السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مبارك عليكم الشهر وتقبل الله طاعتكم وثبتكم الله ونصركم لنصرة دين سيدنا محمد ابن عبدالله (ص)
انا اهوازي مقيم في الكويت وتناقشت مع احد الاخوه السورين وطلب مني ان اثبتله من مصادرهم المعتبره امثال البخاري ومسلم او ابن تيميه او الالباني بصحة ارضاع الكبير ووعدني بالتشيع اذا اثبتله صحة ارضاع الكبير عندهم
هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قول عائشة بجواز رضاعة الكبير ورد في مصادر بكرية عديدة، منها ما رواه مسلم في صحيحه - الجزء 4 - الصفحة 168:
”عن عائشة أن سالما مولى أبي حذيفة كان مع أبي حذيفة وأهله في بيتهم فأتت (تعني ابنة سهيل) النبي (صلى الله عليه وسلم) فقالت: إن سالما قد بلغ ما يبلغ الرجال وعقل ما عقلوا وأنه يدخل علينا وإني أظن أن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئا، فقال لها النبي (صلى الله عليه وسلم): أرضعيه تحرمي عليه ويذهب الذي في نفس أبي حذيفة، فرجعت فقالت: إني قد أرضعته فذهب الذي في نفس أبي حذيفة.
وقد أنكرت السيدة أم سلمة (عليها السلام) على الحميراء إدخالها الفتيان اليافعين من رضاعة الكبير كما روى مسلم في صحيحه - الجزء 4 - الصفحة 169: عن زينب بنت أم سلمة قالت: قالت أم سلمة لعائشة: إنه يدخل عليك الغلام الأيفع الذي ما أحب أن يدخل علي، قال: فقالت عائشة: أما لك في رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أسوة، قالت: إن امرأة أبي حذيفة قالت يا رسول الله إن سالما يدخل علي وهو رجل وفي نفس أبي حذيفة منه شيء، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أرضعيه حتى يدخل عليك.
أيضا مما رواه المخالفون أن دجاجة عائشة (لعنها عليها) قد أكلت بعض آيات القرآن تحت سريرها فأذهبتها! وكان منها ”الآيات النازلة برضاعة الكبير“ وهي عشرا! إذ جاء عنها أنها قالت: ”عن عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) قالت: لقد أنزلت آية الرجم ورضعات الكبير عشرا فكانت في ورقة تحت سرير في بيتي فلما اشتكى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تشاغلنا بأمره ودخلت دويبة لنا فأكلتها“! (المصدر: مسند أحمد - الجزء 6 - الصفحة 269).
ومما رووه أيضا في هذا الشأن، حين وقفت عائشة عارية أمام ستار ليرتسم خيالها أمام رجليْن غريبيْن أدخلتهما عليها لتعلّمهما غسل الجنابة بحجة أنهما أخواها من رضاعة الكبير! فهذا مما روته صحاحهم المخزية على هذا النحو: ”عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: دخلت على عائشة أنا وأخوها من الرضاعة فسألها عن غسل النبي (صلى الله عليه وسلم) من الجنابة فدعت بإناء قدر الصاع فاغتسلت وبيننا وبينها سترا وأفرغت على رأسها ثلاثا“! (المصدر: صحيح مسلم - الجزء 1 - الصفحة 176).
وكانت عائشة تأمر أخواتها وبنات أخواتها أن يرضعن خمس رضعات من أحبت عائشة أن يراها ويدخل عليها - وإن كان كبيرا - وثم يدخل عليها، وأبت أم سلمة وسائر أزواج النبي أن يدخلن عليهن بتلك الرضاعة أحدا من الناس حتى يرضع في المهد. (راجع مسند أحمد - الجزء 6 - الصفحة 271).
وقد أفتى شيخ إسلامهم ابن تيمية برضاعة الكبير بناء على روايات عائشة، حين قال ”وإنما يحرم من الرضاع ما يحرم من الولادة ولهذا لم يحرم رضاع الكبير لأنه بمنزلة الطعام والشراب ...“. (المصدر: مجموع الفتاوى لابن تيمية الجزء 3 - الصفحة 167).
وقال أيضا: ”وأما رضاع الكبير فإنه لا يحرم في مذهب الأئمة الأربعة، بل لا يحرم إلا رضاع الصغير كالذي رضع في الحولين“. (المصدر: مجموع الفتاوى لابن تيمية - الجزء 3 - الصفحة 158).
وكذلك الألباني أفتى بجواز رضاع الكبير وله تسجيل صوتي منشور على الانترنت، بإمكان أي باحث الحصول عليه.
شكرا لحسن تواصلكم.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
11 شوال المكرّم 1435 هجرية