هل من المعقول أن يعيش أفضل الخلق مع كافرة دون علمه بكفرها وهو الذي يُوحى إليه؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

أجد تناقض كبير في الاجابة كما اني لا ارى جواب مقنع في الاجابة السيدة عائشة عاشت مع الرسو الكريم هل مناك حديث او وصية عن الرسول الحبيب تجعل هده السيدة محل شبهة علما انها تمثل عرض الرسول 2هل من العقل ان يعيش افضل الخلق مع كافرة دون علم وهو الدي يوحى له

عبد الكريم


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قد حذّر رسول الله (صلى الله عليه وآله) مرارا من عائشة وكشف حقيقة كونها رأسا للكفر وقرنا للشيطان وبابا للفتنة، فقد روى البخاري في كتاب الجهاد والسير - باب ما جاء في أزواج الرسول، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: ”قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا فأشار نحو مسكن عائشه فقال: هاهنا الفتنة! هاهنا الفتنة! هاهنا الفتنة! - ثلاثا - من حيث يطلع قرن الشيطان“! ( صحيح البخاري ج‏4 ص‏100)! وفى حديث آخر رواه مسلم في كتاب الفتن - باب الفتنة من المشرق، قال: ”خرج رسول الله من بيت عائشة فقال: رأس الكفر من هاهنا! من حيث يطلع قرن الشيطان“! (صحيح مسلم ج2 ص560).

كان لابد أن تبقى عائشة زوجة لرسول الله لتكون ابتلاءا لهذه الأمة فلو كان رسول الله صلى الله عليه وآله طلقها في حياته لما وقعت فتنة الجمل التي هلك فيها من هلك الى نار جهنم مع عائشة ونجى اقوام آخرون.

عائشة إذاً باب من أبواب الفتنة والابتلاء، وقد زوّجها الله تعالى نبيّه (صلى الله عليه وآله) لعلمه بأنها فيما بعد ستخرج وتتمرّد على وصيّه الشرعي الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما الصلاة والسلام) وستسلك بالأمة سبيل الكفر والشيطنة فيقع التنازع بين الفئتين، الفئة المؤمنة والفئة الكافرة، ويرى الله تعالى مَن مِن الناس يطيعه فيكون مع وليّه عليه السلام، ومَن مِن الناس يعصيه فيكون مع عدوّته عليها اللعنة. ويعني ذلك أن من يطيع عائشة لا يكون مطيعا لله تبارك وتعالى.

وذلك مصداق لقول عمّار (رضوان الله تعالى عليه) للمسلمين الذي رواه المخالفون معترفين: "لكن الله عز وجل ابتلاكم بها ليعلم إياه تطيعون أم هي"! (صحيح البخاري ج9 ص70).

ومعلوم أن عائشة لم تكن لتتمكن من تحريض الناس على الخليفة الشرعي (صلوات الله عليه) إذا لم تكن زوجة للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنها استغلت موقعها هذا للتأثير على المسلمين وإغوائهم. وقد أتاح الله تعالى لها الوصول إلى هذا الموقع كما أتاح لزوجتي نوح ولوط (عليهما السلام) الوصول إليه أيضا، بل كما أتاح لإبليس (عليه اللعنة) القدرة على البقاء إلى يوم الوقت المعلوم وأعطاه كثيرا من الإمكانات التي يستطيع بها التأثير على البشر وإغوائهم، وهذا جزء من فلسفة الابتلاء الإلهي، وبدونه لا يتحقق هذا الابتلاء فلا يتميز المؤمن من الكافر، والمطيع من العاصي.

هذا وقد عُلم من الدين بالضرورة أن النبي نوح (عليه السلام) عاش مع كافرة معلنة بالكفر مع علمه بكفرها، كما عاش النبي لوط (عليه السلام) مع كافرة معلنة بالكفر مع علمه بكفرها، فعجبك من كون النبي محمد (صلى الله عليه وآله) قد عاش مع كافرة ليس في محله، فحكم الأنبياء واحد إلا ما خرج بالدليل، وإذا جاز لنبي سابق أن يعيش مع كافرة لأن الله أمره بهذا جاز أن يعيش نبي لاحق مع كافرة لأن الله أمره بهذا. على أن عائشة لم تكن كافرة معلنة بالكفر، بل كافرة معلنة بالإسلام، فتأخذ حكم المنافقة، وتُعامَل بهذا معاملة المسلمات، للإجماع على أن المنافقين يعاملون معاملة المسلمين وإن كنا نعلم منهم الكفر في صدورهم.

قد تكون هناك أيضا بعض الاسئلة التي قد ترد على ذهنك لذا نحيلك إلى (هذه السلسلة) وفيها رد سماحة الشيخ على الضجة المفتعلة من أنصار عائشة (لعنها الله).

شكرا لحسن تواصلكم.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

27 شهر رمضان المبارك 1435 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp