ما قولكم في آية التطهير كاملة ، \\\" وقرن في بيوتكن .... تطهيرا \\\"
الآية واضحة وراجعت التفاسير عندنا
ارجو منكم اجابة شافية (منطقية) مقنعة من عندنا ( تفاسيرنا ورواياتنا ) ومن عندكم .
مع العلم اني من غزة فلسطين واعتب على فضيلتكم أنكم لا توجهوا لنا رسائل ترشدنا إلى الحق والطريق المستقيم بما نعانيه من بني صهيون وتكالب المتكالبين .
نحن في دائرة مغلقة وانتم تتحملون مسؤوليتنا أمام الله ليس قصدي إلا في توضيح الطريق لنا ومساندتنا في الكلمة .
محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن كنت تقصد أن آية التطهير تشمل أزواج رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فهذا خلاف ما ورد في تفسير الآية الكريمة. ففي آية التطهير وردت نصوص متواترة بشأنها تبين أنّ المقصود بتلك الآية هم الخمسة المعصومون (عليهم السلام) لا غيرهم. أما لماذا جاءت آية التطهير بعد الخطاب الموجه لأزواج النبي، فهذا ما نسميه التعريض. أي أنكم يا أهل البيت الأطهار لا يضيركم ولا يحط من قدركم مخالفة أزواج النبي لتلك الأوامر.
مخالفة عائشة لأمر القرآن لها بالقرار في بيتها وإقدامها على فاحشة الزنا ليس يقدح في طهارة وعصمة وقدر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فهو معصوم طاهر مُطهر، وليس ينال من مقام الزهراء البتول انحراف زوجة أبيها، كما لا يحط ذلك من مقام السبطين عليهما السلام وأمير المؤمنين عليه السلام.
لقد جهد الضالون وما زالوا في الإصرار على وجود ملازمة بين انحراف عائشة لعنها الله و الطعن في عصمة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، والحال أنّ هذه الآية بحد ذاتها لو تأمل القوم جيدا فإنها تنفي مسؤولية محمد وآله الأطهار عن أي انحراف من عائشة (لعنها الله) وتثبت أنّ ذلك لا يسيء إليهم ولا يخدش في طهارتهم وكمالهم وعصمتهم على الإطلاق.
هذا كقول أحدهم لمجموعة من أبنائه:
سوف نسافر هذا العام فاستذكروا دروسكم جيدا واجتهدوا. إنّي أحبكن بناتي فإنكنّ عاقلات مجدات. هنا الأب فجأة تحوّل من توجيه الأمر لأبنائه بالجد في دروسهم إلى مخاطبة بناته ووصفهن بأنهن عاقلات مجدات في إشارة إلى كون عدم التزام أبناءه بتعاليم والدهم لا يغير شيئا في حقيقة كون بناته مجتهدات ولا يمكن تحميلهن مسؤولية فشل الأبناء وحرمانهن بالتالي من السفر.
الآية جاء فيها تهديد ووعيد وبيان لكون من لا تلتزم بالتقوى ”تهبّط“ منزلتها فتصبح كأي امرأة من سائر النساء وذلك قبل الآية التي سبقت ما وجهه الله تعالى من أوامر لأزواج النبي (صلى الله عليه وآله) ثم بعدها جاءت آية التطهير في دلالة واضحة على كون من يتحملن مسؤولية مخالفة هذه الأوامر وتحمل العقاب المضاعف هنّ فقط ازواج النبي، ومن يحط عدم التزامهن بالتقوى من قدرهن فيجعلهن كأي واحدة من النساء هنّ أزواج النبي ولا شأن لرسول الله وأهل بيته الأطهار بمخالفات أزواج النبي ولا يخدش ذلك إطلاقا في مقام عصمتهم ولا يحط من قدرهم ومنزلتهم قيد أنملة لا كما يحاول الجهلة إلى اليوم أن يصوّروا الأمر مع بالغ الأسف فيقولون الطعن في عائشة هذا يعني الطعن في عصمة النبي والحط من قدره!
اقرأ الآيات بتمامها لتدرك المعنى الذي بينّاه لكم، قال تعالى: ”يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)“ سورة الأحزاب.
هذا ولا يخدعنّك علماء الضلال الذين يزعمون أن هذا المقطع من الآية الشريفة قد نزل في نساء النبي (صلى الله عليه وآله)، فإنه قد نزل في الخمسة أصحاب الكساء فقط؛ وهم محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (صلوات الله عليهم)، وعلى هذا أجمعت الصحاح وكتب الحديث والرواية.
قال ابن عساكر: ”وقولها – أي أم سلمة رضوان الله عليها: وأهل البيت رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين - هؤلاء الذين ذكرتهم إشارة إلى الذين وُجدوا في البيت في تلك الحالة، وإلا فآل رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم أهل البيت، والآية نزلت خاصة في هؤلاء المذكورين“. (الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين لابن عساكر ص106).
وقال الطحاوي: ”إن المرادين فيها هم رسول الله وعلي وفاطمة وحسن وحسين دون مَن سواهم“. (مشكل الآثار ج8 ص476).
والنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) قد فسّر بنفسه الآية عملياً وأوضح المرادين منها في حادثة الكساء الشريف، مبيّنا أن نساءه خارجات عنها، حين دعا ربّه واصفا عليا وفاطمة والحسنين (عليهم السلام): ”هؤلاء أهل بيتي“. وفي لفظ آخر: ”هؤلاء أهل البيت فأذهب عنهم الرّجس وطهرهم تطهيرا“. (المستدرك للحاكم ج3 ص158 وسنن البيهقي ج2 ص105 وتفسير الطبري ج10 ص297 ومسند أحمد بن حنبل ج6 ص292 وغيرها كثير).
بل وكان صلى الله عليه وآله يؤكد على المقصودين بالآية يوميا حين يطرق باب علي وفاطمة (عليهما السلام) كل صباح، فقد روى البخاري عن أبي الحمراء قال: ”صحبت النبي صلى الله عليه وسلم تسعة أشهر فكان إذا أصبح كل يوم يأتي باب علي وفاطمة فيقول: السلام عليكم، إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا“. (التاريخ الكبير للبخاري ج9 ص26 وكذا ابن شيبة في مسنده ج2 ص232 وابن عبد البر في الاستيعاب ج4 ص572 وغيرها).
ويدل هذا على أن الآية هي في أهل البيت الخمسة ومن ينحدر عنهم بالنص الوارد عنهم، لا في غيرهم كنساء النبي (صلى الله عليه وآله) إذ إنه لم يصنع معهم مثل ما صنع مع علي وفاطمة والحسنين (عليهم السلام) ولا أُثر عنه أنه كان يطرق أبوابهن ويخاطبهن بهذه الآية.
ولا أدلَّ على خروج الزوجات عن المرادين بهذه الآية من حديث أم سلمة (رضوان الله عليها) حيث منعها النبي (صلى الله عليه وآله) من الدخول تحت الكساء قائلا: ”إنك إلى خير، إنك إلى خير“. وفي لفظ آخر: ”أنت على مكانك وإنك إلى خير“. (مسند أحمد بن حنبل ج6 ص292 والدر المنثور للسيوطي ج5 ص198 وغيرهما كثير).
وفي لفظ ثالث قالت أم سلمة: ”يا رسول الله ما أنا من أهل البيت؟ قال: إنك أهلي خير، وهؤلاء أهل بيتي“. (مستدرك الحاكم ج2 ص416 وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه).
إلى هنا عرفنا أن الآية نزلت في أهل البيت خاصة، وهم علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) كما عرفنا أنها تدل على عصمتهم المطلقة الدائمة.
وقد قال بعض المحقّقين: إنّ الروايات تزيد على سبعين حديثاً ، يربو ما ورد منها من طرق المخالفين على ما ورد منها من طرق الشيعة ، فقد رواها المخالفين بطرق كثيرة ، عن وأم المؤمنين السيدة أم سلمة (عليها السلام) وعائشة (لعنها الله) وأبي سعيد الخدري ووائلة الأسفع وأبي الحمراء وابن عبّاس وثوبان مولى النبيّ (صلى الله عليه وآله) وعبد الله بن جعفر وعلي والحسن بن عليّ (عليه السلام) ، في قريب من أربعين طريقاً ، ورواها الشيعة عن عليّ والسجّاد والباقر والصادق والرضا (عليهم السلام) وأم المؤمنين السيدة أم سلمة (عليها السلام) وغيرهم ، في بضع وثلاثين طريقاً ، وفي الكلّ أنّها نزلت في الخمسة الطيّبة (صلوات الله و سلامه عليهم).
وأما ما جاء عن طريق أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، نذكر منها ما رواه العلامة المجلسي رضوان الله تعالى عليه في كتابه بحار الأنوار:
في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى «إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا» قال : نزلت هذه الآية في رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وذلك في بيت أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله) دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا وفاطمة والحسن والحسين ثم ألبسهم كساءا له خيبريا ودخل معهم فيه ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي الذين وعدتني فيهم ما وعدتني اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، فنزلت هذه الآية“. (بحار الأنوار - ج35 ص207).
وعن الرضا (عليه السلام) عن آبائه عن علي بن الحسين (عليهم السلام) عن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي وفي يومي وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندي فدعا عليا وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وجاء جبريل فمد عليهم كساءً فدكيا ثم قال : ”اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قال جبريل وأنا معكم يا محمد فقال النبي (صلى الله عليه وآله): وأنت منا يا جبريل، قالت أم سلمة فقلت: يا رسول الله وأنا من أهل بيتك، وجئت لأدخل معهم فقال: كوني مكانك يا أم سلمة إنك على خير أنت من أزواج نبي الله فقال جبريل (عليه السلام) اقرأ يا محمد ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) في النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)“. (بحار الأنوار - ج35 ص207).
سماحة الشيخ الحبيب يدعوكم إلى العودة الحقيقية إلى الله سبحانه وتعالى وإلى محمد وعلي، واتركوا أبا بكر وعمر.. لتعود إليكم القدس بالمهدي!
للاطلاع على تعليمات ونصائح سماحته بهذا الشأن الرجوع إلى المقالة التالية:
(عودوا إلى محمد وعلي.. تعود إليكم القدس بالمهدي!)
كما ننصحكم بمشاهدة المحاضرات التالية:
1- سلسلة محاضرات "كيف زُيّف الإسلام؟!".
2- سلسلة محاضرات "أكذوبة عدالة الصحابة".
3- سلسلة محاضرات "لا تغتروا بمن يُسمون الصحابة".
شكرا لحسن تواصلكم.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
27 شوال المكرّم 1435 هجرية