السلام عيكم ورحمة الله وبركاته
اتمنى من الشيخ ان يتمكن على اجابة هذا السؤال فالحادثة اثارت استغراب ملايين الشيعة والسؤال جدا حساس وصار مفحما بطريقة او بأخرى للشيعة , كلنا نعلم ان هناك روايات بما فيه الكفاية مضمونها ان الفاجر الفاسق الكافر لا يمكنه الله من نطق الشهادتين قبل الموت
فبما نفسر ونرد على تمكن صدام من نطق الشهادتين قبل اعدامه.؟؟؟
هل ننفي او نضعف الروايات؟؟؟
هل الروايات في مصادر المخالفين فقط؟؟
ارجو الاجابة وعدم اهمال السؤال
محمد من البحرين
باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين الشهيد وأهل بيته وأصحابه صلوات الله عليهم، جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأره مع ولده المنتظر المهدي أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف.
ليس في هذا الإشكال السخيف أي إفحام، وتحيّر بعض الناس في ردّه يرجع إلى قلة معرفتهم بالدين ولهوهم عن تحصيل العلم.
إن معنى تلك الروايات أن الفاسق يتلجلج لسانه في حالة نزع الروح، كمن يموت حتف أنفه، فيكون مسلوب التوفيق إلى نطق الشهادة لله بالوحدانية حينما ينزل به الاحتضار ويكون في طور الانتقال من الدنيا إلى الآخرة، لا قبل ذلك كمن يُقاد إلى القتل حدّاً وقصاصاً، وإلا لصحّ للفرد أن يعزم على القتل والزنا واللواط إلى ما شاء الله ثم إذا حانت ساعة إجراء حدّ القتل عليه واقتيد إلى القصاص ورفع السيّاف سيفه؛ قال: ”أشهد أن لا إله إلا الله“ فيخلص نفسه من العذاب ويدخل الجنة!
ولا يلتزم أحد من أهل الإسلام بهذا لأن لازمه إغراء الناس بالمعصية وارتكاب الجرائم، وهو قبيح لا يصدر من الحكيم المتعال جلّ جلاله.
وهذا كتاب الله تعالى يشهد على ذلك، فإن فرعون (لعنه الله) قد شهد بالوحدانية حين أدركه الغرق الذي كان قصاصاً إلهيا. قال سبحانه: ”حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ“! إلا أن الجواب الإلهي له كان: ”آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ“؟! (يونس: 91-92).
وهكذا هو حال صدام التكريتي (لعنه الله) فإنه قد شهد بالوحدانية حين أدركه الشنق الذي كان قصاصاً أيضا، إلا أن ذلك لا ينفعه بشيء كما لم ينفع فرعون قبله.
وكما أن الله تعالى لم يمنع فرعون من الشهادة فإنه أيضا لم يمنع صدام منها، ذلك لأنه كل واحد منهما ما كان حينئذ في ساعة الاحتضار بل قبيلها بقليل.
ثم على كل حال، فإن مجرّد الشهادة لله بالوحدانية لا تنفع المرء إذا لم تكن بشرطها وشروطها كما قال إمامنا الرضا صلوات الله عليه، ولم يكن صدام (لعنه الله) مسلما أصلا لأنه لم يؤمن بالشرط والشروط، أي الولاية والأئمة صلوات الله عليهم، ثم إن إيمانه بالله كان مغايرا لما أمر الله تعالى به، فإنه يؤمن كقومه بإله صفاته قديمة مستقلة عنه، ويفعل القبيح والظلم، وله جسم ومحل وجهة، وما إلى ذلك من كفريات وشركيات أخذها البكريون عن اليهود والنصارى. كما أن إيمانه بالنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) كان مغايراً لما أمر الله تعالى به، فإنه يؤمن كقومه بنبي غير معصوم إلا في التبليغ، وكان يشك في نبوته، وكان يوشك على الانتحار، وكان يباشر امرأته وهي حائض، ويبول واقفا أمام مرأى الناس، وما إلى ذلك من أكاذيب وافتراءات أخذها البكريون عن أمثال عائشة وأنس وأبي هريرة عليهم لعائن الله.
فعلى كل حال لم يكن صدام مسلما أصلا، فليس مجرّد تلفظه بالشهادتيْن بنافع له. وهو اليوم في جهنم إلى جوار أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية ويزيد، ومن قبلهم قابيل ونمرود وفرعون وهامان عليهم لعائن الله جميعا.
وفقنا الله وإياكم لحسن العاقبة، والسلام.
ليلة الثامن عشر من صفر الأحزان لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.