – من غير أهل الاختصاص – اتباعه في المناظرات وهل يدخلون في المناظرات في كل المواضيع – حتى التي غير مطلعين عليها أو مواضيع حوزوية؟ ومن الذي تنصحوه بأن لا يدخل في مثل هذه الحوارات؟ والناس يختلفون في مدى علمهم واطلاعهم وكل مطلوب منه توضيح فكر ومظلومية أهل البيت ع ... إلخ فيف يمكن الحرص على تنفيذ ذلك مع مراعاة ما سبق ذكره؟ وهل يكفي لهؤلاء الغير مطلعين أن يدخلوا بأسلوب اثارة الشبهات على المخالفين باستمرار دون الدخول في أي حوار حقيقي وكذلك لخبطة منتديات المخالفين بتعطيلهم ولو لفترة قصيرة بطرح شبهات أو تحويل منتدياتهم إلى مسرحيات كومدية كما شاهدت من بعض المشاركات وكذلك شغلهم عن النيل من علمائنا إلى النيل إلى المشتركين وهم مجاهيل ... إلخ ، نرجو توضيح جميع النقاط المتعلقة في هذا الموضوع. – أنا شخصيا لا أتحاور إلا في المواضيع التي لدي مقدار من الاطلاع فيها من كتبنا وكتب المخالفين يؤهلني للحوار فيها أما المواضيع التي ليس لدي إلمام كاف بها فأعتذرعن الحوار فيها ناهيك عن مسألة طبيعة الشخص المحاور والسؤال ونحو ذلك، ولا أنكر تأثرنا بأسوبكم كثيرا -
باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد الصديقة البتول فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها، جعلنا الله وإياكم من الثائرين لها مع ولدها المنتظر المهدي أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف.
سبق أن ذكرنا غير مرّة أن أصغر طالب علم شيعي قادر على سحق أكبر عالم بكري، فليس للباطل أن يغلب الحق أبدا، لذا نحن نشجع المناظرات والحوارات مع المخالفين على أن يكون المتصدي لذلك من طلبة العلم ولو بمعناه الإجمالي لا بمعناه الحوزوي الخاص، فيكون ممن يبحث ويراجع ويسأل ليتسلح بعلوم أهل البيت (صلوات الله عليهم) والثقافة الإسلامية الشيعية الأصيلة.
وما يكون بإمكان العوام فعله في الرد على النواصب والمخالفين فأمر حسن، وما لا يكون فهم معذورون فيه، ونحث الجميع على بذل الجهد في التسلح العقيدي وقد نادينا سابقا بنداء: ”ليكن كل شيعي فارسا مناظرا“.
وأما المسرحيات الكوميدية فإن كانت ذات قيمة علمية ولو بصورة تهكمية فلا بأس بها مع مراعاة الضوابط الشرعية، وإلا فلا. والموالي لأهل البيت (صلوات الله عليهم) عموما يكون بعيدا عن الاستغراق في الاستهزاء، ويكون قويا في المناظرة والجدال بالتي هي أحسن، وجريئا في إسقاط أعلام الضلالة وأشياعهم، وهدم مباني الكفرة والملحدين والنواصب والمخالفين، منتصرا لأئمته وسادته عليهم السلام، ذابا عن شريعتهم المقدسة.
وإلقاء الشبهات والإشكالات العلمية في ساحة الخصم أمر حسن ومحبّب، علّ ذلك يثير في نفسه التساؤلات عن صحة معتقده. وأسلوبكم صحيح من وجهة نظرنا، زادكم الله شجاعة وجرأة في الدفاع عن دينه.
رزقكم الله وإيانا حسن العاقبة. والسلام.
20 من شهر ربيع الآخر لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.