بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة الشيخ ياسر الحبيب حفظك الله ورعاك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد ...
هل للشيعة كتب معتمدة في التاريخ كما لدى العامة كتب معتمدة في التاريخ ومعروفة؟ وإذا كان كذلك فما موقعيتها عند الشيعة؟ وأمثلة والسلام عليكم ووفقكم الله لخدمة دينه الإسلام و خدمة أهل البيت ع
باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد الصديقة البتول فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها، جعلنا الله وإياكم من الثائرين لها مع ولدها المنتظر المهدي أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف.
كان اهتمام الشيعة الأوائل منصبا على الاستفادة من علوم أهل البيت (عليهم السلام) بالمقام الأول، لذا فإنهم لم يهتموا بتدوين التاريخ إلا ما يتصل بهم، ومن هنا ظهر مثلا كتاب سليم بن قيس، وتواريخ الطف كرواية أبي مخنف، ولأن تدوين التاريخ كان سابقا منصبا على تتبع أحوال السلاطين والحكام وما يجري في عصورهم من فتن وملاحم وحروب، بل كان هذا هو معنى التأريخ، والشيعة كانوا مجانبين للحكام منزوين عنهم وعن أخبارهم كما لا يخفى، لذا فإنهم لم يهتموا بتصنيف المصنفات التاريخية، وتركوا ذلك للذين التفوا حول السلاطين وخلفاء الجور من أهل العامة. وعليه فلا يمكن الادعاء بأن هناك كتبا في التاريخ - بالمعنى المتبادر - معتمدة عندنا، وإن كان هناك من الشيعة من صنّف في هذا المجال كالمسعودي مثلا.
رزقكم الله وإيانا حسن العاقبة. والسلام.
20 من شهر ربيع الآخر لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.