شيخنا الجليل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
هل كان النبي الاعظم ص يعلم جميع المنافقين ام لا وماهو الدليل ؟
حيث يوجد آية كريمة (.....ومن اهل المدينة مردوا على النفاق لاتعلمهم نحن نعلمهم ....) ظاهرالآية الكريمة تشير الى ان النبي ص لايعلمهم ،فهل هذا صحيح ؟ الا يُعد ذلك الى نقص في مقام النبي الاعظم ص؟
نريد تفسير منكم لهذه الاية وترشدونا الى المصادر .
حفظكم الله وسدد خطاكم في خدمة آل محمد ص
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في تفسير الآية الشريفة وجهان، الوجه الأول أن النبي "صلى الله عليه وآله" لا يعلم المنافقين بعلمه الظاهري ولكن الله سبحانه وتعالى بقدرته وقوته علم نبيه أسماء وحقائق أولئك المنافقين ممن كان حوله من أهل المدينة، فإنه جل جلاله يظهر الغيب على من اترضى وذلك لقوله تعالى "عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا * لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا" (سورة الجن من آية رقم 27 - 29). وأيضا يقول الله تعالى: "مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء" (سورة آل عمران آية رقم 180).
وهذا لا يطعن في عصمة النبي "صلى الله عليه وآله" كما يزعم المخالفين، حيث أن الإعتقاد الشيعي بأن جميع المعصومين "عليهم السلام" لديهم الولاية التكوينية ويعلمون الغيب وما كان وما هو كائن وما سوف يكون إلى قيام يوم الدين، كل ذلك بإذن الله تعالى.
أما الوجه الآخر هو القول بالتأويل، وهذا ما أفاد به الشيخ الحبيب غير مرة بأن الخطاب موجه إلى النبي الأكرم "صلى الله عليه وآله" ولكن المعني به سائر الناس، وإلا فإن النبي "صلى الله عليه وآله" يعلم حقائق المنافقين ولكنه يتعامل معهم بالظاهر، كما ورد عن الإمام الصادق "عليه السلام": "قال: نزل القرآن بإياك أعني واسمعي يا جاره"، وفي رواية أخرى عن الإمام الصادق "عليه السلام" قال: معناه ما عاتب الله عز وجل به على نبيه "صلى الله عليه وآله"، فهو يعني به ما قد مضى في القرآن مثل قوله: "ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا" عنى بذلك غيره "صلى الله عليه وآله". (الكافي الشريف للشيخ الكليني ج 2، ص ٦٣١).
فعلى سبيل المثال لا الحصر أن النبي "صلى الله عليه وآله" كان يعلم بالمنافقين الذين أرادوا اغتياله في غزوة تبوك وسماهم بأسمائهم واحدا واحدا. (بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج 17، ص 184).
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
7 شوال 1440 هجرية