أرجو معرفة صحة هذه الرواية:
عن علي قال سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس له خادم غيري وكان له لحاف واحد ليس له لحاف غيره ومعه عائشة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام بيني وبين عائشة ليس علينا ثلاثتنا لحاف غيره فإذا قام إلى صلاة الليل يحط بيده اللحاف من وسطه بيني وبين عائشة حتى يمس اللحاف الفراش الذي تحتنا
حيث أني قرأتها في موقع إنترنت ولا أعرف صحتها ولكم جزيل الشكر
فاطمة
باسمه تقدست أسماؤه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين الشهيد وأهل بيته وأصحابه (صلوات الله عليهم) جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأره مع المدخّر لذلك مولانا صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف.
الرواية معتبرة لورودها في كتاب سُليم بن قيس رضوان الله تعالى عليه، وقد رواها أيضا عن المقداد سلام الله عليه، كما رواها غيره بألفاظ.
والنواصب لخبث ضمائرهم أخذوها موردا للتشنيع على الشيعة الأبرار زاعمين أن فيها انتقاصا من مقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث لا يغار على زوجته فيجعل معها أجنبيا في فراش واحد.
والرد عليهم في نقطتين بإيجاز:
الأولى؛ أنه لا محذور شرعا في وضعية كهذه فالرواية بنفسها تصرّح بأن النبي (صلى الله عليه وآله) كان حينما يقوم لصلاة الليل يحطّ بيده اللحاف من وسطه حتى يمس الفراش الذي تحته ليفصل بين الأمير (صلوات الله عليه) وعائشة (لعنات الله عليها) فلا يكون هناك تماس بينهما، غاية الأمر أن عليا (عليه السلام) يكون في طرف وعائشة (لعنها الله) في طرف آخر وما بينهما مسافة.
والنبي (صلى الله عليه وآله) لم يترك أخاه (عليه السلام) ولم يُشركه في فراشه ولحافه إلا لكونه معصوما لا تصدر منه معصية، بل ليس هناك أحفظ من علي (عليه السلام) بعده لعرضه. ثم إن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يكن ليتركهما، بل كان يصلي بينهما كما توحي به الرواية باللفظ الذي سيأتيكِ، أو إلى جوارهما، وعلى أي تقدير فلا خلوة مع الأجنبية هنا.
هذا وإن الرجال والنساء يكونون جميعا متراصيّن متلاصقين أثناء الطواف في العمرة والحج وهم شبه عراة، ولا أحد يقول بأن ذلك خلاف الغيرة وإن لم يكن بعض الرجال مرتاحين لرؤيتهم زوجاتهم يحوطهن الرجال الأجانب من كل جانب! ذلك لأن هذا حكم الله تعالى، وليس ثمة خلوة، وهناك حاجز من اللباس يمنع التماس وإن لم يمنع الالتصاق.
وكذا في هذا المورد، فإن هذا حكم الله تعالى، وليس ثمة خلوة، وهناك حاجز من اللباس يمنع التماس بل وحاجز من اللحاف يمنع الالتصاق أيضا، فإذا شُنِّع على هذا وجب التشنيع على ذاك من باب أولى، فهل يتجرأ النواصب ويفعلونها؟!
الثانية؛ إنه قد ورد عن طريق المخالفين نظير هذه الرواية ولم نجد أحدا منهم ينعق أو ينهق! فقد رووا عن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: ”أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم في غداة باردة، فأتيته وهو مع بعض نسائه في لحافه، فأدخلني في اللحاف، فصرنا ثلاثة“! (مستدرك الحاكم ج3 ص364 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وكتاب السنة لعمرو بن أبي عاصم ص597، ومختصر ابن منظور ج9 ص21 وتاريخ دمشق لابن عساكر ج18 ص393 وغيرها).
ونحن وإن لم نسلّم بهذه الرواية إلا أننا نصكّ بها جباه المخالفين والنواصب قائلين: من كان بيته من زجاج فلا يرمينَّ الناس بالحجر!
على أن الرواية التي نقلتموها مبتورة، ومن الجدير ذكرها كاملة إذ فيها معجزة للنبي ومنقبة للوصي صلوات الله عليهما وآلهما. وتمامها هو هذا:
قال سُليم: ”جاء رجل إلى علي بن أبي طالب وأنا أسمع (...) قال: فأخبرني بأفضل منقبة لك من رسول الله صلى الله عليه وآله؟
قال عليه السلام: نصبه إياي بغدير خم، فقام لي بالولاية من الله عز وجل بأمر الله تبارك وتعالى. وقوله: أنت مني بمنزلة هارون من موسى.
وسافرت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وذلك قبل أن يأمر نساءه بالحجاب، وأنا أخدم، ومعه عائشة، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله ينام بيني وبين عائشة ليس علينا ثلاثة لحاف غيره، وإذا قام رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي حطّ بيده اللحاف من وسطه بيني وبين عائشة ليمس اللحاف الفراش الذي تحتنا ويقوم رسول الله صلى الله عليه وآله فيصلي.
فأخذتني الحمى ليلة فأسهرتني، فسهر رسول الله صلى الله عليه وآله لسهري، فبات ليلته بيني وبين مصلاه يصلي ما قدر له، ثم يأتيني فيسألني وينظر إلي، فلم يزل دأبه ذلك إلى أن أصبح، فلما أصبح صلى بأصحابه الغداة ثم قال: اللهم اشف عليا وعافه فإنه قد أسهرني الليلة لما به من الوجع، فكأنما نشطت من عقال ما بي قبله!
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أبشر يا أخي - قال ذلك وأصحابه يسمعون - قلت: بشّرك الله بخير يا رسول الله وجعلني فداءك. قال: إني لم أسأل الله شيئا إلا أعطانيه، ولم أسأل لنفسي شيئا إلا سألت لك مثله، وإني دعوت الله أن يواخي بيني وبينك ففعل، وسألته أن يجعلك ولي كل مؤمن من بعدي ففعل“. (كتاب سُليم بن قيس الهلالي رضوان الله تعالى عليه ص422).
رزقكم الله وإيانا جوامع خير الدنيا والآخرة. والسلام.
ليلة الثاني من شهر محرم الحرام لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.