بسم الله الرحمن الرحيم وصلات وسلام على خير النبياء والمرسلين محمد وآل الطيبين الطاهرين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عندي أشكال في أية
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) وشكالي في جملة وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ هاذا يعني ان النبي محمد صل الله عليه وآل وسلم من المممكن ان لا يطيع الله ولا يبلغ رسالته وآل ايه الثانيه (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا) وهذا الايه تثبت ان النبي أخطئ والعياذ بالله لينه اطاع الكفار والله أمره ان يتقي الله وهذا ووفقكم الله وسدد خطاكم لنصرة محمد وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن هذه الآيات وأمثالها التي في ظاهرها عتاب للنبي صلى الله عليه وآله نزلت بإياك أعني واسمعي يا جارة، فالخطاب موجه إلى النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ولكن المعني به سائر الناس.
فقد ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نزل القرآن بإياك أعني واسمعي يا جارة.
وفي رواية أخرى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: معناه ما عاتب الله عز وجل به على نبيه صلى الله عليه وآله، فهو يعني به ما قد مضى في القرآن مثل قوله: "وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا" عنى بذلك غيره. (الكافي الشريف ج2 ص631)
وهذا ما يذهب إليه أيضا مفسرو الطائفة البكرية في تفاسيرهم.
فالقرطبي في تفسيره للآية (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) قال: قيل: الخطاب له -أي للنبي صلى الله عليه وآله- والمراد أمته.
وقال البغوي في تفسيره لنفس الآية: هذا خطاب مع الرسول صلى الله عليه وسلم، والمراد منه غيره. وقيل: هذا أدب من الله عز وجل لنبيه وتهديد لغيره؛ لأن الله تعالى عصمه من الشرك.
وقال الشنقيطي في تفسيره العذب النمير: (فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) والمِرْيَةُ: الشكُّ. [ومعلومٌ أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لم يَكُنْ شَاكًّا فيما أَوْحَى اللَّهُ إليه، وإنما هذا كقولِه: {وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا} وكقولِه: {وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ} وكقولِه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ} ولاَ يَخْفَى أن رسولَ اللَّهِ صلواتُ اللَّهِ وسلامُه عليه أنه مُتَّقٍ لله وأنه لا يطيعُ منهم آثِمًا ولا كَفُورًا، وأنه لا يشركُ. وقد قَدَّمْنَا مِرَارًا.
أنه جَرَتَ العادةُ في القرآنِ أن اللَّهَ (جل وعلا) يأمرُ نَبِيَّهُ - صلى الله عليه وسلم - وَيَنْهَاهُ ليُشرِّعَ ذلك الأمرَ والنهيَ لأُمَّتِهِ على لسانِه - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه هو القدوةُ لَهُمْ، المُشَرِّعُ لهم بقولِه وفعلِه وتقريرِه، وَمِنْ أَكْبَرِ الأدلةِ على ذلك: هو ما قَدَّمْنَا في آيةِ بنِي إسرائيلَ، وهي قولُه: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا} هذا خطابٌ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - على التحقيقِ؛ لأن كُلَّ الخطاباتِ في الآياتِ له، يقولُ له اللَّهُ: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ} يعني: إِنْ يَبْلُغْ عندَك والداك الكبرَ أو أحدُ وَالِدَيْكَ {فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ} ومعلومٌ أن وقتَ نُزُولِهَا أن وَالِدَيْهِ قد مَاتَا مِنْ زَمَانٍ؛ لأن أباه مَاتَ وهو حَمْلٌ، وأمُّه مَاتَتْ وهو (صلواتُ الله عليه وسلامُه) صغيرٌ، فَعُرِفَ أنه أَمَرَهُ بأنه إن بلغَ وَالِدَاهُ أو أحدُهما الْكِبَرَ أن يَبَرَّهُمَا، وهما قد مَاتَا، لا يُمْكِنُ بِرُّهُمَا، عَرَفْنَا من ذلك أنه يأمرُه ليُشرِّعَ للناسِ على لسانِه - صلى الله عليه وسلم -، وقد بَيَّنَّا مِرَارًا أن مِنْ أساليبِ اللغةِ العربيةِ المعروفةِ: أن الإنسانَ يُخَاطِبُ إنسانًا والمرادُ عندَه بالخطابِ غيرُه، وَذَكَرْنَا فيه مرارًا المثلَ المعروفَ: (إِيَّاكِ أَعْنِي وَاسْمَعِي يَا جَارَةْ). (العذب النمير ج2 171)
وقال محمد متولي الشعراوي في تفسيره: وقوله: {وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ المشركين} هذا أيضاً داخل في (إياك أعني واسمعي يا جارة) لأن رسول الله أبعد ما يكون عن الشرك، وليس مظنة له. (تفسير الشعراوي ج18)
وغيرهم الكثير من مفسري أهل الخلاف قائلين بهذه المقالة، فراجع.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
13 صفر الأحزان 1442 هجرية