السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله لكم الأجر بذكرى أستشهاد الإمام الحسين عليه السلام وروحي فداه .
هل صحيح أن خالد بن عرفطة العذري ممن صاحب النبي صلى الله عليه وآله شارك في قتل الإمام الحسين عليه السلام ؟ وما هي المصادر التي تذكر ذلك ؟
صلى الله عليه يا أباعبدالله ولعن الله قاتليك .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بمراجعة الشيخ،
نعم؛ إن هذا الوغد كان ممن صاحب النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، ولم يحفظ أهل بيته فيه من بعده، فكان - عليه لعنة الله - ممن اشترك في قتل سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه السلام، بل كان قائد مقدمة الجيش الذي تولى ذلك. وقد أنبأ بحصول هذا مولانا أمير المؤمنين عليه السلام قبل وقوعه.
قال ابن حجر في (الإصابة في تمييز الصحابة - برقم 2187): «خالد بن عرفطة - بضم المهملة والفاء بينهما راء ساكنة - ابن أبرهة - بفتح الهمزة والراء بينهما موحدة ساكنة - ابن سنان الليثي، ويقال العذري، وهو الصحيح... وكان خالد مع سعد بن أبي وقاص في فتوح العراق. وكتب إليه عمر يأمره أن يؤمِّرَه، واستخلفه سعد على الكوفة، ولمّا بايع الناس لمعاوية ودخل الكوفة خرج عليه عبد الله بن أبي الحوساء بالنخيلة، فوجَّه إليه خالد بن عرفطة هذا، فحاربه حتى قتله. وعاش خالد إلى سنة ستّين، وقيل مات سنة إحدى وستين. وذكر ابن المعلِّم المعروف بالشيخ المفيد الرافضي في مناقب علي من طريق ثابت الثّمالي عن أبي إسحاق، عن سويد بن غفلة، قال: جاء رجل إلى علي فقال: إني مررتُ بوادي القرى، فرأيت خالد بن عرفطة بها مات، فاستغفر له. فقال: إنه لم يمت ولا يموت حتى يقود جيش ضلالة، ويكون صاحب لوائه حبيب بن جماز، فقام رجل فقال: يا أمير المؤمنين، إني لك محب؛ وأنا حبيب بن جماز! فقال: لتحملنَّها وتدخل بها من هذا الباب، وأشار إلى باب المقبل، فاتفق أن ابن زياد بعث عمر بن سعد إلى الحسين بن علي، فجعل خالدا على مقدمته، وحبيب بن جماز صاحب رايته، فدخل بها المسجد من باب المقبل. وعند أحمد من رواية أبي إسحاق: مات رجل صالح فتلقّانا خالد بن عرفطة وسليمان بن صرد، وكلاهما كانت له صحبة».
وروى الصفار في (بصائر الدرجات ج1 ص298) عن سويد بن غفلة قال: بينا أنا عند أمير المؤمنين عليه السلام إذا أتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين! جئتك من وادي القرى وقد مات خالد بن عرفطة. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: إنه لم يمت! فأعادها عليه، فقال له: علي عليه السلام: لم يمت! فأعادها عليه الثالثة فقال: سبحان الله! أخبرك أنه مات وتقول: لم يمت! فقال له علي عليه السلام: لم يمت! والذي نفسي بيده لا يموت حتى يقود جيش ضلالة؛ يحمل رايته حبيب بن جمّاز. قال: فسمع بذلك حبيب، فأتى أمير المؤمنين فقال: ناشدتك الله فيَّ وأنا لك شيعة! قد ذكرتني بأمر لا والله ما أعرفه من نفسي! فقال له علي عليه السلام: إن كنت حبيب بن جمّاز فلتحملنّها! فولّى حبيب بن جماز. قال أبو حمزة: فو الله ما مات حتى بعث عمر بن سعد إلى الحسين بن علي عليهما السلام وجعل خالد بن عرفطة على مقدمته، وحبيب صاحب رايته».
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
17 جمادى الآخرة 1444 هجرية