السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ..الصلاة والسلام على نبينا محمد وآل وسلم تحية طيبة للشيخ الحبيب الفقيه ياسر حفصكم الله ..... أريد تفسير آية رقم 15-16 من سورة القصص وهل هنا النبي موسى عليه السلام ارتكب ذنب أو أقترف جريمه عمدا كما يقول المخالفين .وجزاكم الله والسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى زيارة الأربعين وعودة سبايا أهل البيت عليهم السلام.
جاء في تفسير البرهان للسيد هاشم البحراني عليه الرحمة والرضوان في تفسير هاتين الآيتين الكريمتين:
عن علي بن محمد بن الجهم، قال: حضرت مجلس المأمون ، وعنده الرضا علي بن موسى (عليهما السلام)- وذكر حديث عصمة الأنبياء (عليهم السلام)، وقد ذكرنا منه غير مرة- فكان فيما سأل المأمون الرضا (عليه السلام) أن قال له: أخبرني عن قول الله عز وجل: (فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ).
قال الرضا (عليه السلام): «إن موسى (عليه السلام) دخل مدينة من مدائن فرعون على حين غفلة من أهلها، وذلك بين المغرب والعشاء، فوجد فيها رجلين يقتتلان: هذا من شيعته، وهذا من عدوه، فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه، فقضى موسى (عليه السلام) على العدو بحكم الله تعالى ، فوكزه فمات، قال: (هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ) يعني الاقتتال الذي كان وقع بين الرجلين، لا ما فعله موسى (عليه السلام) من قتله، إنه يعني الشيطان (عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ)».
قال المأمون: فما معنى قول موسى (عليه السلام): (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي)؟
قال: «يقول: إني وضعت نفسي غير موضعها بدخول هذه المدينة، فاغفر لي، أي استرني من أعدائك لئلا يظفروا بي فيقتلوني (فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، قال موسى (عليه السلام): (رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ) من القوة حتى قتلت رجلا بوكزة (فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ) بل أجاهد في سبيلك بهذه القوة حتى ترضى.
فَأَصْبَحَ موسى (عليه السلام) (فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ)، قال له موسى: إنك لغوي مبين، قاتلت رجلا بالأمس، و تقاتل هذا اليوم؟ لأؤدبنك، وأراد أن يبطش به، فلما أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما، وهو من شيعته، قال: يا موسى: (أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ)».
قال المأمون: جزاك الله عن أنبيائه خيرا، يا أبا الحسن.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
21 صفر 1437 هجرية