السلام عليكم سماحة الشيخ وبعد
فهذه جملة أسئلة حول تفسير الإمام الجليل علي بن إبراهيم القمي رحمه الله:
1. هل يرى سماحة الشيخ أن تفسير القمي معتبر كله؟
2. هل تفسير القمي مختلط بين أربعة تفاسير كما يقول البعض؟ وإن كان ذلك صحيحًا فكيف نميز روايات علي بن إبراهيم من غيرها؟
3. هل وضع جَمَعة الكتاب أحاديث على علي بن إبراهيم القمي؟ ومن هو أبو الجارود؟
4. هل يرى سماحة الشيخ أن كل رجال تفسير القمي ثقات؟
5. هل يرى سماحة الشيخ أن المقدمة من كتابة علي بن إبراهيم نفسه؟
6. هل لكم أن ترشدوني لتحقيقات مفصلة ولآراء العلماء حول هذا التفسير الجليل؟
أشكركم سماحة الشيخ وأرجو أن أسمع إجابتكم قريبًا، وفقكم الله .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسعد الله أيامكم بذكرى ميلاد السيدة الزهراء عليها السلام وذكرى هلاك الطاغية الأول لعنه الله.
يرى الشيخ أن تفسير القمي «غير خلي من الاعتبار»، وأن ما جاء فيه عن الشيخ الأقدم علي بن إبراهيم القمي رضوان الله عليه محل اعتماد، أما ما جاء عن أبي الجارود فيُنظر فيه، وكذا ما حُسب أنه من تفسير القمي إلا أنه مُدرج فيه من سِير وغزوات وملاحم.
ويرى الشيخ أن من صحّت رواية الشيخ القمي عنه في تفسيره «الأصل وثاقته» إلا أن يُبتلى بمعارض أو خدش أقوى، لا أن مجرد كونه من رجاله يكفي في توثيقه استقلالاً.
ولم يثبت عند الشيخ أن هناك من تعمّد الوضع على الشيخ القمي.
وأما أبو الجارود فهو زياد بن المنذر الهمداني، كان من أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام) ثم صار زيدياً لمّا خرج زيد، وإليه تنتسب الفرقة الجارودية. له تفسير عن الباقر (عليه السلام) لم يصلنا. وثمة قول بأنه بعد مقتل زيد رجع إلى الحق كما يُستظهر من روايات الصدوق عنه. والمقبول من رواياته عند الشيخ ما احتفّت به قرائن الصحة والصدق أو ما تقوّى برواية الأجلاء واحتجاجهم به عنه. وهو الغالب في مصادرنا المعتمدة.
ولا يرى الشيخ أن مقدمة التفسير بقلم الشيخ القمي بل هي بقلم مَن جمعه، وهو إما أبو الفضل العباس بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر عليهما السلام، وإما الشيخ النعماني.
والقدر المتيقن عند الشيخ أن التفسير المتداول باسم تفسير القمي إنما هو مزيج من تفسير الشيخ علي بن إبراهيم المعروف بتفسير الصادق عليه السلام، وتفسير أبي الجارود المعروف بتفسير الباقر عليه السلام، وتفسير مأخوذ مما اشتُهر من سير وغزوات وملاحم وهو الراجع للشيخ النعماني على الأرجح.
وأما التمييز بين روايات التفسير فقد قال الشيخ في كتاب (الفاحشة الوجه الآخر لعائشة - ص934): وفي حقيقة الأمر أن التمييز بين التفسيريْن في مثل ذلك سهل، فإن الجامع للتفسيريْن في واحد بعدما يُدخل ما رواه عن أبي الجاورد وغيره من مشايخه؛ يأتي ويعود إلى تفسير القمي وينبّه على ذلك بعبارات من قبيل: «قال علي ابن إبراهيم.. رجع إلى رواية علي بن إبراهيم.. رجع إلى تفسير علي بن إبراهيم.. رجع الحديث إلى علي بن إبراهيم.. من هنا عن علي بن إبراهيم» ونحو ذلك. وفي الروايات يمكن التمييز بين التفسيريْن بملاحظة طبقة الجامع وطبقة القمي وطبقة أبي الجارود، ومشايخ كلٍّ منهم. - انتهى.
وفقكم الله لمراضيه
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
22 جمادى الآخرة 1438 هجرية