سلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ماتفسير الآية الكريمة (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مماتحبون) آل عمران ٩٢
مع التفصيل إن أمكن وخاصة كلمة (البر ومماتحبون)؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام، ولعنة الله على قتلته وأعدائه أجمعين.
البر في الآية الشريفة من سورة آل عمران هو ولاية محمد وآله، وهذا ما جاء به صادق آل محمد "صلوات الله وسلامه عليهم"، حيث أوصى شيعته وأمرهم بدفع ما يحبون من أموالهم (حق الخمس) حتى ينالوا قولا فعلا ولاية المعصومين فهم البر وسبيل الهدى والتقوى "عليهم الصلاة وأزكى السلام".
وهذا ما رواه العياشي في تفسيره "رضوان الله تعالى عليه": عن مفضل بن عمر قال: دخلت على أبى عبد الله عليه السلام يوما ومعي شيء فوضعته بين يديه، فقال: ما هذا؟ فقلت هذه صلة مواليك وعبيدك، قال: فقال لي: يا مفضل أني لا أقبل ذلك وما اقبله من حاجتي إليه وما أقبله إلا ليزكوا به، ثم قال: سمعت أبي يقول: من مضت له سنة لم يصلنا من ماله قل أو كثر لم ينظر الله إليه يوم القيامة إلا أن يعفو الله عنه، ثم قال: يا مفضل إنها فريضة فرضها الله على شيعتنا في كتابه، إذ يقول: ﴿لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ فنحن البر والتقوى وسبيل الهدى وباب التقوى، ولا يحجب دعاؤنا عن الله، اقتصروا على حلالكم وحرامكم فاسألوا عنه وإياكم أن تسألوا أحدا من الفقهاء عما لا يعنيكم وعما ستر الله عنكم. (البرهان ج 1، ص 297).
كما ورد في تفسير القمي لعلي بن إبراهيم القمي (قدس الله نفسه)، عند ذكر الآية المباركة ﴿لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ﴾، قال: أي لن تنالوا الجزاء والثواب حتى تردوا على آل محمد حقهم من الخمس والأنفال والفيء. (تفسير القمي ج 1، ص 107 / بحار الأنوار للعلامة المجلسي، ج 24، ص 278).
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
24 شوال 1440 هجرية