السلام عليكم و رحمة الله و بركاته شيخنا المجاهد ياسر الحبيب حفظكم الله و رعاكم
لدي سؤال بخصوص موسى المبرقع ما هي مثالبه ؟ لأني رأيت إجابة لسماحة الشيخ الحبيب حفظه الله يقول فيه أن موسى المبرقع مذموم و أنا متوقف بخصوص هذه الشخصية و نريد معرفة حقيقتها و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
سم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في مصادرنا المعتبرة: «كَانَ الْمُتَوَكِّلُ يَقُولُ ويْحَكُمْ، قَدْ أَعْيَانِي أَمْرُ ابْنِ الرِّضَا، أَبى أَنْ يَشْرَبَ مَعِي، أَوْ يُنَادِمَنِي، أَوْ أَجِدَ مِنْهُ فُرْصَةً فِي هذَا فَقَالُوا لَهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ مِنْهُ فَهذَا أَخُوهُ مُوسى قَصَّافٌ عَزَّافٌ، يَأْكُلُ ويَشْرَبُ وَيَتَعَشَّقُ، قَالَ ابْعَثُوا إِلَيْهِ، فَجِيئُوا بِهِ حَتّى نُمَوِّهَ بِهِ عَلَى النَّاسِ، ونَقُولَ ابْنُ الرِّضَا. فَكَتَبَ إِلَيْهِ، وأُشْخِصَ مُكَرَّماً، وتَلَقَّاهُ جَمِيعُ بَنِي هَاشِمٍ والْقُوَّادُ والنَّاسُ عَلى أَنَّهُ إِذَا وافى أَقْطَعَهُ قَطِيعَةً، وبَنى لَهُ فِيهَا، وحَوَّلَ الْخَمَّارِينَ والْقِيَانَ إِلَيْهِ، وو صَلَهُ وَبَرَّهُ، وجَعَلَ لَهُ مَنْزِلاً سَرِيّاً حَتّى يَزُورَهُ هُوَ فِيهِ. فَلَمَّا وافى مُوسى تَلَقَّاهُ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام فِي قَنْطَرَةِ وصِيفٍ - وهُوَ مَوْضِعٌ يُتَلَقّى فِيهِ الْقَادِمُونَ - فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، ووفَّاهُ حَقَّهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: إِنَّ هذَا الرَّجُلَ قَدْ أَحْضَرَكَ لِيَهْتِكَكَ، ويَضَعَ مِنْكَ، فَلَا تُقِرَّ لَهُ أَنَّكَ شَرِبْتَ نَبِيذاً قَطُّ. فَقَالَ لَهُ مُوسى فَإِذَا كَانَ دَعَانِي لِهذَا، فَمَا حِيلَتِي؟ قَالَ: فَلَا تَضَعْ مِنْ قَدْرِكَ، ولَاتَفْعَلْ؛ فَإِنَّمَا أَرَادَ هَتْكَكَ. فَأَبى عَلَيْهِ، فَكَرَّرَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَأى أَنَّهُ لَايُجِيبُ، قَالَ: أَمَا إِنَّ هذَا مَجْلِسٌ لَاتُجْمَعُ أَنْتَ وهُوَ عَلَيْهِ أَبَداً. فَأَقَامَ ثَلَاثَ سِنِينَ يُبَكِّرُ كُلَّ يَوْمٍ، فَيُقَالُ لَهُ: قَدْ تَشَاغَلَ الْيَوْمَ، فَرُحْ. فَيَرُوحُ، فَيُقَالُ: قَدْ سَكِرَ، فَبَكِّرْ. فَيُبَكِّرُ. فَيُقَالُ: شَرِبَ دَوَاءً. فَمَا زَالَ عَلى هذَا ثَلَاثَ سِنِينَ حَتّى قُتِلَ الْمُتَوَكِّلُ، ولَمْ يَجْتَمِعْ مَعَهُ عَلَيْهِ». (الكافي للكليني ج2 ص610 والإرشاد للمفيد ج2 ص307 وإعلام الورى للطبرسي ج2 ص121)
وفقكم الله لمراضيه
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
28 ربيع الأول 1438 هجرية