هل مدح الإمام الصادق (عليه السلام) أرسطو طاليس؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم

اللهم صل على محمد وآل محمد

ماهو موقف الاسلام من ارسطوطاليس حيث ذكر السيد كمال الحيدري في درس المنطق ان ورد ذكره ومدحه على لسان الامام الصادق عليه السلام في توحيد المفضل ...؟

ما رأيكم بقول السيد ؟

وهل يجوز ان نأخذ كتب الامام الخميني كمصدر من المصادر خصوصا انه في كتاب المعاد مدح اوروسطو كثيرا ؟

وشكرا جزيلا لكم

بوحسين


باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين الشهيد وأهل بيته وأصحابه صلوات الله عليهم، جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأرهم مع مولانا المنتظر المهدي أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف.

ليس في توحيد المفضّل مدح لأرسطو طاليس، وكل الذي فيه هو استشهاد بردّه على من أرجع نشوء العالم إلى الصدفة والاتفاق، فقال عليه السلام: ”وكان أرسطاطاليس ردّ عليهم فقال: إن الذي يكون بالعرض والاتفاق إنما هو شيء يأتي في الفرط مرة لأعراض تعرض للطبيعة فتزيلها عن سبيلها وليس بمنزلة الأمور الطبيعية الجارية على شكل واحد جريا دائما متتابعا“. (توحيد المفضل ص120).

ولا يلازم استشهاد الإمام الصادق (صلوات الله عليه) بكلام أرسطو طاليس مدحه، إذ الأظهر هنا أنه من باب الإلزام للخصم بمن يعتقد، وهو أبلغ في الحجة.

وتحميل الكلام أكثر مما يحتمل والغلو في رموز الفلسفة الباطلة مما لا ينبغي أن يقع فيه المتعلِّم على سبيل النجاة.

وأما جعل كتب المذكور معيارا للمدح والذم فهو من قبيل تحكيم الرجال وصرف النظر عن الأدلة؛ وهو مذموم عندنا، فلا يجوز، سيما وأن المذكور ممن لا تُقبل شهادته بعد ثبوت الخلل في اعتقاداته.

بقي هنا تنبيهان:
الأول؛ أن دراسة علم المنطق لا يمثل إقرارا بسلامة عقيدة أرسطو طاليس بدعوى أنه واضع أسسه المعروفة، فإنما ندرس هذا العلم لتمرين الذهن على قواعد الاستدلال الصحيحة، وذلك كمن يدرس علم الطب الحديث مثلا لمعرفة وسائل العلاج الصحيحة، فإن ذلك لا يعني إقراراً بسلامة عقيدة واضعي أسس هذا العلم الحديث.

الثاني؛ أن ما يتناقل على بعض الألسن من حديث ”أن أرسطو طاليس نبي جهله قومه“ وما شابه هذا المعنى؛ لم يرد عن طريق أئمتنا صلوات الله عليهم، وإنما اختلقه بعض المتصوّفة والمتفلسفة والعرفاء على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قصة سخيفة سمجة يشهد متنها على كذبها. إذ زعموا: ”يروى أن عمرو بن العاص قدم من الإسكندرية على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسأله عما رأى؟ فقال: رأيت قوما يتطلسون ويجتمعون حلقا ويذكرون رجلا يقال له أرسطو طاليس لعنه الله. فقال صلوات الله وتسليماته عليه وآله: مه يا عمرو! إن أرسطو طاليس كان نبيا فجهله قومه“! (محبوب القلوب لمحمد الأشكوري ص14).
والرواية كما تراها في السقوط سندا ومتنا وأمارات الوضع عليها ظاهرة، فضلا عن كونها غير مروية في أيٍّ من المصادر المعتبرة.

وفقنا الله وإياكم لاتباع سبيله وسبيل أوليائه صلوات الله عليهم. والسلام. ليلة الثالث من صفر الأحزان لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.




السؤال :

سماحة العلامة الشيخ ياسر الحبيب ، السلام عليكم
قد ذكرتم عن رواية نبوة أرسطاطاليس المزعومة !! ما هذا لفظه :

أن ما يتناقل على بعض الألسن من حديث ”أن أرسطو طاليس نبي جهله قومه“ وما شابه هذا المعنى؛ لم يرد عن طريق أئمتنا صلوات الله عليهم، وإنما اختلقه بعض المتصوّفة والمتفلسفة والعرفاء على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قصة سخيفة سمجة يشهد متنها على كذبها. إذ زعموا: ”يروى أن عمرو بن العاص قدم من الإسكندرية على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسأله عما رأى؟ فقال: رأيت قوما يتطلسون ويجتمعون حلقا ويذكرون رجلا يقال له أرسطو طاليس لعنه الله. فقال صلوات الله وتسليماته عليه وآله: مه يا عمرو! إن أرسطو طاليس كان نبيا فجهله قومه“! (محبوب القلوب لمحمد الأشكوري ص14).
والرواية كما تراها في السقوط سندا ومتنا وأمارات الوضع عليها ظاهرة، فضلا عن كونها غير مروية في أيٍّ من المصادر المعتبرة.

و سوالنا :

أين هذا السقوط - سندا و متنا - الذي تقولون ؟
و كيف يشهد متنها كذبها ؟ و أين تلك الأمارات الوضع الظاهرة عليها ؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا .

أبوعلي



الجواب :

جواب المكتب:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عظم الله أجورنا وأجوركم باستشهاد الصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء عليها الصلاة والسلام.

بمراجعة الشيخ أفاد أن سقوط هذا المروي واضح، أما سنداً فلأنه لا سند بل إرسال! ولا مصدر معتبراً بل كتاب سفاسف عرفانية! ولا راويا يوثق به فالرواية عن ابن النابغة عمرو بن العاص!
وأما متناً فإن عمرو بن العاص (لعنه الله) لم تطأ قدماه الاسكندرية إلا بعد شهادة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بزمن طويل! وألفاظ الرواية بعيدة عن الأحاديث والروايات الشريفة كما يعرفه كل ذو خبرة.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

4 جمادى الآخرة 1431


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp