السلام عليكم سماحة الشيخ الكريم لدي سؤال بخصوص العدالة الإلهية كيف يسلط الله علينا الاباليس او الجن من حيث انا لا نراهم وهم يضرونا.هل هدا عدل؟؟؟ وشكرا ولا تنسى من صالح دعائكم
فاضل الجملي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن الله تعالى أتاح لإبليس (عليه اللعنة) القدرة على البقاء إلى يوم الوقت المعلوم وأعطاه كثيرا من الإمكانات التي يستطيع بها التأثير على البشر وإغوائهم، وهذا جزء من فلسفة الابتلاء الإلهي، وبدونه لا يتحقق هذا الابتلاء فلا يتميز المؤمن من الكافر، والمطيع من العاصي، والطيب من الخبيث.
قال تعالى: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّب). سورة آل عمران آية رقم 180 وفق ترقيم الرافضة. كما أن الناس في فتنةٍ واختبارٍ دائم وهي سنةٌ إلهية، فالله تبارك وتعالى يقول في كتابه الكريم: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ). سورة العنكبوت آية رقم 3 و4 وفق ترقيم الرافضة. والله سبحانه وتعالى يتعامل مع عباده إما بالمن والتفضل وهذا مع المؤمنين وإما بالعدل وهذا مع المنافقين والكافرين.
شكرا لحسن تواصلكم.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
15 شوال المكرّم 1435 هجرية