لماذا الحسين (عليه السلام) معصوما والعباس (عليه السلام) ليس معصوما؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا من شيعة أمير المؤمنين علي(عليه السلام).
هناك الكثير من السنة يسألونني كيف الإمام الحسين (عليه السلام) يكون معصوم بينما أخاه العباس (عليه السلام) ليس من الأئمة المعصومين. أتمنى أن تفيدوني وشكرا لكم

عاشق أهل البيت


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هكذا شاء الله تعالى، وهكذا قضى وقدّر، وما علينا إلا التسليم والرضى والإيمان بأن اختياره - سبحانه - ينطوي على حكمة بالغة، وأن هذا الاختيار هو ما تقتضيه المصلحة في هداية الناس إلى الدين الحق.
قال سبحانه: «وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا»، وقال عزّ من قائل: «لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ». وقال جل وعلا: «اللَّـهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ».

ليس مجرد وجود أشخاص - وإن كانوا صلحاء - من نسل أمير المؤمنين (عليه السلام) يعني إمكان تولّي أحدهم الإمامة، فإن هذا يحتاج لكفاءة لم تتوفر فيهم، لذا لم يقع اختيار الله - جل وعلا - على غير هؤلاء الاثني عشر (عليهم السلام) لأنهم هم الكفؤ لهذا المنصب الخطير دون غيرهم.

وأما عن الأدلة الشرعية على كون الأئمة إثنا عشر؛ فتعدادها وإحصاؤها فوق إمكان العادة، لأنها كثيرة كثرة هائلة، ومتواترة تواتراً عظيماً، فنحن نذكر منها إثنين فقط تبرّكاً، إحداهما مروي من طرقنا، والآخر من طرق أهل البدعة.

أما الذي من طرقنا فقد روى الخزّاز الرازي بسنده عن أبي الأسود عن أم سلمة سلام الله عليها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: الأئمة من بعدي إثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل، تسعة من صلب الحسين، أعطاهم الله علمي وفهمي، فالويل لمبغضهم».(كفاية الأثر للخزاز الرازي ص183).

وأما الذي من طرق أهل البدعة فقد روى البخاري بسنده عن جابر بن سمرة قال: «سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يكون إثنا عشر أميراً. فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: كلهم من قريش». (صحيح البخاري ج9 ص729).

وهناك في مرويات أهل البدعة أحاديث تذكر أسماء الأئمة (عليهم السلام) صراحة، كالحديث الذي رواه القندوزي الحنفي عن جابر بن عبد الله قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جابر؛ إن أوصيائي وأئمة المسلمين من بعدي أولهم علي، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف بالباقر - ستدركه يا جابر؛ فإذا لقيته فأقرئه مني السلام - ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم القائم، اسمه اسمي وكنيته كنيتي، محمد بن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح الله تبارك و تعالى على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان». (ينابيع المودة للقندوزي ج2 ص593).

شكرا لحسن تواصلكم.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

27 شهر رمضان المبارك 1435 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp