السلام عليكم،
ارجو من سماحته ان يجيب على هذا السوال:
الشيخ الحبيب اتهم في بعض محاضراته صدر الدين الشيرازي من ان لقبه الصحيح هو "صدر المتشيطنين" ومن انه خارج عن ملة التشيع لكونه يعتقد بان ارادة الله هي من صفاته الذاتية لا الفعلية.
وهذا نفس عقيدة الشيخ المظفر رحمه الله الذي الشيخ الحبيب كان يدرس كتابه في محاضراته في علم الكلام. هذا نص الشيخ المظفر:
"ونعتقد: أنّ من صفاته تعالى الثبوتية الحقيقية الكمالية التي تسمى بصفات الجمال والكمال ـ كالعلم، والقدرة، والغنى، والاِرادة، والحياة ـ هي كلّها عين ذاته"
عقائد الامامية جزء ١ ص ٣٣
وكما هو واضح في عقيدة المرجع الراحل محمد الشيرازي رحمه الله حين ما عدد صفات الله ويقول ان تلك الصفات من صفات الذات:
"والله سبحانه له صفات كثيرة كالعلم…والقدرة…والحياة…والارادة…التكلم…
فصفاته عين ذاته فهو عالم قادر…"
منتخب المسائل الاسلامية ص ٣
اشكركم وبارك الله فيكم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بمراجعة الشيخ،
ليس تدريس متن من المتون الدرسية يعني تنزيه ماتنه من الهفوات بل والكفريات إن وُجدت، كيف ولطالما كنا - كسائر الأساتذة - نشكل ونرد ونتوقف في ما سطَّره أصحاب المتون في غير مورد؟ وهذا - أعني بحث صفة الإرادة - منها؛ فراجعوا ما قلناه في الدرس.
ثم إن ثمة فرقًا بين مَن وقع في هفوة أو مَن كبا كبوةً؛ وكان في ذلك جاريًا على أثر غيره استرسالا؛ كالمظفر، وبين مَن وضع همَّته في تأسيس منهج انحرافي قعَّد له ونظَّر؛ وأسَّسَ له وحرَّر؛ كصدر المتشيطنين. فالأول قد يسوغ الإعراض عن زلَّته؛ بخلاف الآخر فإنه متمحِّض في الزلل والخطل.
وأما المجدد الثاني رحمه الله فما كان يذهب إلى كون الإرادة من صفات الذات، فلقد نصَّ في موسوعة الفقه على أن «المشيئة والإرادة من صفات الفعل فلا تكونان أزليتين» (الفقه العقائد ص231). وما توهمتوه من قوله بخلاف ذلك إنما هو لغفلتكم عن انقطاع الكلام واستئنافه، فإنه في منتخب المسائل أتى على ذكر صفات لله ما بين ذاتية كالعلم والقدرة والحياة، وما بين فعلية كالإرادة والتكلم «بخلق الصوت»، ولم يكن - نظرا لطبيعة مقدمة هذا الكتاب المختصر الميسَّر - في وارد التمييز بين الصفات. ثم بعد ذلك قطع الكلام واستأنف بإجمال ذكر عقيدتنا في الصفات بأنها عين الذات فقال: «بل هو واحد أحد فرد صمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. وصفاته عين ذاته، فهو عالم قادر... منذ الأزل، لا كمثلنا حيث كنا جاهلين ثم نعلم، وكنا عاجزين ثم نقدر. وغني، فلا يحتاج إلى مشورة، أو معاون، أو وزير، أو جند، أو نحو ذلك». فتنبَّه.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
23 رجب الأصب 1443 هجرية