رسالة من أحد المؤمنين المهتدين في المغرب بطلب النصح والتوجيه

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين واللعن الدائم على أعدائهم من الأولين والأخرين من الأن الى يوم الدين أما بعد

أولا تحيات طيبات مباركات لك شيخنا الفاضل ياسر الحبيب ولكل أخ مشرف على هذا الموقع المبارك الذي يسطع حبا و ولاءا لمحمد و آل محمد صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين.

أنا شاب مغربي أبلغ من العمر 26 سنة طالب في كلية الاداب شعبة الدراسات الاسلامية كنت قبل أن من الله علي بفضله بكريا على حد تعبير سيادتكم الا أن الله شاء أن يفتح بصيرتي وان ينور قلبي بموالاة آل البيت سلام عليهم لما عرفت ان الحق معهم لا مع غيرهم وان النجاة بالتمسك بهم و أن الخير كله معهم وفيهم و ذلك كان بعد اطلاع والحمد لله على معتقدات آل البيت عليهم السلام و على منهجهم القويم و أيضا من خلال محاضراتكم القيمة التي تشع نورا وتقتبس نورها من نور محمد و آل محمد فهداني الله الى سفينة النجاة وركبتها والحمد لله على فضله ونعمته التي لا تعادلها نعمة أخرى فالحمد لله حمدا كثيرا على ما أنعم علي من فضله.

وبالتالي فنحن مقدمون على شهر محرم الحرام ومقدمون على عاشوراء ذكرى استشهاد سيد الشهداء الحسين عليه السلام ولا أنسى ان أقدم التعازي الى مولانا صاحب العصر والزمان الامام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف وٌأقدم التعازي الى سماحتكم والى كل موال لمحمد و آل محمد .

و في منطقتي لا أجد ولا أعرف شخصا او أشخاصا موالين لمحمد و آل محمد مما يجعلني أحيانا أغتم و احزن لأني أفتقد تلك الشعائر التي يقيموها اخواني من الموالين لمحمد ولآل محمد فأنتم تعلمون ان يد الله مع الجماعة وان لها الأثر الكبير والفضل العميم في تقوية همة الانسان فالحمد لله تعالى أولا و أخيرا وانما كتبت ما كتبت لما أعرف عن سماحتكم من سعة صدر ومن خدمة لمحمد و آل محمد فأطلب من سماحتكم ومن شخصكم الكريم النصح والتوجيه وما ينبغي علي فعله في هذه الذكرى الأليمة خاصة و في سائر الأحوال عامة.

ولكم مني جزيل الشكر ووافر التقدير والاحترام ويعلم الله أني أحبك في الله شيخي الفاضل و حقا أتمنى أحيانا أن ألقى شخصكم الكريم وأن أنتهل من بركاتكم و من فيض علومكم ومن أنوار كلماتكم المباركة و اني أرجو من سماحتكم ان تبلغوا تحياتي لجميع الاخوة والموالين لمحمد و آل محمد واسألهم الدعاء لي ولا تنسنى انت أيضا شيخنا الفاضل من صالح دعائك .

وفي انتظار توجيهاتكم ونصائحكم أسأل الله ان يبارك فيكم وعليكم وان يجعلك راضيا مرضيا عند النبي الاكرم والرسول الأعظم صلوات ربي وسلامه عليه وعند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وعند فاطمة الزهراء عليها السلام وعند الحسنين عليهما السلام وعند الائمة المعصومين الهداة المهديين وعند مولانا صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف.

و اخيرا تقبلوا تحياتي الخالصة لكم و جزيل الشكر لشخصكم الموقر.

اللهم صل على محمد و آل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم من الأولين والاخرين.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

ودمتم في رعاية الله و في حفظ ال بيت رسول الله صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين.

مصطفى أبو الحسن


باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين الشهيد وأهل بيته وأصحابه صلوات الله عليهم. جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأره مع ولده المدّخر لذلك مولانا صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف المبارك.

إني إذ أشكر لكم ألطافكم وجمائلكم وما ورد في رسالتكم الكريمة؛ فإني أهنئكم بركوب سفينة النجاة التي من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى. فهنيئا لكم ثم هنيئا لكم ثم هنيئا لكم، فقد ضمنت لنفسك الفوز بالجنة بشفاعتهم (صلوات الله وسلامه عليهم) والأخذ بحجزتهم يوم القيامة، كما بشّرنا إمامنا الرضا (عليه السلام) إذ قال: ”إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة آخذ بحجزة الله، ونحن آخذون بحجزة نبينا، وشيعتنا آخذون بحجزتنا. ثم قال: والحجزة النور“. (توحيد الصدوق ص166).

قد كان مولانا أبو ذر الغفاري (رضوان الله تعالى عليه) من الموالين الأوائل، وقد نُفي في زمن عثمان (لعنه الله) إلى الشام أولا، وكان هناك غريبا في مجتمع ملؤه الكفر والنصب والعداوة لآل محمد عليهم السلام، فتخيّل ما كان يشعر به!
بمجرد وصوله إلى دمشق لم تمضِ شهور قلائل إلا وضاق به معاوية (لعنه الله) ذرعا لأنه (رضوان الله تعالى عليه) لم يكن يرضى أن يبقى بلا حراك يدعو فيه إلى ولاية الطاهرين عليهم السلام، فنفاه معاوية ثانية إلى قرى الشام حيث لبنان اليوم، وبالتحديد إلى جبل عامل، وأمضى أبو ذر فيها قرابة أربع عشرة سنة، فلم يستسلم للواقع أو يرضخ له، ولم ينعزل أو يهتمّ بشؤونه، بل كان يتحرك تحركا دؤوبا لغرس التشيع في تلك الأرض وهداية أهلها، متنقلا من قرية إلى قرية، مواجها الصعاب والتحديات، يعاني الجوع والمرض، مفتقرا للإمكانات.
لكنه أبو ذر! المؤمن البطل الشجاع الذائب عشقا في محمد وآل محمد صلوات الله عليهم، لم يكل ولم يمل ولم يتنازل ولم يهدأ، فاجتهد وجاهد حتى كانت الثمرة ما تراه اليوم في لبنان.. أمة بأكملها تعتنق التشيع عقيدة وروحا! هؤلاء هم أحفاد أولئك الذين اهتدوا على يد أبي ذر!
هذا ما جعل معاوية يضج ويستغيث بعثمان لإخراج أبي ذر من الشام، فأعيد إلى المدينة المنورة، ثم نُفي ثالثة إلى الربذة، وهي صحراء ليس فيها أحد، فمات فيها شهيدا غريبا مظلوما. ولم ينفه عثمان (لعنه الله) إلى هذه الأرض الخالية من الناس إلا لعلمه بأنه أينما وُضع أبو ذر نبت التشيّع هناك!

إني إذ أستشعر غمّك على وحدتك، حيث لا أخاً في الإيمان بقربك، سيّما في هذه الأيام الحسينية الحزينة، فإني أدعوك لأن تحوّل غربتك إلى تحدٍّ للواقع، فتعمل على هداية قومك مبتدئا بأهلك ثم أهل منطقتك وهكذا حتى يعمّ الإيمان والولاء والتشيع كل بلاد المغرب على يديك وأيادي المخلصين والمجاهدين من المؤمنين، وما ذلك على الله بعزيز.
ولو أنك قارنت الصعوبات التي يمكن أن تعترضك بالصعوبات التي اعترضت أبا ذر (رضوان الله تعالى عليه) لما وجدت مجالا للمقارنة، كما أن الإمكانات المتاحة لك في عالم التكنلوجيا اليوم لم تكن متاحة لأبي ذر آنذاك. فالهمّة الهمّة.

لقد عشت شخصيا ظرفا يشبه ظرفك في هذه الأيام مع ما هو أشد، حينما اضطررت للاختباء عن رجال الأمن الذين كانوا يلاحقونني في الأيام الأولى من شهر محرم الحرام، وذلك بعدما منّ الله تعالى عليَّ بالخروج من السجن رغما عنهم بشفاعة مولاي أبي الفضل العباس صلوات الله عليه وروحي له الفداء. وكانت أياما حُرمت فيها للمرة الأولى في حياتي من المشاركة في مجالس العزاء على أبي عبد الله الذبيح بكربلاء صلوات الله عليه وروحي له الفداء، وكانت أياما قاسية عليَّ، لكني تحدّيت الواقع فعملت رغم هذا الاختباء على مواصلة السير في الدرب، فكنت أكتب وأؤلف، وأعد البرامج التبليغية، وأراسل إخواننا العاملين في الهيئة، وبذا شعرت أنني في عالم آخر، هو عالم أهل البيت عليهم السلام.

كن أبا ذر المغرب يا أخانا الكريم.. فإنّا جميعا سائرون في هذا الدرب، ولئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس. هذه نصيحتنا إليك، رزقك الله جاها عند حجج الله تعالى، وجعلهم لك الوسيلة لبلوغ الآمال في الدنيا وحين المآل.

أرجو أن لا تنسانا أيها الأخ المكرّم من دعائك كما لا ننساك إن شاء الله تعالى. والسلام.

ليلة الثالث من محرم الحرام لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp