السلام عليكم
قلتم في اجابة سؤال: لماذا لم يقتص الإمام علي (عليه السلام) من قتلة عثمان بن عفان؟
ان "لأنه لا قصاص عليهم حيث أنهم لم يرتكبوا محرّما بل قتلوا منافقا مجرما ظالما."
فهل يجوز قتل المنافق؟ ومتى؟
فهل يجوز قتل الظالم؟ ومتىظ
وهل يجوز قتل المجرم (مانوع الجريمة التي اقترفها عثمان ليقتل؟) ومتى؟
من المعروف ان الامام على عليه السلام برأ نفسه من قتل عثمان فلماذا لم يقدم قاتليه لبني امية (اولياء الدم) او ليقتص منهم بقتل عثمان؟ وهل اذا قام الامام بذلك، فهل كان ذلك سيجنب الامة الاسلامية حروب الجمل وصفين وبالتالي حرب النهروان؟
شكرا جزيلا على سعة صدركم
احمد عبدالحبيب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـج1 نعم يجوز قتل المنافق إذا كان مجرما ظالما مفسدا في الأرض ولا سبيل لكف جرائمه إلا القتل، وذلك بحسب تقدير الحاكم الشرعي للمصلحة وبإذنه على المشهور.
مما ورد عند المخالفين في ذلك
عن أبي سعيد الخدري « أن أبا بكر جاء إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال : يا رسول الله ! إني مررت بوداي كذا وكذا ؛ فإذا رجل متخشع حسن الهيئة يصلي . فقال له النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : "اذهب إليه فاقتله". قال : فذهب إليه أبو بكر فلما رآه على تلك الحال ؛ كره أن يقتله ، فرجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال : فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لعمر : "اذهب فاقتله". فذهب عمر فرآه على تلك الحال التي رآه أبو بكر . قال : فكره أن يقتله . قال : فرجع . فقال : يا رسول الله ! إني رأيته يصلي متخشعًا ، فكرهت أن أقتله . قال : "يا علي ! اذهب فاقتله". فذهب علي - عليه السلام -، فلم يره ، فرجع علي - عليه السلام -، فقال : يا رسول الله ! لم أره . قال : فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: "إن هذا وأصحابه يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم في فوقه ؛ فاقتلوهم ؛ هم شر البرية » .
(رواه أحمد . قال الهيثمي : ورجاله ثقات)
ثم على فرض عدم جواز قتل المنافق فإنّ للحاكم الشرعي درء الحد عمن قتله معتقدا نفاقه بأمارات ظهر بها كفره له.
هم يروون أنّ أسامة بن زيد لما قتل رجلا بعد قوله لا إله إلا الله معتقدا أنه قالها نفاقا تحت السيف فإنّ النبي لم يقم عليه حد القتل بل عزره بالكلام فقط.
إمارات نفاق عثمان لعنه الله وكفره أظهر وأولها تقدمه على علي عليه السلام واغتصابه حقه الذي جعله الله ورسوله له. المتقدم على رسول الله والقاعد مقعده مؤمن ام منافق؟ كذلك المتقدم على نفسه ووصيه علي بن أبي طالب عليه السلام.
القاتل ظالم مجرم بلا شك. قتل المجرم القاتل لاخلاف على جوازه.
لماذا لا يعترضون على قتل الثوار الليبيين للظالم المجرم القذافي؟ هو مجرم قتل شعبه فقتله جائز.
ج2 قتل السيدة أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وأبا ذر والمقداد بن عمرو, وعدا عن ذلك فعثمان عموما من المفسدين في الأرض الذين بلغ إفسادهم حد استحقاق القتل.
من جواب سابق للشيخ:
من مثالب عثمان: محاولة قتل النبي (صلى الله عليه وآله) في العقبة، التآمر على الوصي الشرعي وكتابة الصحيفة الملعونة، شربه للخمر في زمان رسول الله صلى الله عليه وآله، تعذيبه لابنتي رسول الله رقية وأم كلثوم (سلام الله عليهما) وقتله للأخيرة، إيواؤه لعمّه الذي أهدر النبي (صلى الله عليه وآله) دمه، اغتصابه مقام النبي وخلافته، اغتصاب لقب ”خليفة رسول الله“ من صاحبه الشرعي وكذا لقب ”أمير المؤمنين“، اغتصاب أرض فدك، تعيين الولاة الفاسدين الفاسقين على الأمة، إرجاعه لطرداء رسول الله صلى الله عليه وآله، ضربه لعمار بن ياسر (رضوان الله تعالى عليهما) حتى فتق بطنه، نفيه لأبي ذر (رضوان الله تعالى عليه) حتى مات شهيدا غريبا، نفيه لكثير من أجلاء المسلمين وعبّادهم ككميل بن زياد النخعي وعمرو بن الحمق الخزاعي وعدي بن حاتم الطائي وعروة بن الجعد وغيرهم، توزيعه ثروات المسلمين وبيوت المال على نفسه وأقربائه من بني أمية، تعطيله الحدود الشرعية كما في قتل عبيد الله بن عمر (لعنة الله عليهما) للطفلة البريئة لؤلؤة رحمها الله، بدعته في الصلاة تماما في منى، أمره بقتل محمد بن أبي بكر (رضوان الله تعالى عليه) وأهل مصر الذين جاءوه متظلمين وخيانته لهم... إلخ. تجد رابطا هنا
ج3 من خلال ما سبق تبين لك أنّه لا حد على قتلة عثمان لعنه الله لذا لم يسلمهم علي عليه السلام إمام الحق والعدل.
تلك الحروب كلها ليست من أجل دم عثمان لعنه الله وإنما هو ذريعة لتحشيد الانصار لعائشة وحزبها لعنهم الله, والحرب هي من أجل الدنيا حيث توجهت الحميراء لعنها الله للبصرة واستولت على بيت المال هي وصاحبيها. فحتى لو فرضنا أنّ عثمان قضى حتف أنفه فستخرج الحميراء على جملها باختراع ذريعة أخرى, وما وقع في الجمل وإن بدى في ظاهره شرا إلا أنّه في باطنه خير حيث أفرز جبهة الإيمان عن جبهة النفاق والتحريف بقيادة الحميراء وأوليائها.
وفقكم الله لمراضيه
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
2 صفر 1433 هـ