أغضب بسرعة وأشتم السماء فما هو الحل؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم و رحمة الله و بركانه

أنا أغضب بسرعة كبيرة أحيانا، و المصيبة أنه بمجرد ان غضبت تخرج من فمي لا شعوريا و بطرفة عين شتائم أعتقد انها كفر و العياذ بالله، فأشتم السماء دائما.

و الله يا شيخ تخرج مني هذه الشتائم في طرفة عين و لا شعوريا و لا أستطيع التحكم بلساني، و كل هذا من إبليس لعنه الله.

و دائما استغفر الله و لكن عندما أغضب ثانية و أصل إلى قمة غضبي تخرج تلك الشتيمة مني ثانية.

فما هو حجم ذنبي؟ و هل لي من مغفرة من الله جل و على؟ و كيف يؤثر هذا على توفيق الله لي في حياتي؟و ماذا تنصحني أن افعل؟ فأنا دائما احاول أن أكظم غيظي و لكن لا أستطيع إلى ذلك سبيلا

اكرر هنا أني أكون في حالة غضب شديد و أشتم لا شعوريا و تخرج الشتيمة بسرعة كبيرة أي انه لا أستطيع أن أتمالك نفسي أو أتحكم بلساني.

أرجو ان تعطني الحل يا شيخنا و ان تسال الله لي المغفرة و القدرة على تمالك النفس.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

علي


باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

إن هذا الذي تعاني منه من سرعة الغضب وما يتبعه من أفعال خطيرة إنما أوقعك فيه الشيطان، فإن إبليس (لعنه الله) قال: ”الغضب رهقي ومصيادي! وبه أصدّ خيار الخلق عن الجنة وطريقها“! (مستدرك الوسائل ج2 ص326).

ولا شك في أن ما تتفوّه به مما لا يمكننا ذكره تترتّب عليه مضاعفات خطيرة عليك في الدنيا والآخرة، لذا عليك أن تعالج نفسك علاجا جذرياً، فالغضب أصلا يفسد الإيمان، وهو ركن من أركان الكفر، بل هو مفتاح كل شرّ، على ما نطقت به الأحاديث الشريفة عن المعصومين صلوات الله عليهم. (راجع: الكافي ج2 ص302 و303 والوسائل ج2 ص466).

والعلاج الذي نراه لك طبقا لما أوصانا به أئمتنا صلوات الله عليهم، هو الآتي:

• دوام الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم، حسب الصيغة التي وردت عن الأئمة صلوات الله عليهم، وهي: ”أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم“، وذلك مروي عن الصادق صلوات الله عليه. (الوسائل ج1 ص363).

• دوام ذكر الله تعالى وتهليله وتسبيحه بنيّة عدم الغضب، وذلك بحفظ هذه الرواية المروية عن الصادق (صلوات الله عليه) عن ظهر قلب واستحضارها حين ذكر الله تعالى وتسبيحه، وهي: ”إن في التوراة مكتوبا: يابن آدم؛ اذكرني حين تغضب أذكرك عند غضبي، فلا أمحقك فيمن أمحق. وإذا ظُلمت بمظلمة فارضَ بانتصاري لك، فإن انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك“. (الكافي ج2 ص304).

• المواظبة على قراءة هذا الدعاء المروي عن الصادق (صلوات الله عليه) بعد كل فريضة وحين الغضب، وهو: ”اللهم أذهب عني غيظ قلبي، واغفر لي ذنبي، وأجرني من مضلات الفتن. أسألك برضاك وأعوذ بك من سخطك. أسألك جنتك وأعوذ بك من نارك، وأسألك الخير كله، وأعوذ بك من الشر كله. اللهم ثبتني على الهدى والصواب، واجعلني راضيا مرضيا غير ضال ولا مضل“. (مكارم الأخلاق للطبرسي ص350).

• الإكثار من أكل الزبيب، فإن ذلك من وصية رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن فوائده أنه يُطفئ الغضب. (مستدرك الوسائل ج3 ص115).

• بمجرد أن تغضب اشرب الماء إذا قدرت، وغيّر مكانك، وإذا كنت قائما فاجلس، أو إذا كنت جالسا فقُم، وحاول أن تتوضأ فورا بالماء البارد. وذلك مروي عن أئمتنا صلوات الله عليهم، وبالمواظبة عليه تتخلص من حالة الغضب السريع إن شاء الله تعالى. (راجع: مكارم الأخلاق ص178 وجامع السعادات ج1 ص296 ومستدرك الوسائل ج12 ص15 والوسائل ج2 ص470).

وعلى العموم إذا تُبت تاب الله عليك، فاغتسل غسل التوبة واعقد العزم على عدم العودة. وقد دعونا لك وسندعو لك إن شاء الله تعالى.

وقاك الله وإيانا مما يسخطه. والسلام.

ليلة العاشر من ربيع الآخر لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp