هل دعا الإمام الحسين عليه السلام على شيعته؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ...

سؤالي هو هل الامام الحسين عليه السلام بالفعل دعى على شيعته كما جاء في الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٥٥٨

قال: اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقا، واجعلهم طرائق قددا، ولا ترض الولاة عنهم أبدا فإنهم دعونا لينصرونا فعدوا علينا فقتلونا.
هل هذه الروايه صحيحه ؟ واذا كانت صحيحة لماذا دعى الامام الحسين (ع)على المبايعين بصوره عامه وهل المبايعين (الشيعه )هم من قتلوا الحسين عليه السلام


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه وأهل بيته عليهم السلام، ولعنة الله على قتلتهم وأعدائهم أجمعين.

إنما كان دعاء الإمام الحسين عليه السلام على الذين جاؤوا ليقتلوه في معركة الطف، ولم يكن دعاءه على الشيعة كما يتصور البعض.

أما عن قول الإمام الحسين عليه السلام (فإنهم دعونا لينصرونا)، فإن الذين دعوا الإمام الحسين عليه السلام ما كانوا شيعة حقيقيين، وإنما كانوا يعتقدون بإمامة الشيخين -لعنهما الله-، فقد بايعوا عليا عليه السلام على أنه خليفة رابع، والإمام الحسن على أنه خليفة خامس، وكذا الإمام الحسين على أنه خليفة سادس!

وقد ذكر ذلك ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج في معرض سؤاله للنقيب أبا جعفر يحيى بن أبي زيد عن جواب الإمام علي عليه السلام على معاوية لعنه الله حيث قال أبي زيد: “كان معاوية يتسقط عليا عليه السلام ويبغي عليه ما عساه أن يذكره من حال أبي بكر وعمر وأنهما غصباه حقه ولا يزال يكيده بالكتاب يكتبه والرسالة يبعثها يطلب غرته لينفث بما في صدره من حال أبي بكر وعمر إما مكاتبة أو مراسلة فيجعل ذلك حجة عليه عند أهل الشام ويضيفه إلى ما قدره في أنفسهم من ذنوبه كما زعم فكان غمصه عندهم بأنه قتل عثمان أو مالا على قتله وأنه قتل طلحة والزبير وأسر عائشة وأراق دماء أهل البصرة، وبقيت خصلة واحدة وهو أن يثبت عندهم أنه يبرأ من أبي بكر وعمر وينسبهما إلى الظلم ومخالفة الرسول في أمر الخلافة وأنهما وثبا عليها غلبة وغصباه إياها فكانت هذه تكون الطامة الكبرى وليست مقتصرة على إفساد أهل الشام عليه بل وأهل العراق الذين هم جنده وبطانته وأنصاره لأنهم كانوا يعتقدون إمامة الشيخين إلا القليل الشاذ من خواص الشيعة”.

فالسواد الأعظم من أهل العراق كانوا على عقيدة أبي بكر وعمر لعنهما الله، وما كانوا شيعة حقيقيين معتقدين بعلي عليه السلام كإمام مفترض الطاعة.

وعليه، فالقول أن الإمام الحسين عليه السلام قد دعا على شيعته دعوى باطلة بل ما كانوا شيعة حقيقيين، فشيعته الخلص قد قاتلوا معه في معركة كربلاء واستشهدوا معه صلوات الله عليهم أجمعين.

كما أن الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء قد خاطب القوم بقوله “ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان! إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحرارا في دنياكم وارجعوا إلى أحسابكم إذ كنتم أعرابا”.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

23 محرم الحرام 1441 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp