بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
كثيرا ما نبتلى بمسألة اختلاف المراجع في تحديد بداية الشهر القمري مما يدخل الشك في صحة أعمالنا في إحياء بعض الليالي أو صيام بعض الأيام. فما الميزان في حل هذا الإشكال خاصة أننا عادة ما نقرأ في الرسائل العملية أن لا تقليد في مثل هذه المسائل. أضف أنه تبين لي خطأ بعض المراجع المشهورين في تحديد بداية شهر رمضان بالدليل القاطع. ما رأي سماحتكم من اثبات أوائل الشهور اعتمادا على الحساب الفلكي بقطع النظر عن صاحب هذه الطريقة خاصة إذا تبين صحة اعلانه في أغلب الأحيان.
دمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أحمد
باسمه تعالى شأنه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لعلّ مما يزيل هذا الاختلاف قيام مجلس شورى الفقهاء المراجع، فيكون حكم الجميع واحدا في هذا الشأن، لأن منشأ الاختلاف راجع لاختلاف مبانيهم، فلعلّ قيام هذا المجلس بما يتيحه من المباحثات الفقهية يقرّب أنظارهم في المسألة فتتنقح المباني ويتحد الحكم. هذا مضافا إلى أن المجلس سيكون مستقبِلا جامعا للشهود العدول فيشهد هؤلاء عند الجميع ولا تقتصر شهادتهم أمام واحد فيكون حكم الجميع عن بيّنة.
وإذا تبين لك على اليقين خطأ ما حكم به الحاكم الشرعي أو خطأ مستنده فيجوز لك أن لا تتابعه.
أما الحسابات الفلكية فلأنها ليست من الطرق التي حدّدها الشارع لثبوت الهلال فلا يمكن الاعتماد عليها. نعم إذا أورثت الاطمئنان بإمكان الرؤية أو انتفائها على وجه أنه لو خرج خارج فإنه سيرى أو لن يرى حتما؛ كان للاعتماد عليها وجه، إلا أنه حيث لم يتحقق ذلك حتى اليوم لحصول خطأ الفلكيين غير مرّة؛ فلا يمكن الاعتماد.
أفاض الله عليكم أفضاله. والسلام.
الثامن من ذي الحجة لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.