السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ظهرت فتنة في الآونة الاخيرة في المدينه المنورة وهي ظهور حزب من الشباب يتبعون رجلا من بلاد الشام يدعي العلم من اتباع النصيرية الغلاة قد جذبهم بالروحانيات والعلاجات الروحيه اللتي يقول انها من طب اهل البيت عليه السلام وقد آمنو به وبالخرافات اللتي يقولها منها على سبيل المثال ان الله تجسد بعلي عليه السلام وان الآئمة عليهم السلام آلهة والعياذ بالله وبعد التأكد من خبرهم تبين انهم من ضعفاء النفوس فماهو توجيهكم الكريم في هذا الشأن ؟ وهل يجوز مخالطتهم والتزاوج معم ؟ ونريد منك الرد الكافي على هذه الفرقه الضاله كما عودتنا نسأل الله تبارك وتعالى ان يحفظكم ويحرسكم ويجعلكم ذخرا للمؤمنين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بمراجعة الشيخ أفاد أن صاحب هذه الاعتقادات يكون كافرا خارجا عن الملة إجماعا، ولا يجوز التزاوج مع من ينشر مثل هذه الاعتقادات أو مخالطته بنحو يدعم بدعته وكفره، إنما اللازم ردعه وزجره وإقصاؤه وتحصين المجتمع من الاغترار به.
أما ضعفاء النفوس والعقول الذين اغتروا بصاحب هذه الاعتقادات فينبغي السعي في هدايتهم بالحكمة والموعظة الحسنة. ومما يسهم في ذلك نشر بيانات أئمتنا الأطهار عليهم السلام في البراءة من الغلاة، وردود العلماء الأبرار عليهم، علاوة على بيان مدى سخافة هذه العقائد الفاسدة، وكيف أنها تتضاد مع بداهة العقل بل مع الفطرة. فإن أصرَّ هؤلاء على المقام على ما هم عليه من كفر؛ لحقهم حكم صاحبهم، فلا يجوز التزاوج معهم ولا مخالطتهم بنحو يدعم ما هم عليه.
ثم إن كثيرا مما يُدَّعى اليوم أنه (طب أهل البيت عليهم السلام) إنما هو مكذوب منتحل، كما أن كثيرا ممن يزعم اليوم أنه يعالج الناس بطبهم عليهم السلام إنما تجده من هؤلاء المشعوذين المستأكلين الذين يستغفلون الناس ويستغلون ضعفهم ويأسهم. وليس لهؤلاء أدنى علاقة بالطب الحقيقي لأهل البيت عليهم السلام. فينبغي الحذر من هؤلاء والتحذير منهم.
هذا وإن إمام عصرنا صلوات الله عليه وعجل الله فرجه؛ لطالما أعلن براءته من الغلاة ولعنهم وحذَّر منهم، فكان من بياناته أرواحنا فداه: «أنا وجميع آبائي من الأولين آدم ونوح وإبراهيم وموسى وغيرهم من النبيين؛ ومن الآخرين محمد رسول الله وعلي بن أبي طالب والحسن والحسين وغيرهم ممن مضى من الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين؛ إلى مبلغ أيامي ومنتهى عصري؛ عبيد الله عز وجل. يقول الله عز وجل: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ. قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا؟ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ). يا محمد بن علي؛ قد آذانا جهلاء الشيعة وحمقاؤهم ومن دينه جناح البعوضة أرجح منه! وأُشْهِدُ الله الذي لا إله إلا هو وكفى به شهيدا؛ ومحمدا رسوله؛ وملائكته؛ وأنبياءه وأولياءه؛ وأُشْهِدُك وأُشْهِدُ كل من سمع كتابي هذا أني بريء إلى الله وإلى رسوله ممن يقول: إنا نعلم الغيب أو نشارك الله في ملكه؛ أو يحلنا محلا سوى المحل الذي نصبه الله لنا وخلقنا له؛ أو يتعدى بنا عما قد فسرته لك وبيَّنْتُهُ في صدر كتابي، وأُشْهِدُكم أن كل من نتبرأ منه فإن الله يبرأ منه وملائكته ورسله وأولياؤه، وجعلت هذا التوقيع الذي في هذا الكتاب أمانةً في عنقك وعنق مَن سمعه أن لا يكتمه مِن أحدٍ من مواليَّ وشيعتي حتى يظهر على هذا التوقيع الكل من الموالي، لعل الله عز وجل يتلافاهم فيرجعون إلى دين الله الحق، وينتهوا عما لا يعلمون منتهى أمره ولا يبلغ منتهاه، فكل مَن فَهِمَ كتابي ولم يرجع إلى ما قد أمرته ونهيته؛ فلقد حَلَّتْ عليه اللعنة من الله وممن ذكرت من عباده الصالحين» (الاحتجاج ج2 س473).
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
17 جمادى الآخرة 1444 هجرية
