سلام عليكم
کلام عریض طویل من الباحث حیدر حب الله تلمیذ کمال الحیدری فی موقعه یستنتج بهذه النتیجه فی آخر المطاف : إنّ مقتضى القاعدة هو الحكم بصحّة نسب عمر بن الخطاب إلى أبيه وأمّه، وأنّه لا يوجد أيّ دليل عقلي أو نقلي أو شرعي أو تاريخي يثبت أنّه ابن زنا
و يعلق عل ما کل ما ذکرتموه فی موقعکم (القطرة) من رواية الكلبي و غيره من الأسانيد حول نسب عمر :
إنّ بعض النصوص لا تتحدّث عن الموضوع بشكل مباشر، ففيها إيهام بالزنا، ولو ثبت الزنا على بعض الأمّهات، فهذا لا يثبت أنّ شخص عمر بن الخطاب هو ابن زنا، فهناك فرق بينهما، شرعاً وعرفاً وعقلاً. والمصدران العمدة المتوفران بين أيدينا اليوم (كتاب سليم وكتاب مثالب العرب) غاية ما يفيدان كون جدّ عمر بن الخطاب ـ أو والده ـ ابن زنا، لا عمر بن الخطاب نفسه.
الحقيقه بعد ما قرأت أجوبتكم (هل صحيح أن عمر بن الخطاب وُلد من سفاح؟) و (عمر بن الخطاب أمه حنتمة العربية الأصيلة!) كلام حب الله أوقعني في شك من قبول تلك الروايات و الأسانيد لاثبات ان عمر ابن حرام
البته هذا الشك فقط في قبول تلك الروايات لاثبات هذه الحقيقة و إلا قطعا و باليقين أن أعداء أهل البيت عليهم السلام كلهم ليسوا طاهرين الولادة بدليل حديث نبوي : يا علي من يبغضك منافق او ولد حيض او زنا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلام تافه وسخيف ممن لا باع له في التحقيق سوى التطفل على ساحة العلم والعلماء. فإن الحوادث التأريخية تخضع لقواعد التحقيق التأريخي لا غيرها من قواعد، فيما لو كانت تلك الحوادث التأريخية يترتّب على إثباتها أو نفيها حكم تكليفي خاص وما أشبه. وما نحن فيه هو من القسم الأول إذ يكفي فيها الاطمئنان بصدورها ووقوعها مع وجود القرائن، وهذا الجاهل خلط بين الأمرين.
فما يمكن قبوله في عملية التحقيق التاريخي للتوصل إلى نتيجة تأريخية معيّنة أو إثبات حادث تأريخي معيّن؛ قد لا يمكن قبوله في عملية استنباط الحكم الشرعي للتوصل إلى نتيجة حكمية معيّنة أو إثبات حكم تكليفي تعبّدي معيّن، والعكس بالعكس.
ومسألة تولّد عمر بن الخطاب من الزنا لا يمكن دفعه بأي وجهٍ من الوجوه، وهذا ما نطقت به كتبنا وكتب المخالفين على السواء، وأشهر النسابين عندهم وهو محمد بن السائب الكلبي قد ذكر ذلك في كتبه كما ذكرنا ذلك سابقا.
وهذا الجاهل لو رجع إلى الأصول الستة عشر -على سبيل المثال- لعرف أن عمر بن الخطاب لعنه الله كان يخشى من أن يقوم رسول الله صلى الله عليه وآله بفضح نسبه على رؤوس الأشهاد كما فعل مع قوم آخرين. وهذه الحادثة لها شواهد حتى في كتب العدو إلا أنهم تلاعبوا بها حتى يطمسون الحقائق عن الناس كعادتهم.
عن أسلم مولى ابن الحنفية قال مات ابن لصفية بنت عبد المطلب يقال له عبد الرحمن فوجدت عليه وجدا شديدا قال فدخلت على النبي صلى الله عليه وآله فرآها ثم قال يا عمة إن شئت سألت ربي أن يرده عليك فيكون معك حيوتك وإن شئت احتسبتيه فهو خير لك قالت فإني احتسبه قال فخرجت من عنده فمرت على نفر من قريش فقال لها بعضهم يا صفية غطي قرطيك فإن قرابتك من محمد لن تنفعك إنما وجدنا مثل محمد في نبي هاشم مثل عذق نبت في كباة قال فرجعت مغضبة فدخلت على النبي صلى الله عليه وآله فقال لها يا عمة هل بدا لك فيما قلت لك شيء قالت لا ولكن سمعت ما هو أشد علي من فقد ابني! مررت بنفر من قريش فقال لي بعضهم يا صفية غطي قرطيك فإن قرابتك من محمد لن تنفعك شيئا إنما وجدنا مثل محمد في بني هاشم مثل عذق نبت في كباة قال فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله مغضبا واجتمع الناس إليه ولبست الأنصار السلاح وأحاطوا بالمسجد وكان إذا صعد المنبر من غير دعوة فعلت ذلك الأنصار قال فمكث طويلا لا يتكلم ولا يسألونه. فقال انسبوني من انا فقالوا أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن
هاشم بن عبد مناف صلى الله عليه فوالله لا يسألني رجل منكم اليوم من أهل الجنة إلا أخبرته ولا من أهل النار إلا أخبرته ولا من أبواه إلا أخبرته إني لأبصركم من بين أيديكم ومن خلفكم فقام إليه غير واحد فسأله أمن أهل الجنة فأخبره أو من أهل النار فأخبره ثم قام إليه حبيش بن حذافة السهمي وهو الذي كانت حفصة بنت عمر عنده وهو الذي كان يعيرها به عثمان فيقول يا سوأة حبيش فقال من أبي؟ فقال أبوك حذافة السهمي وكان يغمز فقال الله أكبر الذي أثبت نسبي على لسان نبيه صلى الله عليه وآله، فقام إليه عمر فقال يا رسول الله اعف عنا عفا الله عنك واغفر لنا غفر الله لك فإنه لا علم لنا بما صنعت النساء في خدورها، قال فانطلق الغضب عن رسول الله وذلك قبل أن ينزل الجلباب. (أصل عاصم الحناط ص39)
أما ما جاء في طرق العدو بعد التحريف والتزوير:
في صحيح البخاري برقم 92: سئل النبي عن أشياء كرهها فلما أكثر عليه غضب ثم قال للناس سلوني عما شئتم قال رجل من أبي قال أبوك حذافة فقام آخر فقال من أبي يا رسول الله فقال أبوك سالم مولى شيبة فلما رأى عمر ما في وجهه قال يا رسول الله إنا نتوب إلى الله عز وجل.
وفي صحيح البخاري برقم 93: عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج فقام عبد الله بن حذافة فقال من أبي فقال أبوك حذافة ثم أكثر أن يقول سلوني فبرك عمر على ركبتيه فقال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا فسكت.
وفي مسند أبي يعلى برقم 3590 عن أنس بن مالك: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غضبان فخطب الناس فقال: لا تسألوني عن شيء اليوم إلا أخبرتكم به، ونحن نرى أن جبريل معه ... فقام إليه عمر بن الخطاب قال: يا رسول الله، إنا كنا حديثي عهد بجاهلية، فلا تبد علينا سوآتنا قال: أتفضحنا بسرائرنا فاعف عنا، عفا الله عنك، رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا، قال: فسري عنه ثم نظر فقال: ما رأيت كاليوم في الخير والشر".
وفي تفسير الطبري: "...فقام عمر فقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا، وبالقرآن إماما، إنا يا رسول الله حديثو عهد بجاهلية وشرك، والله أعلم من آباؤنا، قال: فسكن غضبه، ونزلت هذه الآية: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم)".
وهذا خالد بن سعيد بن العاص رضوان الله تعالى عليه يعرّض بعمر بن الخطاب بعد إنكاره على جلوس أبي بكر لعنه الله مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله واغتصابه للخلافة حيث قال لعمر: "يا ابن صهاك الحبشية أبأسيافكم تهددونا، أم بجمعكم تفزعونا؟ والله إن أسيافنا أحد من أسيافكم، وإنا لأكثر منكم، وإن كنا قليلين، لأن حجة الله فينا..".
وكذلك أمير المؤمنين علي عليه السلام وصمه بذلك في نفس الحادثة "فوثب إليه أمير المؤمنين (عليه السلام)وأخذ بمجامع ثوبه ثم جلد به الأرض، ثم قال يا ابن صهاك الحبشية، لولا كتاب من الله سبق وعهد من رسول الله (صلى الله عليه وآله) تقدم لأريتك أينا أضعف ناصرا وأقل عددا..". (بحار الأنوار والاحتجاج للطبرسي)
كما أن الإمام الصادق عليه السلام أنشد أبياتًا في شأن النسب وقال:
من جده خاله ووالده
وأمه أخته وعمتهُ!
أجدر أن يبغض الوصي
وأن ينكر يوم الغدير بيعتهُ!
وقد نقل النباطي العاملي في الصراط المستقيم عن عمر أنه قال: "تعلموا أنسابكم تصلوا بها أرحامكم. ولا يسألني أحد ما وراء الخطاب". وقد ورد ذلك في كتب أهل الخلاف كتاريخ المدينة المنورة لابن شبة البصري.
أفبعد كل هذه الشواهد يقال أنه لا توجد أدلة عقلية أو نقلية تثبت أن عمر ابن زنا؟!
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
20 شعبان المعظم 1440 هجرية