السلام عليكم و رحمة الله و بركاته "..."ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان " يعني ما كنت قبل البعث تدري ما الكتاب ولا ما الايمان قبل البلوغ ..." -التبيان للشيخ الطوسي ما المقصود؟و هل يعتقد بعدم ايمانه(صلى الله عليه و آله و سلم) في الولادة و قبل بلوغه؟ و هل يتعلم المعصوم اكثر و اكثر كما هو الظاهر في بعض النصوص "علمني رسول الله..." ام هو شيء آخر؟ حفظكم الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بمراجعة الشيخ أفاد أن اعتقاد الشيخ الطوسي عليه الرحمة هو ما ذكره في المسألة التاسعة والعشرين من (العقائد الجعفرية) التي نقلها تلميذه القاضي ابن البراج في (جواهر الفقه ص248) والتي تقول: «كان نبينا نبيًّا على نفسه قبل البعثة، وبعده رسولًا إلى كافة النسمة، لأنه قال: كنتُ نبيًّا وآدم بين الماء والطين. والا لزم تفضيل المفضول، وهو قبيح».
ومع التزامه رحمه الله بنبوة نبينا صلى الله عليه وآله حتى قبل ولادته في دنيانا؛ فكيف يُظَنُّ به الاعتقاد أنه صلى الله عليه وآله كان فاقدًا للإيمان قبل البلوغ مع أنه لم يفقد النبوة قط؟! وهل تكون نبوة بلا إيمان؟! فلا بد أن الشيخ عنى بالإيمان شيئًا آخر، كإرهاصات الوحي التي كانت بعد البلوغ وقبل البعثة.
وأما ازدياد علم المعصوم عليه السلام؛ فمُسَلَّمٌ، لأن العلم الإلهي غير متناهٍ، والمعصوم - على علو وعمق واتساع معرفته - محدودٌ متناهٍ، فيزداد. وفي الحديث عن غير واحد من أصحاب الصادق عليه السلام عنه عليه السلام: «لولا أنّا نُزاد لأَنفَدْنا. قيل: تزدادون شيئًا لا يعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: لا، إذا كان ذلك كان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وحيًا وإلينا حديثًا. ليس يخرج شيءٌ من عند الله عز وجل حتى يُبْدَأَ برسول الله صلى الله عليه وآله، ثم بأمير المؤمنين عليه السلام، ثم بواحدٍ بعد واحدٍ حتى ينتهي إلى صاحب هذا الأمر. لكي لا يكون آخرنا أعلم من أولنا» (الكافي والاختصاص وبصائر الدرجات وأمالي الطوسي).
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
25 ربيع الآخر 1446 هجرية