السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين وبعد,
تلك الرسالة هي حول موضوع وفاة الرسول الامجد (ص) والدعوة بأنه مات مسموماً بيدي زوجته عائشة. فبكل صراحة اقول ان هذه دعوة باطلة, ولا يستطيع ان يصدقها العاقلون.
1) هل قضوا جميع الانباء والائمة (ع) مقتولين او مسمومين؟
قال الشيخ المفيد (ق) في كتابه (تصحيح الاعتقاد ص131) \"فأما ما ذكره أبو جعفر رحمه الله من مضي نبينا و الأئمة (عليه السلام) بالسم و القتل فمنه ما ثبت و منه ما لم يثبت و المقطوع به أن أمير المؤمنين و الحسن و الحسين (عليه السلام) خرجوا من الدنيا بالقتل و لم يمت أحدهم حتف أنفه و ممن مضى بعدهم مسموما موسى بن جعفر (عليه السلام) و يقوى في النفس أمر الرضا (عليه السلام) و إن كان فيه شك فلا طريق إلى الحكم فيمن عداهم بأنهم سموا أو اغتيلوا أو قتلوا صبرا فالخبر بذلك يجري مجرى الإرجاف و ليس إلى تيقنه سبيل\" وقد قال الاربلي ما يشابه ذلك في (كشف الغمة) في المجلد الثالث صفحة 361.
2) ”وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ“.
اما هذه الاية الشريفة التي نزلت بعد معركة أحد, فهي لم تبين سبب وفاة المصطفى (ص). اني بحثت في الكثير من تفاسير الشيعة ولم اجد اي احد يزعم بأن مراد العبارة \" مَاتَ أَوْ قُتِلَ\" يعني القتل ولكن هي مقصودة كفريضة.
3) الروايات
المذكور في تفسير القمي في هذه ليس رواية, ولكنها رأيه ولا يعرض دلييد, والمعروف بأن كتلب الشيخ علي القمي قد وقع فيه من التدليس, وقال المجلسي (رض) في بحار الانوار في المجلد الثاني والعشرين صفحة 240, \" التفسير الموجود ليس بتمامه منه قدس سره ، بل فيه زيادات كثيرة من غيره\".
اما الخبر في تفسير العياشي فهو مرسل وليس له سند تام وسليم, فكيف نثبت خبر مرسل وفي نفس الحين هو ينفي اقوال كثير العلماء كالشيخ الصدوق الذي كان يقول ان الرسول (ص) مات بسبب السم الذي اعطي اليه في خيبر.
4) قال المرجع الديني السيد الروحاني في لقاء في الشبكة, \" وفي خبر لم يثبت أعتباره لدي - أن فلانه زوجة النبي (ص) سمًه في مرضه\"
5) اذا راجعنا الاعراض التي اظهرها النبي الاكرم لما قرب الموت, فهو لا يتناسب اويشابه المرض الذي يسببه السم.
6) اما الروايات في بخاري و مسلم: اولاً الطبري (بسند صحيح عندهم) يضيف اسما علي (ع) وام السلمة (رض) والخبر يقول لأنهما اعطوا الدوة للنبي بالاكراه, وتلك اروايتا لم يثبن شيءًَ قط واصلاً تهيد رسول الله وتشبهه بطفل صغير.
7) نحن نستطيع ان نثبت ضلالة عمر وابي بكر, واثابت بأنهما كشفا دار الزهراء وسرقا ارث الرسول والغتصبا الولاية الخ. فلمذا تحتاج ان تعتمد على الروايات المكذوبة التي تزيد الحقد بين الناس ويؤدي الى كراهية في المجتمع في هذة الظروف العسيرة.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
باسمه جل ثناؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين الشهيد وأهل بيته وأصحابه صلوات الله عليهم، جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأرهم مع مولانا المنتظر المهدي أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف.
مما ابتلينا به في هذا الزمان هو اضطرارنا لصرف الجهد في الردّ على من يحسبون أنهم عقلاء وهم لا يعرفون للعقل معنى! ذلك لأنهم لو كانوا يعرفون معناه لما زعموا بأن الاعتقاد بمسألة استشهاد نبي الله (صلى الله عليه وآله) تخالف العقل، إذ إنها مسألة علمية بحتة وليست عقلية أصلا حتى يُقال أن العقل يأباها!
ثم إن هذه النقوض التي ذكرتَها تجعلنا نتحسّر على خسارة الوقت في ردّها لسخافتها! فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ج1: إن جميع المعصومين الأربعة عشر والأنبياء (عليهم السلام) استشهدوا مقتولين، وذلك مما استفاض عنهم (صلوات الله عليهم) في الأحاديث الشريفة، فمنها ما رواه الخزاز عن أبي محمد الحسن المجتبى (صلوات الله عليه) قال في حديث: ”والله إنه لعهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماما من ولد علي عليها السلام وفاطمة عليها السلام، ما منا إلا مسموم أو مقتول“. (كافية الأثر للخزاز ص227، ولفظ ”اثنا عشر إماما من ولد علي وفاطمة“ تصحيف من النساخ على ما رُوي في نسخة أخرى من قوله: ”اثنا عشر إماما من أهل بيته وصفوته“ أو هو من باب التغليب الشائع).
ومنها ما رواه الطبرسي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: ”والله ما منا إلا مقتول شهيد“. (إعلام الورى للطبرسي ج2 ص132).
ومنها ما رواه الصدوق عن أبي الحسن الرضا (صلوات الله عليه) قال في حديث: ”والله لقد قُتل الحسين عليه السلام، وقُتل من كان خيرا من الحسين، أمير المؤمنين والحسن بن علي عليهم السلام، وما منا إلا مقتول، وإني والله مقتول بالسم باغتيال من يغتالني“. (عيون الأخبار للصدوق ج1 ص220).
ومنها ما رواه الصدوق أيضا عن أبي الحسن الرضا (صلوات الله عليه) قال: ”والله ما منا إلا مقتول شهيد“. (عيون الأخبار للصدوق ج1 ص287).
ومنها ما رواه الصفار عن الصادق (عليه السلام) عن رسول الله صلى الله عليه وآله: ”ما من نبي ولا وصي إلا شهيد“. (بصائر الدرجات للصفار ص523).
ويؤيّده أمثال ما ورد في الزيارة الجامعة عن أبي الحسن الهادي عليه السلام: ”وبذلتم أنفسكم في مرضاته“. (من لا يحضره الفقيه ج2 ص612).
وعليه يكون الإعراض عن هذه النصوص ومؤيّداتها وتغليب قول الشيخ المفيد أو غيره ممن خالف المشهور؛ خلافا للصواب لا يقع فيه المتنبّه، سيّما وأن المتتبع لتاريخ الأئمة ومجرياته تلفته بوضوح شواهد متعددة على أنهم قد قُتلوا غيلة أو بالسم من قبل طغاة عصورهم.
ج2: إنك واهم ويبدو أنك لا تتقن العربية؛ فالآية الكريمة تنصّ على أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) سيُقتل، لأن (أو) هنا للإضراب، كما أوضحناه في إحدى أجوبتنا السابقة، فراجع. وعلى فرض التنزّل عن ذلك؛ فلا أقل من ثبوت أنه (صلى الله عليه وآله) سيموت حتف أنفه أو أنه سيُقتل قتلا، فيكون استشهاده على التفسير الأول حتميا، ويكون على الثاني احتماليا، فكيف تدّعي أن الآية لم تشر إلى استشهاده صلى الله عليه وآله؟!
ثم إن تفاسير الشيعة أشارت إلى إلى الرواية الصريحة المروية عن الصادق (عليه السلام) في أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد قُتل ولم يمت حتف أنفه، والتي يقول فيها: ”تدرون مات النبي صلى الله عليه وآله أم قُتل؟ إن الله يقول: أفإن مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم، فسُمَّ قبل الموت، إنهما سقتاه! فقلنا: إنهما وأبوهما شرُّ من خلق الله“. ومن تلك التفاسير على سبيل المثال لا الحصر تفسير نور الثقلين للحويزي وتفسير كنز الدقائق للميرزا المشهدي وتفسير الصافي للفيض الكاشاني وتفسير البصائر للرستكاري وغيرها. وإيراد هذه الرواية من قبل مفسّري الشيعة يعني الاستشفاع بها لتأييد كونه (صلى الله عليه وآله) قد قُتل، سواءً ذهب إلى ذلك المفسّر أم لم يذهب، فكيف تزعم أنك بحثت ولم تجدهم يذكرون ذلك أصلا؟!
ثم على فرض أن أحدا من المفسّرين لم يذهب إلى ذلك، فإن ذلك لا دلالة فيه على بطلانه، فإننا لا نأخذ ديننا من الرجال لأن الحق لا يُعرف بالرجال بل يُعرف بما هو هو ثم يُعرف أهله به، هكذا علمنا أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
والذي نذهب إليه من كونه (صلى الله عليه وآله) قد قُتل بالسمّ شهيدا إنما هو تمسّك بقول المعصوم صلوات الله عليه، وأين هذا من قول الرجال؟! على أنك يجب أن تعلم أن كثيرا من المفسّرين ما كانوا يتمكنون من التصريح بذلك جهرة لمكان التقية في أزمانهم وظروفهم، فلا تغفل.
أما قولك: ”ولكن هي مقصودة كفريضة“؛ فكلام خبط لا تُعرف ضمائره إلى مَ ترجع! أي فريضة هاهنا يا هذا؟!
ج3: بل إن قوله (رضوان الله تعالى عليه) رواية بمنزلة المضمرة في شأن الحادثة وتحتضن رواية مرسلة عن رسول الله صلى الله عليه وآله، فهو ليس من أولئك الذين يفسّرون القرآن بآرائهم وأهوائهم، وكلامه حجة لاتفاق الطائفة على وثاقته وصدقه وجلالته، فإذا قلنا بأنه إنما فسّر هذه الآية برأيه وادّعى من نفسه أن أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة اجتمعوا على سمّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان ذلك ناقضاً لعدالته وصدقه ووثاقته! وإذا قلنا بأنه أخذ هذا عن غير الأئمة الأطهار (عليهم السلام) كان ذلك ناقضاً لتشيّعه! فأيهما تختار يا هذا لتحمل وِزر الطعن في شيخ مشايخ الشيعة وليوقفك يوم القيامة مخاصما أمام الأئمة الأطهار عليهم السلام؟!
انتبه لكلامك؛ فإنك تنسب ذنبا إلى هذا الرجل العظيم الذي لا يقبل أحدٌ من الشيعة متقدّمهم ومتأخّرهم اتهامه بأنه يحدّث بأسباب نزول الآيات عن غير طريق الأئمة من آل محمد صلوات الله عليهم.
وأما التشكيك في نسبة هذا الكلام إليه (رضوان الله تعالى عليه) فأمر مردود بأن في أوّله: ”قال علي بن إبراهيم: كان سبب نزولها..“ (تفسير علي بن إبراهيم القمي ج2 ص375). وبه يُعلم أنه ليس من روايات أبي الجارود التي زادها أبو الفضل العباس في التفسير. ثم إنه لا يُحتمل صدور مثل هذا الكلام من أبي الجارود لكونه زيديا.
أما عن روايات العياشي (رضوان الله تعالى عليه) في تفسيره؛ فهي بالأصل مسندة وليست مرسلة، وإنما قام النسّاخ بعد ذلك بحذف الأسناد وإثبات المتون بداعي الاختصار.
ثم من الذي قال لك بأن كل رواية مرسلة لا تكون معتبرة؟! إن وجود سند للرواية ليس سوى طريق للحكم باعتبارها من بين طرق شتّى، ولا ينحصر اعتبار الرواية بهذا الطريق وحده، بل يمكن الحكم أيضا باعتبار الرواية بما يعضّدها من روايات معتبرة، أو بما يحفّها من قرائن أو شواهد، أو باتفاق الأصحاب على اعتبارها، وغير ذلك من طرق.
وروايات العياشي (رضوان الله تعالى عليه) في هذا الشأن إنما تتقوّى بما مرّ من روايات معتبرة مستفيضة في أنهم (عليهم السلام) لا يموتون إلا قتلا أو سما، وبشواهد التاريخ والسيرة، وبالشهرة واعتماد أصحابنا عليها.
أما ادعاؤك أن هناك كثيرا من العلماء ينفون مقتل النبي (صلى الله عليه وآله) بسم عائشة؛ فكلام باطل، فإنه ليس هناك كثير بل قليل شاذ، والصدوق (عليه الرحمة) إنما يرجّح كونه (صلى الله عليه وآله) قد مات من أثر سم خيبر، فيما المفيد (عليه الرحمة) يتوقف في ذلك، فيما المجلسي (عليه الرحمة) يجمع بين سمّي خيبر وعائشة ويجعل لكليهما دخالة في مقتله واستشهاده صلى الله عليه وآله.
ومهما يكن فإن أقوال الرجال ليست هي المعيار، وإنما المعيار هو الروايات والموازنة بينها وبين القرآن والتاريخ وما إلى ذلك. ونقض دلالة الرواية بقول قائل هكذا بدواً دون تحقيق هو ضرب من السفاهة. ونحن اليوم في الحوزات ننقض آراء كبار علمائنا المتقدّمين بمن فيهم الصدوق والمفيد (عليهما الرضوان) انحيازا لنصوص الروايات أو استنباطاً منها بما هو أجود، فلا محذور من مخالفة آراء الرجال بالحق.
ج4: فليكن للسيد الروحاني (مد ظله) رأيه، ولنا كطلبة علم رأينا، والفيصل البرهان. ومنذ متى نعطِّل نحن الشيعة حركة الاجتهاد لقول قائل؟! إن هذا من ديدن البكريين الجهلة لا نحن أتباع أهل البيت صلوات الله عليهم.
ج5: نعم؛ إن الأعراض التي انتابته (صلى الله عليه وآله) إلى حين الأيام القليلة التي سبقت استشهاده كانت مَرَضية عادية، ولكن التدهور المفاجئ في صحته في الأيام الأخيرة هو الذي يثبت قيام عائشة وحفصة (عليهما اللعنة) بسقيه سما، وهو ما شرحناه مفصلا في محاضراتنا بعنوان: كيف زُيِّف الإسلام؟ فارجع إليها.
وهذا التدهور المفاجئ والسريع يثبت وقوع الجريمة لا أنه ينفيها كما تتوهم.
ج6: ليس لنا ردّ على هذه الركاكة إذ هي أجنبية عما نحن فيه! إنما أوردنا ما رواه البخاري كشاهد يقوّي ما رُوي عن أئمتنا (صلوات الله عليهم) فما علاقتنا بالطبري وغير الطبري وما يروونه من مختلَقات تسيء إلى مقام النبي الأعظم أو أمير المؤمنين صلوات الله عليهما وآلهما؟!
ج7: من السخريات أن يأتي الصبيان ليصموا روايات أهل بيت العصمة والطهارة (صلوات الله عليهم) بالروايات المكذوبة فيما لم يتجرّأ أكابر العلماء على ذلك حتى الآن! فإنا لله وإنا إليه راجعون.
إن أئمتنا (صلوات الله عليهم) حذروا من أن يكذِّب المرء برواياتهم فيكون ذلك على حدّ الشرك بالله تعالى، وإنما المسموح من قبلهم هو ردّ الروايات إلى أهلها (عليهم السلام) دون التجرأ بالقول أنها مكذوبة. فتأدَّب يا هذا بأدب الشرع واعلم أنك توقع نفسك في المهلكة بمثل هذا الكلام.
ثم إن كلامك ينقض بعضه بعضا! فإن إثبات أن أبا بكر وعمر (عليهما لعائن الله) ضالان وظالمان وسارقان يؤدي إلى النتيجة نفسها من إثبات أنهما قتلا رسول الله صلى الله عليه وآله! فإن ولّد هذا حقدا وكراهية فذاك قد سبقه إلى ذلك! فكيف قبلت بذاك ورفضت هذا؟! إما أن تقبل بالجميع نصرةً لرسول الله وأهل بيته الأطهار (صلوات الله عليهم) وإما أن ترفضه جميعا تنازلاً للناس على حساب الحق!
أما نحن فاخترنا الأول تبعا لمنهج الأنبياء والأوصياء (صلوات الله عليهم) حيث حدثنا القرآن وحدثتنا السيرة الشريفة أنهم ما كانوا يجاملون أحدا في سبيل بيان الحق ولا تأخذهم في الله لومة لائم، فهذا نبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله) كانت انطلاقته بدعوته سببا لوقوع الأحقاد والفتن والحروب في قومه بين الأب وابنه والأخ وأخيه؛ غير أن ذلك لم يكن بمانعه عن بيان الحق وإن كان مؤلما لبعض الناس ومستفزا للبعض الآخر.
نعم قد يتعطّل بيان الحق في حالة التقية، وحتى فيها إذا كان من آثار البيان ما هو أولى جاز تقديمه على العمل بالتقية. واليوم لم يعد هناك موضوع شرعي للتقية بحمد الله تعالى.
ادرس يا هذا تاريخ أنبيائنا وأئمتنا (صلوات الله عليهم) جيدا لتعرف حقائق الأمور قبل إلقاء الكلام على عواهنه.
وفقنا الله وإياكم لاتباع سبيله وسبيل أوليائه صلوات الله عليهم. والسلام.
ليلة الثاني من صفر الأحزان لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.