السلام عليكم
الشيخ ياسر الحبيب .. تحية طيبة وبعد ،
كيف يمكن الرد على مقولة أن الإسلام دين إجرامي وحشي في أحكامه و لا يحترم أبسط حقوق الإنسان؟
1- فمثلا حكم قطع يد السارق ، إن العار يلحق بهذا السارق طوال حياته حتى لو تاب.
2- هل لو أعطي المجال للحاكم الشرعي أن يحكم لطبق هذه الأحكام التي تعتبر وحشية حسب معايير هذا الزمن؟
3- هل فعلا تعتبر عقوبة الشواذ القتل؟ ألا يعد ذلك وحشية و مناقض لدين الرحمة؟ ألا يعد ذلك مخالف للأية "إنما أنت منذر لست عليهم بمسيطر"؟
4- ماذا عن حد الردة؟ ألم يقل الله "من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر"؟
5- ما رأيكم في العلماني الذي يقول أن الدين فاشل في إدارة الدولة و يجب إقصاؤه من السيطرة على إدارة المجتمع و حصره في الفرد؟
6- ما رأيكم فيمن يقول أن القرآن كان رحيما في آياته المكية ليكسب الناس أما في الآيات المدنية كان قاسيا؟ و ما رأيكم باستدلاله بالآية "و قاتلوا الكفار .." و كذلك "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ" أ ليس في ذلك وحشية؟
لم أتجه إليكم بهذه الأسئلة إلا لتساؤلي عنها كل يوم ، هل فعلا هذا الدين جاء من الله مع كل هذه التناقضات المنافية للكمال؟ أرجو الإجابة بشيء من التفصيل إن تكرمتم و أن تدلونا على أهم المؤلفات و الكتب التي تستفيض في توضيح مثل هذه التساؤلات و كذلك دروس الشيخ ياسر في أمور الإلحاد و العلمانية ان وجدت و السلام.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام).
ج: أن حد الردة وكثيراً من الحدود الأخرى كقطع يد السارق مثلاً، هي من قبيل (الحكم مع وقف التنفيذ) كنوع من التهديد النفسي والعقوبة الأدبية لتحصين المجتمع وحمايته من الكفر والطغيان والانحلال الأخلاقي ونحو ذلك، ويستفاد ذلك من ملاحظة الشروط الشرعية الكثيرة التي لا بد من استيفائها لإجراء الحد والتي تكاد أن تكون شروطاً تعجيزية لا يمكن معها إجراء الحد إلا من قبل الإمام المعصوم عليه السلام، كما يستفاد ذلك من سيرة النبي الأكرم والأئمة المعصومين (عليهم الصلاة والسلام) حيث غضوا الطرف عن إجراء الحدود في الكثير من الحالات رغم استيفاء الشروط. وعلى أي حال فإن من المقطوع به أن (الحرية الدينية) مبدأ أساسي من مبادئ الإسلام. قال تعالى: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ).
فعلى سبيل المثال هناك أكثر من ٤٠ شرطاً لقطع يد السارق حتى يجري الحكم على السارق، وهذا شبه مستحيل في توفرها بالسارق، وما ذلك إلا لسماحة الإسلام.
ونود أيضاً أن نلفت أنظاركم إلى أن الدين الإسلامي المحمدي هو دين الرحمة، وهو ما ليس عليه الدين البكري الذي شوّه صورة الإسلام الحقيقي، إسلام محمد وعلي والزهراء والأئمة عليهم السلام، ففرّق.
ج2: بالنسبة لقول العلماني بأن الدين فاشل في إدارة الدولة، فهذا الكلام مجانب للصواب، فلو طبّق الإسلام المحمدي الأصيل بشكل صحيح، لوجدوا أن الإسلام هو الطريق الوحيد والصحيح لإدارة الدولة والمجتمع، وأن غيره كالعلمانية والليبرالية وغيرها وهمٌ في وهم.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
5 محرم الحرام 1437 هجرية