السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1- هل صحيح أن الإمام علي عليه السلام خلق الكون بإذن الله كما يقول البعض و اذا كان جواب نعم فما دليل على هذا
2-هل الائمة يرزقون و ما قولكم بأن علي عليه السلام هو مقسم الأرزاق بإذن الله
3-وجدت مقطع للشيخ الحبيب ينفي قول علي خالق الكون و في موقع القطرة وجدت إجابة ظاهرها تعارض كلامه مع المقطع فارجوا التوضيح شكرا لكم وفقكم الله لكل خير و سدد خطاكم ايها الرافضة الابطال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ج1: لا دليل على ذلك ولا قائل به، ولا عبرة بأقوال الغلاة ورواياتهم الموضوعة، نعم له (عليه السلام) ما لأولياء الله من القدرة على خلق الكائنات بإذنه تعالى ومشيئته وتفويضه كما أن للأنبياء وللملائكة ذلك، قال الله تعالى: «وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ» وعن هاشم بن زيد قال: «رأيت علي بن محمد صاحب العسكر عليه السلام وقد أُتي بأكمه فأبرأه، ورأيته يهيء من الطين كهيئة الطير وينفخ فيه فيطير، فقلت له: لا فرق بينك وبين عيسى عليه السلام! فقال: أنا منه وهو مني» (عيون المعجزات ص134). وقال الباقر عليه السلام: «إن الله فوَّض الأمر إلى ملك من الملائكة فخلق سبع سماوات وسبع أرضين وأشياء.. إلخ» (المحاسن ص١٢٣). وقال الإمام المهدي (عليه السلام): «نحن صنايع ربنا والخلق بعد صنايعنا» (الاحتجاج للطبرسي ص466).
وخلقهم ليس خلق كخلق الله سبحانه وتعالى، فقد قال أمير المؤمنين عليه السلام: «ولا من شيء خلق ما كان ولم يتكأده صنع شيء كان، إنما قال لما شاء: كن! فكان. ابتدع ما خلق بلا مثال سبق ولا تعب ولا نصب، وكل صانع شيء فمن شيء صنع، والله لا من شيء صنع ما خلق، وكل عالم فمن بعد جهل تعلم، والله لم يجهل ولم يتعلم» (الكافي ج1 ص134)، وفي دعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام): «أنت الذي أنشأت الأشياء من غير سنخ، وصوَّرت ما صوَّرت من غير مثال، وابتدأت المبتدعات بلا احتذاء» (الصحيفة السجادية ص210).
ج2: لا دليل على كون الإمام علي (عليه السلام) هو مقسم الأرزاق ولا قائل به، ولا عبرة بأقوال الغلاة ورواياتهم الموضوعة، نعم إن للأئمة (عليهم السلام) تقسيم الأرزاق بإذن الله ومشيئته وتفويضه كما أن للأنبياء والملائكة ذلك، قال الله تعالى: (وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ) وقال تعالى: «فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا» وقال الصادق عليه السلام: «الملائكة تقسم أرزاق بني آدم من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فمن نام فيما بينهما نام عن رزقه» (تهذيب الأحكام ج2 ص139). وفي الدعاء: «ثُمَّ اَلْحُجَّةُ اَلْخَلَفُ اَلصَّالِحُ اَلْقَائِمُ اَلْمُنْتَظَرُ اَلْمَهْدِيُّ اَلْمُرْجَى اَلَّذِي بِبَقَائِهِ بَقِيَتِ اَلدُّنْيَا وَبِيُمْنِهِ رُزِقَ اَلْوَرَى». (زاد المعاد ص422).
وليس رزقهم كرزق الله سبحانه وتعالى، ففي دعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام): «يا مقسم الأرزاق افسح لي في عمري وابسط لي في رزقي» (مصباح الزائر ص353) وفي الدعاء: «يا الله الكافي الرزاق لكل ما خلق من عطايا فضله» (بحار الأنوار ج94 ص374).
ج3: لا يوجد أي تعارض في كلام سماحته حيث إن النفي هو لوجود الاعتقاد أو الدليل على أن الكون قد خلقه الإمام علي (عليه السلام)، وأما الاعتقاد بأن الله أقدره وأقدر الأئمة (عليهم السلام) على خلق الخلائق والكائنات بمشيئته وإذنه وتفويضه، وتوفر الأدلة التي تورث الاطمئنان بذلك فهو ما يلتزم به سماحته ولا ينفيه، والفرق بين المقالتين واضح عند المحصلين الحوزويين.
علما أن مقام أهل البيت (عليهم السلام) هو أعلى المقامات عند الله سبحانه وتعالى، وقد يوكل إلى من دونهم كالملائكة (عليهم السلام) مباشرة بعض أفعال الخلق والرزق بإذن الله لأن أهل البيت (عليهم السلام) أجل من مباشرتها في هذه الموارد بأنفسهم.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
4 شوال المكرم 1444 هجرية