هل كان لدى سلمان المحمدي (رضوان الله عليه) علم لدنّي؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

شيخنا الجليل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي بعض الأسئلة آمل من سماحتكم أن تعطونا الجواب الشافي والوافي كما عودتمونا

شيخنا فيما يتعلق بالصحابي الجليل سلمان الفارسي رضوان الله عليه وعلاقته الوطيدة بآل البيت عليهم والمصادر كثيرة كقول رسول الله صلى الله عليه وآله : سلمان منا أهل البيت و هذه الرواية الواردة في البحار على ما أظن عن عبدالله بن سلمان الفارسي، عن أبيه قال: خرجت من منزلي يوما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله بعشرة أيام فلقيني علي بن أبي طالب عليه السلام ابن عم الرسول محمد صلى الله عليه وآله فقال لي: يا سلمان جفوتنا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، فقلت: حبيبي أبا الحسن مثلكم لا يجفي غير أن حزني على رسول الله صلى الله عليه وآله طال فهو الذي منعني من زيارتكم، فقال عليه السلام: يا سلمان ائت منزل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فإنها إليك مشتاقة تريد أن تتحفك بتحفة قد أُتحفت بها من الجنة. قلت لعلي عليه السلام: قد أُتحفت فاطمة عليها السلام بشيء من الجنة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله؟! قال: نعم بالأمس ،،،،، إلى آخر الرواية ، شيخنا ألم تلاحظوا بأن سلمان علاقته خاصة مع آل البيت سلام الله عليهم ! وهل هذا الشيء له علاقة بعلم لدني أو ما شابه ذلك ؟ مالذي جعل منزلة الصحابي سلمان الفارسي رضوان الله عليه وطيدة لهذه الدرجة ؟

آمل أن لا أكون قد أكثرت بالأسئلة عليكم

سائلين من الله أن يسدد خطاكم وأن يحفظكم في غربتكم بحق محمد وآل محمد

أبو علي


باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين الشهيد وأهل بيته وأصحابه صلوات الله عليهم، جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأرهم مع مولانا المنتظر المهدي أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف.

إن منزلة مولانا سلمان الفارسي المحمدي (رضوان الله تعالى عليه) فوق أن نتصوّرها نحن، بل فوق أن يتصوّرها مثل مولانا أبي ذر الغفاري (رضوان الله تعالى عليه) الذي كان هو الآخر من أهل البيت عليهم السلام! فما بالك بنا نحن!

وبلوغ هذا الرجل العظيم مثل هذه المنزلة العالية لا شك أنه يعود في المقام الأول إلى شدة إيمانه ويقينه، فكان ذلك سببا لأن يحظى من الله تعالى ومن أوليائه (عليهم السلام) بشرف اكتساب الاسم الأعظم، والاطلاع على الغيب، وإدراك علوم الأولين والآخرين، وأن تحدّثه الملائكة، وأن يمتلك ولاية تكوينية خاصة.

وإلى هذا أشارت الروايات، ومنها ما رواه المفيد عن الصادق عليه السلام: ”إن سلمان عُلِّم الاسم الأعظم“. (الاختصاص للمفيد ص11).

ومنها ما رواه المفيد أيضا عن الصادق عليه السلام: ”أدرك سلمان العلم الأول والآخر وهو بحر لا ينزح، وهو منا أهل البيت، بلغ من علمه أنه مرّ برجل في رهط فقال له: يا عبد الله تُبْ إلى الله من الذي عملت في بطن بيتك البارحة واتق الله! فقال الرجل: أستغفر الله وأتوب إليه. قال: ثم مضى وقال له القوم: لقد رماك بأمر وما دفعته عن نفسك؟! قال: إنه أخبرني بأمر ما اطلع عليه أحد إلا الله رب العالمين وأنا“! (الاختصاص للمفيد ص11).
ومنها ما رواه الكشّي عن الباقر عليه السلام: ”دخل أبو ذر على سلمان وهو يطبخ قدرا له، فبينا هما يتحدثان إذا انكبّت القدر على وجهها على الأرض فلم يسقط من مرقها ولا من ودكها شيء! فعجب من ذلك أبو ذر عجبا شديدا، وأخذ سلمان القدر فوضعها على حالها الأول على النار ثانية وأقبلا يتحدثان. فبينما هما يتحدثان إذا انكبت القدر على وجهها فلم يسقط منها شيء من مرقها ولا من ودكها! قال: فخرج أبو ذر وهو مذعور من عند سلمان، فبينما هو متفكر إذ لقي أمير المؤمنين عليه السلام على الباب، فلما أن بصر به أمير المؤمنين عليه السلام قال له: يا أبا ذر ما الذي أخرجك وما الذي ذعرك؟ فقال له أبو ذر: يا أمير المؤمنين رأيت سلمان صنع كذا وكذا فعجبت من ذلك. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا أبا ذر إن سلمان لو حدّثك بما يعلم لقلت: رحم الله قاتل سلمان! يا أبا ذر إن سلمان باب الله في الأرض، من عرفه كان مؤمنا ومن أنكره كان كافرا! وإن سلمان منا أهل البيت“. (رجال الكشي ص10).

ومنها ما رواه الكشي أيضا عن الحسن بن منصور قال: ”قلت للصادق عليه السلام: أكان سلمان محدَّثا؟ قال: نعم. قلت: من يحدِّثه؟ قال: مَلَكٌ كريم. قلت: فإذا كان سلمان كذا فصاحبه أي شيء هو؟ قال: أقبل على شأنك“! (رجال الكشي ص72).

ومنها ما رواه الكشي أيضا عن الحسن بن حماد بلغ به قال: ”كان سلمان إذا رأى الجمل الذي يُقال له عسكر يضربه! فيُقال: يا أبا عبد الله ما تريد من هذه البهيمة؟ فيقول: ما هذا ببهيمة ولكن هذا عسكر بن كنعان الجنِّي! يا أعرابي.. لا ينفق جملك هنا ولكن اذهب به إلى الحوأب فإنك تُعطى به ما تريد“! (رجال الكشي ص18).

إلى غيرها من الروايات التي تشير إلى أن سلمانا (عليه السلام) كان حائزا على علم لدني غيبي، أهّله لأن يكون قريبا من أهل البيت صلوات الله عليهم، بل أن يغدو منهم في الاعتبار، غير أن هذا المقام لا شك أنه بلغه لشدة يقينه وإيمانه.

وفقنا الله وإياكم لاتباع سبيله وسبيل أوليائه صلوات الله عليهم. والسلام.

ليلة الثالث من صفر الأحزان لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp