كيف نستطيع أن نتشرف برؤية صاحب الزمان؟ وما هي الحواجز التي تمنع؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

كيف نستطيع أن نتشرف برؤية صاحب الزمان وما هي الحواجز التي تمنع؟

سمير


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد سيد الشهداء ومولى الأحرار الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).

ج1: بينت الروايات الشريفة أن الإمام صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ينتفع به في زمن الغيبة الكبرى كانتفاع الناس بالشمس وإن جللها السحاب (بحار الأنوار للعلامة المجلسي - الجزء 52 - الصفحة 93)، فإذا ذهبت إلى البلدان التي تحيطها الجبال تجد أن هنالك طبقة من السحب تحجب الشمس، فمن يريد أن يرى الشمس فعليه تسلق الجبال للوصول إلى ما فوق السحب حتى يراها صافية طبيعية، وهذا صعب جدا ويحتاج إلى أمور عديدة ومنها القوة البدنية. وهذا قد ذكره سماحة الشيخ الحبيب كمثال مبسط لمن يريد أن يتشرف بلقاء الإمام (عليه الصلاة والسلام).

لابد لمن أراد ذلك الشرف العظيم أن يهذب نفسه وسلوكه وأن يكون من أهل التقوى والورع والجهاد في سبيل الله والابتعاد ليس عن المحرمات والمكروهات فقط، بل حتى عن الشبهات والأخذ بالاحتياط وهو سبيل النجاة، وكذلك أن تكون لديه ولاية مطلقة لمحمد وآله (عليهم السلام) وبراءة مطلقة من أعدائهم عليهم اللعنة والثروة للزهراء (عليها الصلاة والسلام) وهدم ونسف رموز الباطل والكفر، وهذا هو الطريق المختصر للتشرف بلقاء الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، نعم الأمر صعب جدا ولكن ليس بمستحيل.

أيضا من الأعمال التي تؤدي إلى النيل لهذا الشرف العظيم، أن يلتزم يوميا على زيارة الإمام (عليه الصلاة والسلام) ومبايعته بعد صلاة الفجر: ”اَللّـهُمَّ بَلِّغْ مَوْلايَ صاحِبَ الزَّمانِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ عَنْ جَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ في مَشارِقِ الأرض وَمَغارِبِها، وَبَرِّها وَبَحْرِها وَسَهْلِها وَجَبَلِها، حَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ، وَعَنْ والِدِيَّ وَوَُلَدي وَعَنّي مِنَ الصَّلَواتِ وَالتَّحِيّاتِ زِنَةَ عَرْشِ اللهِ وَمِدادَ كَلِماتِهِ، وَمُنْتَهى رِضاهُ وَعَدَدَ ما اَحْصاهُ كِتابُهُ وَاَحاطَ بِهِ عِلْمُهُ، اَللّـهُمَّ اِنّي اُجَدِّدُ لَهُ في هذَا الْيَوْمِ وَفي كُلِّ يَوْم عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً في رَقَبَتي اَللّـهُمَّ كَما شَرَّفْتَني بِهذَا التَّشْريفِ وفضلتني بِهذِهِ الْفَضيلَةِ وخصصتني بِهذِهِ النِّعْمَةِ، فَصَلِّ عَلى مَوْلايَ وَسَيِّدي صاحِبِ الزَّمانِ، وَاجْعَلْني مِنْ أنصاره وَاَشْياعِهِ وَالذّابّينَ عَنْهُ، وَاجْعَلْني مِنَ الْمُسْتَشْهَدينَ بَيْنَ يَدَيْهِ طائِعاً غَيْرَ مُكْرَه فِي الصَّفِّ الَّذي نَعَتَّ اَهْلَهُ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: (صَفّاً كأنهم بُنْيانٌ مَرْصوُصٌ) عَلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ وَآلِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، اَللّـهُمَّ هذِهِ بَيْعَةٌ لَهُ في عُنُقي اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ“. ثم بعد ذلك تصفق بيدك صفقة البيعة وتقول ”اللهم هذه بيعة له في عنقي إلى يوم القيامة“.

أما بخصوص الحواجز التي تمنع فهي سوء الأعمال؛ فالإمام ليس غائبا عنا ولكن نحن الغائبون عنه بسوء أعمالنا، كما ورد في قصة مفصلة وهي تشرّف علي بن مهزيار (رضوان الله عليه) في موسم الحج بلقاء مولانا صاحب الأمر (صلوات الله عليه)، وهي القصة المشهورة في كتب التاريخ.

فعندما آن أوان اللقاء وجاء الإذن من لدن مولانا الإمام (صلوات الله عليه)، بعث أحد خدمته إلى ابن مهزيار ليأخذه ويوصله. كان علي بن مهزيار حينها عند باب الكعبة، يدعو بأن تتحقق أمنيته الموعودة، وإذا بالخادم يأتيه فيقول له: ”ما الذي تريده يا أبا الحسن“؟ التفت ابن مهزيار بلهفة إلى السائل وقال جوابا: ”الإمام المحجوب عن العالم“!
هنا لندقق في جواب ذلك الخادم (رضوان الله عليه) والذي لم تكشف لنا الرواية اسمه.. بماذا أجاب ابن مهزيار قبل أن يأخذ بيده ويوصله إلى حيث حجة الله على أرضه؟

لقد أجابه قائلا: ”ما هو بمحجوب عنكم! ولكن حجبه سوء أعمالكم“!! (المصدر: بحار الأنوار - الجزء 53 - الصفحة321).

فهكذا إذن! ليس سوانا من جعل بقية الله (صلوات الله عليه) يحتجب عنّا ويغيب! وهو أساسا ليس غائبا عنا.. بل نحن الغائبون عنه! فبسبب سوء صنائعنا وأعمالنا حجبناه عن أنفسنا، وإلا فهو حاضر، يطوف بيننا، ولكننا لا نراه.

شكرا لحسن التواصل.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

15 محرم الحرام 1435 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp